قد أحرق عليكم أحداث فيلم يعرض في دور السينما هذه الأيام، فاعذروني.
الفيلم اسمه «العد العكسي»، باللغة الإنجليزية «كاونت داون»، وفكرته مبنية على تطبيق غريب ينزله الشخص على هاتفه، فيحسب له عدد ما تبقى له من وقت قبل مماته، سواء سنوات عديدة، أو أسابيع، أو أيام أو ساعات أو حتى دقائق، والمثير أنه -في الفيلم- سيموت فور نهاية العد العكسي.
الفكرة مبنية على أساطير قديمة، تستحضر لعنات مبنية على أرواح شريرة، في ذاك الزمن كان عبارة عن عرافة قرأت لقائد أحد الجيوش مستقبله وحددت له ساعة موته، وفي الفيلم يدخلون التطور التكنولوجي بحيث يكون التطبيق الذكي هو بمثابة هذه العرافة.
الحبكة مبنية على فكرة «خداع الموت»، وتذكرنا بأحداث سلسلة أفلام «الوجهة الأخيرة»، وكيف أن الجميع سيموت في الوقت المحدد له، ولو نجحوا في خداع الموت مرة وأجلوا النهاية، فإنها آتية لا محالة.
لا أحد يعرف الغيب طبعاً، إلا الله سبحانه وتعالى، لكنها تبقى فكرة مبتكرة من عقل المؤلف، ومن إبداع المخرج، وتجعل الناس تثار لديها أسئلة لازمة، أهمها «في أي ساعة سنموت»؟!
نحن نعيش حياتنا دون التفكير بأننا يوماً ما سنموت، ففكرة الموت مخيفة ومرعبة، وحينما تتحدث بشأن الموت، غالباً ما ستجد شخصاً يقول لك مسرعاً «فال الله ولا فالك»! وهذا أمر طبيعي، فمن منا يرغب في تصور اليوم الذي ينتهي فيه كل شيء، ينتهي فيه ارتباطه بالحياة ويترك كل شيء خلفه ويمضي؟!
نعم سنموت، وكل ما نكسبه ونحققه ونصل إليه سنتركه خلفنا، لكننا سنترك أيضاً أشخاصاً أعزاء، سواء من عوائلنا أو أصدقائنا، سنتركهم في حالة حزن، ولربما بكاء هادر، لكنها تركيبة الإنسان المبنية أيضاً على النسيان، فما هي إلا أيام وينساك حتى أقرب أحبائك، هكذا هي الحياة.
ستكرهونني لأنني أتحدث عن الموت هنا؟! نعم أعرف، فلا أحد يحب تذكر أنه يوماً ما ستنتهي قصته، ولن يعرف بعدها ما الذي سيحل بعائلته التي يعيلها، أو بأهله، أو بما عمل لأجله طوال هذه السنين، سيمضي وسينضم للجموع التي سبقته تحت الأرض في المقابر.
أكتب هذا لأنني تذكرت حديثاً لي مع أحد كبار السن منذ سنوات، والحمدلله هو مازال حياً يرزق، لكن ما يذكرني دائماً بحديثه يتمثل بحكم عديدة كان يحكيها لي ولعدد من أصدقائي بشأن هذه الحياة، وكيف تعيش فيها وكيف تستثمرها.
كان يقول بأن الإنسان في رحلة، وهذا قول عادي جداً، لكنه يزيد بأنك كإنسان مخير في طريقة عيشك هذه الحياة، هل تريد أن تعيشها في سعادة، أم في تعاسة؟! هو أمر يرتبط بك، وأيضاً مرهون بغيرك ممن تتعاطى معهم يومياً.
يقول بأنك من تحدد المؤثرات والعوامل التي يمكنها أن تطيل حياتك، ولا يطيلها هنا إلا السعادة والعيش مع أناس يجلبون لك السعادة، والعوامل التي تقصرها، وهي التعاسة والقلق والألم، وطبعاً الإحاطة بأناس يقصرون العمر بهمهم وغمهم، وبعضهم وكأنه يتعمد أن يجعلك تكره حياتك عبر وسائل عديدة ومختلفة.
ساعة موتك يحددها ربك الذي خلقك، لكنه يمنحك الأسباب لتعجل بها أو تبطئ بها، عبر عديد من الأمور المتنوعة، بعضها شخصي وبعضها بالارتباط مع الآخرين، لكن أخطر هذه الأمور قهر الذات وتعب النفس وأرق الفكر، وهي أمور لو تخلص منها الإنسان فأقلها سيعيش لحظاته سعيداً، بدل قضائها تعيساً.
أي أمر يجلب لك الهم والتعاسة، حاول التخلص منه، لا تقصر عمرك بيدك، مع تمنياتي لكم بحياة سعيدة خالية من المنغصات.
{{ article.visit_count }}
الفيلم اسمه «العد العكسي»، باللغة الإنجليزية «كاونت داون»، وفكرته مبنية على تطبيق غريب ينزله الشخص على هاتفه، فيحسب له عدد ما تبقى له من وقت قبل مماته، سواء سنوات عديدة، أو أسابيع، أو أيام أو ساعات أو حتى دقائق، والمثير أنه -في الفيلم- سيموت فور نهاية العد العكسي.
الفكرة مبنية على أساطير قديمة، تستحضر لعنات مبنية على أرواح شريرة، في ذاك الزمن كان عبارة عن عرافة قرأت لقائد أحد الجيوش مستقبله وحددت له ساعة موته، وفي الفيلم يدخلون التطور التكنولوجي بحيث يكون التطبيق الذكي هو بمثابة هذه العرافة.
الحبكة مبنية على فكرة «خداع الموت»، وتذكرنا بأحداث سلسلة أفلام «الوجهة الأخيرة»، وكيف أن الجميع سيموت في الوقت المحدد له، ولو نجحوا في خداع الموت مرة وأجلوا النهاية، فإنها آتية لا محالة.
لا أحد يعرف الغيب طبعاً، إلا الله سبحانه وتعالى، لكنها تبقى فكرة مبتكرة من عقل المؤلف، ومن إبداع المخرج، وتجعل الناس تثار لديها أسئلة لازمة، أهمها «في أي ساعة سنموت»؟!
نحن نعيش حياتنا دون التفكير بأننا يوماً ما سنموت، ففكرة الموت مخيفة ومرعبة، وحينما تتحدث بشأن الموت، غالباً ما ستجد شخصاً يقول لك مسرعاً «فال الله ولا فالك»! وهذا أمر طبيعي، فمن منا يرغب في تصور اليوم الذي ينتهي فيه كل شيء، ينتهي فيه ارتباطه بالحياة ويترك كل شيء خلفه ويمضي؟!
نعم سنموت، وكل ما نكسبه ونحققه ونصل إليه سنتركه خلفنا، لكننا سنترك أيضاً أشخاصاً أعزاء، سواء من عوائلنا أو أصدقائنا، سنتركهم في حالة حزن، ولربما بكاء هادر، لكنها تركيبة الإنسان المبنية أيضاً على النسيان، فما هي إلا أيام وينساك حتى أقرب أحبائك، هكذا هي الحياة.
ستكرهونني لأنني أتحدث عن الموت هنا؟! نعم أعرف، فلا أحد يحب تذكر أنه يوماً ما ستنتهي قصته، ولن يعرف بعدها ما الذي سيحل بعائلته التي يعيلها، أو بأهله، أو بما عمل لأجله طوال هذه السنين، سيمضي وسينضم للجموع التي سبقته تحت الأرض في المقابر.
أكتب هذا لأنني تذكرت حديثاً لي مع أحد كبار السن منذ سنوات، والحمدلله هو مازال حياً يرزق، لكن ما يذكرني دائماً بحديثه يتمثل بحكم عديدة كان يحكيها لي ولعدد من أصدقائي بشأن هذه الحياة، وكيف تعيش فيها وكيف تستثمرها.
كان يقول بأن الإنسان في رحلة، وهذا قول عادي جداً، لكنه يزيد بأنك كإنسان مخير في طريقة عيشك هذه الحياة، هل تريد أن تعيشها في سعادة، أم في تعاسة؟! هو أمر يرتبط بك، وأيضاً مرهون بغيرك ممن تتعاطى معهم يومياً.
يقول بأنك من تحدد المؤثرات والعوامل التي يمكنها أن تطيل حياتك، ولا يطيلها هنا إلا السعادة والعيش مع أناس يجلبون لك السعادة، والعوامل التي تقصرها، وهي التعاسة والقلق والألم، وطبعاً الإحاطة بأناس يقصرون العمر بهمهم وغمهم، وبعضهم وكأنه يتعمد أن يجعلك تكره حياتك عبر وسائل عديدة ومختلفة.
ساعة موتك يحددها ربك الذي خلقك، لكنه يمنحك الأسباب لتعجل بها أو تبطئ بها، عبر عديد من الأمور المتنوعة، بعضها شخصي وبعضها بالارتباط مع الآخرين، لكن أخطر هذه الأمور قهر الذات وتعب النفس وأرق الفكر، وهي أمور لو تخلص منها الإنسان فأقلها سيعيش لحظاته سعيداً، بدل قضائها تعيساً.
أي أمر يجلب لك الهم والتعاسة، حاول التخلص منه، لا تقصر عمرك بيدك، مع تمنياتي لكم بحياة سعيدة خالية من المنغصات.