بعد إلقاء أمين عام «حزب إيران في لبنان» خطابه الأخير عمد إعلام الحزب إلى إجراء مقابلات سريعة في الشارع مع المهووسين به والذين امتدحوه وأسبغوا عليه من الصفات ما يجعل المتلقي يعتقد بأنه أرفع من البشر. من ذلك قول أحد الشباب متحمساً «أنا بقبل يسبوا أبوي وأمي وكل أهلي لكن ما حدا يقول كلمة غلط على السيد»، ومن ذلك أيضاً قول شاب آخر كان يتنقل على دراجة نارية وهو يرفع علم الحزب رداً على سؤال عن رأيه في ما قاله نصرالله «ما بعد قول السيد قول.. وما حدا له رأي بعد رأيه». ومن هذا كثير، حيث كان المكلفون بإجراء المقابلات يحرصون على تلقي هذا النوع من الإجابات بتوظيف خبرتهم في صياغة الأسئلة الخبيثة وفي استنطاق الضيوف.
مثل هذا لا يمكن أن يحدث لولا أن الحزب -ومن ورائه النظام الإيراني طبعاً- نجح في عمل غسيل مخ لهم، وهو النجاح الذي لم يقتصر على الداخل اللبناني وإنما تعداه إلى الخارج، فمثل ما قال أولئك يقوله آخرون في بلدان أخرى ومنها البحرين التي صار نصرالله يعتبرها فقرة أساسية في كل خطاباته ليوصل عبرها ما يريد من رسائل ومن توجيهات ودعم.
لكن مقابل أولئك المهووسين بـ»سماحة السيد» والذين لا يترددون عن التضحية بأنفسهم بإشارة منه يوجد رافضون له وعارفون بما يدبر وما يفعل، لهذا جاء الرد سريعاً من المتظاهرين اللبنانيين الذين دهشوا من قوله بأن هناك من يمول الحراك ويوفر لهم ما يحتاجونه من مأكل ومشرب حيث سارعوا إلى إصدار فيديو يتناوبون فيه قول «أنا ممول الثورة»، وهو أسلوب فيه ما يكفي من سخرية من شأنها أن تفضح توجه نصرالله وسعيه إلى إفشال الحراك وإنهاء الثورة بالتشكيك في الأحزاب اللبنانية الأخرى واتهامها بأنها هي التي تدير ذلك الحراك العفوي وتموله.
نصرالله بذل الكثير من الجهود بغية إنهاء الحراك وإفشال ثورة اللبنانيين التي من الواضح أن حزبه والنظام الإيراني يتضرران منها، فأمر أعضاء حزبه بالانسحاب، ووجه الداعمين والمؤيدين له والمتعاطفين معه إلى مراجعة أنفسهم كي يبدو عدد المتظاهرين قليلاً فيقرروا بأنهم دون القدرة على تحقيق أية مكاسب، لكن هذا السعي فشل، فاللبنانيون واصلوا حراكهم، والواضح أنهم لن يتراجعوا حتى يحققوا ما يريدون، وإن كانوا من دون قيادة.
الشغل المبذول في غسل أمخاخ الكثير من الشباب في لبنان وخارج لبنان كبير وللأسف ناجح، لولا هذا لما اعتبروا حسن نصرالله مقدساً يستوجب نقده فداءه بالأرواح وبذل الغالي والثمين من أجل نيل رضاه. ولولا هذا أيضاً لما اعتبر أولئك الشباب النظام الإيراني ورموزه من المقدسات ومن الأسباب المفضية إلى الجنة لو تم تبجيلهم بالكيفية التي ينبغي تبجيلهم بها.
خطورة هذا تكمن في أن هؤلاء يمكن أن ينفذوا كل ما يأمرهم به «السيد»، بما في ذلك إزهاق الأرواح وليس فقط المشاركة في إنهاء حراك اللبنانيين الذين يعتقد «حزب إيران في لبنان» والنظام الإيراني أنه يجب أن يتوقف في التو والحال. وخطورته تكمن أيضاً في أن بإمكان ذلك الحزب أن يفرض ما يريد من أفكار وتوجهات وقرارات وأن يمنع تنفيذ القرارات التي يتخذها رأس الدولة اللبنانية ولا يرضى عنها.
الحراك الشعبي الذي فضح توجهات هذا الحزب والنظام الإيراني وأربابهما من شأنه أن يتسبب في الكشف عن الكثير من المستور في هذا البلد العربي الذي يعاني من سيطرة الفرس على قراره ولا يستطيع تخليص نفسه. يكفي الاستماع إلى الشباب الذين تم العبث برؤوسهم لتبين كل هذا وتأكيده.
{{ article.visit_count }}
مثل هذا لا يمكن أن يحدث لولا أن الحزب -ومن ورائه النظام الإيراني طبعاً- نجح في عمل غسيل مخ لهم، وهو النجاح الذي لم يقتصر على الداخل اللبناني وإنما تعداه إلى الخارج، فمثل ما قال أولئك يقوله آخرون في بلدان أخرى ومنها البحرين التي صار نصرالله يعتبرها فقرة أساسية في كل خطاباته ليوصل عبرها ما يريد من رسائل ومن توجيهات ودعم.
لكن مقابل أولئك المهووسين بـ»سماحة السيد» والذين لا يترددون عن التضحية بأنفسهم بإشارة منه يوجد رافضون له وعارفون بما يدبر وما يفعل، لهذا جاء الرد سريعاً من المتظاهرين اللبنانيين الذين دهشوا من قوله بأن هناك من يمول الحراك ويوفر لهم ما يحتاجونه من مأكل ومشرب حيث سارعوا إلى إصدار فيديو يتناوبون فيه قول «أنا ممول الثورة»، وهو أسلوب فيه ما يكفي من سخرية من شأنها أن تفضح توجه نصرالله وسعيه إلى إفشال الحراك وإنهاء الثورة بالتشكيك في الأحزاب اللبنانية الأخرى واتهامها بأنها هي التي تدير ذلك الحراك العفوي وتموله.
نصرالله بذل الكثير من الجهود بغية إنهاء الحراك وإفشال ثورة اللبنانيين التي من الواضح أن حزبه والنظام الإيراني يتضرران منها، فأمر أعضاء حزبه بالانسحاب، ووجه الداعمين والمؤيدين له والمتعاطفين معه إلى مراجعة أنفسهم كي يبدو عدد المتظاهرين قليلاً فيقرروا بأنهم دون القدرة على تحقيق أية مكاسب، لكن هذا السعي فشل، فاللبنانيون واصلوا حراكهم، والواضح أنهم لن يتراجعوا حتى يحققوا ما يريدون، وإن كانوا من دون قيادة.
الشغل المبذول في غسل أمخاخ الكثير من الشباب في لبنان وخارج لبنان كبير وللأسف ناجح، لولا هذا لما اعتبروا حسن نصرالله مقدساً يستوجب نقده فداءه بالأرواح وبذل الغالي والثمين من أجل نيل رضاه. ولولا هذا أيضاً لما اعتبر أولئك الشباب النظام الإيراني ورموزه من المقدسات ومن الأسباب المفضية إلى الجنة لو تم تبجيلهم بالكيفية التي ينبغي تبجيلهم بها.
خطورة هذا تكمن في أن هؤلاء يمكن أن ينفذوا كل ما يأمرهم به «السيد»، بما في ذلك إزهاق الأرواح وليس فقط المشاركة في إنهاء حراك اللبنانيين الذين يعتقد «حزب إيران في لبنان» والنظام الإيراني أنه يجب أن يتوقف في التو والحال. وخطورته تكمن أيضاً في أن بإمكان ذلك الحزب أن يفرض ما يريد من أفكار وتوجهات وقرارات وأن يمنع تنفيذ القرارات التي يتخذها رأس الدولة اللبنانية ولا يرضى عنها.
الحراك الشعبي الذي فضح توجهات هذا الحزب والنظام الإيراني وأربابهما من شأنه أن يتسبب في الكشف عن الكثير من المستور في هذا البلد العربي الذي يعاني من سيطرة الفرس على قراره ولا يستطيع تخليص نفسه. يكفي الاستماع إلى الشباب الذين تم العبث برؤوسهم لتبين كل هذا وتأكيده.