نعم لا تستغربوا، لأن هذا بالفعل «بيت القصيد» في البيان الصادر عن وزارة الخارجية الإيرانية قبل يومين، والذي فيه قالت إيران بأن «الرئيس الإيراني حسن روحاني أرسل النص الكامل لهذه الخطة إلى قادة دول مجلس التعاون الخليجي والعراق، وطلب منهم التعاون بهدف تحقيقها وتطبيقها».
روحاني تحدث في الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر الماضي، وطرح ما أسماه «مبادرة هرمز للسلام»، وهدفها كما أوضح هو «إشاعة الأمن وحماية مياه الخليج». لكنه عاد ليوضح بأن دول الخليج يجب أن تتولى بنفسها مسؤولية أمنها بدون «تدخل أجنبي»، وطبعاً كان يقصد القوات الأمريكية والبريطانية والفرنسية الموجودة في الخليج، معتبراً أن وجودها «يعرض السلام والأمن والاستقرار للخطر».
قد يستغرب البعض هذا التحرك الإيراني، والذي وصل لمرحلة «الاستجداء» الموجه لدول الخليج بشأن الموافقة على الفكرة، في وقت تثبت إيران مراراً وتكراراً بأنها «الخطر الأكبر على أمن الملاحة البحرية في مياه الخليج».
لماذا إذن «قلب الأدوار» الذي تمارسه طهران الآن، وهي من استهدف ناقلات النفط في مياه الخليج، واتضح بأنها ناقلات خليجية وبعضها ناقلات يابانية ونرويجية، وهي من فجر المنشآت النفطية السعودية، وهي من تزود الحوثيين بالصواريخ ليقصفوا مدن الخليج، وهي التي خرج قادة من جيشها ليهددوا بشكل صريح وواضح بـ«إغلاق مضيق هرمز»؟!
النظام الإيراني بات يعرف تماماً بأن «مناوراته» لتضليل الرأي العام، ولـ«حرف الأنظار» عن الإرهاب الإيراني الممارس في مياهنا الإقليمية، ومياه الخليج العربي عموماً بما يؤثر على الملاحة الدولية وحركة نقل النفط ومختلف البضائع، بات يعرف بأن كل هذه المحاولات باءت بالفشل، وأنها اليوم لم تقتصر على تهديداتها لدول الجوار، وإضرارها لمصالحهم الاقتصادية، بقدر ما هي «دخلت على الخط» في تهديد مصالح المجتمع الدولي.
بالتالي يضطر الرئيس روحاني لتقديم فكرة يستميت النظام الإيراني فقط للحصول على ردود فعل إيجابية بشأنها، بهدف وضع إيران في خانة «محبي السلام»، بل و«صانعيه»، حينما يحاول هذا النظام أن يغير صورته من «الإرهابي الأخطر في المنطقة» إلى «أحد صناع السلام في المنطقة».
سمعتوا عن المثل «حاميها حراميها»؟! هذا هو النظام الإيراني في أصدق وصف له. هو يمارس الإرهاب، وحينما يضيق الخناق عليه، يحاول أن «يغير جلده» ويضع جلد «حمامة السلام».
فقط عودة سريعة لأحداث هذا العام، يثبت لنا كم كان حجم التهديد الإيراني لمنطقتنا، ما جعل ردود الفعل العالمية تزداد بشأن الممارسات الإرهابية لهذا النظام، وتصنيف روافده العسكرية ومليشياته ضمن «قوائم الإرهاب العالمي».
في أبريل الماضي، وبعد تهديد الرئيس الأمريكي بعدم تمديد الإعفاءات الخاصة بالعقوبات على عدد من الدول التي تستورد النفط الإيراني، قال الرئيس روحاني بأن السعودية والإمارات تدين بطهران لأن النظام الإيراني رفض فكرة من صدام حسين لغزوهما، وقال بأنه لولا إيران لما كانت السعودية والإمارات موجودتين.
وفي نفس الشهر هدد رئيس هيئة الأركان الإيرانية الجنرال محمد باقري، بإغلاق مضيق هرمز، الممر المائي الحيوي لشحنات النفط العالمية.
أما في مارس، فخرج المرشد الإيراني خامنئي في عيد «النوروز» ليهدد بلدان الخليج على رأسها السعودية بالصواريخ الإيرانية القادرة على إصابة أهدافها بدقة.
في حين قال قائد سلاح البحرية التابع للحرس الثوري الأميرال علي رضا تنكسيري في يناير، بأن البحرية الإيرانية تحاول الآن زيادة قدرات زوارق الحرس السريعة وتجهيزها بتكنولوجيا «التخفي» للحيلولة دون كشفها من قبل الرادارات. بل وتجهيزها بصواريخ جديدة تصل سرعتها إلى 80 عقدة في الساعة!
هذه بعض الشواهد السريعة من كم كبير من التهديدات صدر عن إيران، ابتداءً من مرشدها وصولاً لأصغر جنرالاتها، وكلها تثبت للمراقب الواعي من هو «الإرهابي الذي يهدد أمن الخليج»؟!
بالتالي حينما تدعي إيران بأنها ستساهم في حماية أمن الخليج، بل وتقدم مبادرة بشأن ذلك، عليها أن تدرك أن نجاح هذه المبادرة، وتحقيق أمن مياهنا الإقليمية يتحقق ببساطة شديدة لو قامت هي -أي إيران- بالخروج من مياه الخليج، ووقف إرهاب زوارقها الحربية وحتى قراصنة البحر الذين تدعمهم.
وصل الذعر من زيادة العقوبات الدولية، فقدمت مبادرة لتقول «أنا حمامة السلام»!
روحاني تحدث في الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر الماضي، وطرح ما أسماه «مبادرة هرمز للسلام»، وهدفها كما أوضح هو «إشاعة الأمن وحماية مياه الخليج». لكنه عاد ليوضح بأن دول الخليج يجب أن تتولى بنفسها مسؤولية أمنها بدون «تدخل أجنبي»، وطبعاً كان يقصد القوات الأمريكية والبريطانية والفرنسية الموجودة في الخليج، معتبراً أن وجودها «يعرض السلام والأمن والاستقرار للخطر».
قد يستغرب البعض هذا التحرك الإيراني، والذي وصل لمرحلة «الاستجداء» الموجه لدول الخليج بشأن الموافقة على الفكرة، في وقت تثبت إيران مراراً وتكراراً بأنها «الخطر الأكبر على أمن الملاحة البحرية في مياه الخليج».
لماذا إذن «قلب الأدوار» الذي تمارسه طهران الآن، وهي من استهدف ناقلات النفط في مياه الخليج، واتضح بأنها ناقلات خليجية وبعضها ناقلات يابانية ونرويجية، وهي من فجر المنشآت النفطية السعودية، وهي من تزود الحوثيين بالصواريخ ليقصفوا مدن الخليج، وهي التي خرج قادة من جيشها ليهددوا بشكل صريح وواضح بـ«إغلاق مضيق هرمز»؟!
النظام الإيراني بات يعرف تماماً بأن «مناوراته» لتضليل الرأي العام، ولـ«حرف الأنظار» عن الإرهاب الإيراني الممارس في مياهنا الإقليمية، ومياه الخليج العربي عموماً بما يؤثر على الملاحة الدولية وحركة نقل النفط ومختلف البضائع، بات يعرف بأن كل هذه المحاولات باءت بالفشل، وأنها اليوم لم تقتصر على تهديداتها لدول الجوار، وإضرارها لمصالحهم الاقتصادية، بقدر ما هي «دخلت على الخط» في تهديد مصالح المجتمع الدولي.
بالتالي يضطر الرئيس روحاني لتقديم فكرة يستميت النظام الإيراني فقط للحصول على ردود فعل إيجابية بشأنها، بهدف وضع إيران في خانة «محبي السلام»، بل و«صانعيه»، حينما يحاول هذا النظام أن يغير صورته من «الإرهابي الأخطر في المنطقة» إلى «أحد صناع السلام في المنطقة».
سمعتوا عن المثل «حاميها حراميها»؟! هذا هو النظام الإيراني في أصدق وصف له. هو يمارس الإرهاب، وحينما يضيق الخناق عليه، يحاول أن «يغير جلده» ويضع جلد «حمامة السلام».
فقط عودة سريعة لأحداث هذا العام، يثبت لنا كم كان حجم التهديد الإيراني لمنطقتنا، ما جعل ردود الفعل العالمية تزداد بشأن الممارسات الإرهابية لهذا النظام، وتصنيف روافده العسكرية ومليشياته ضمن «قوائم الإرهاب العالمي».
في أبريل الماضي، وبعد تهديد الرئيس الأمريكي بعدم تمديد الإعفاءات الخاصة بالعقوبات على عدد من الدول التي تستورد النفط الإيراني، قال الرئيس روحاني بأن السعودية والإمارات تدين بطهران لأن النظام الإيراني رفض فكرة من صدام حسين لغزوهما، وقال بأنه لولا إيران لما كانت السعودية والإمارات موجودتين.
وفي نفس الشهر هدد رئيس هيئة الأركان الإيرانية الجنرال محمد باقري، بإغلاق مضيق هرمز، الممر المائي الحيوي لشحنات النفط العالمية.
أما في مارس، فخرج المرشد الإيراني خامنئي في عيد «النوروز» ليهدد بلدان الخليج على رأسها السعودية بالصواريخ الإيرانية القادرة على إصابة أهدافها بدقة.
في حين قال قائد سلاح البحرية التابع للحرس الثوري الأميرال علي رضا تنكسيري في يناير، بأن البحرية الإيرانية تحاول الآن زيادة قدرات زوارق الحرس السريعة وتجهيزها بتكنولوجيا «التخفي» للحيلولة دون كشفها من قبل الرادارات. بل وتجهيزها بصواريخ جديدة تصل سرعتها إلى 80 عقدة في الساعة!
هذه بعض الشواهد السريعة من كم كبير من التهديدات صدر عن إيران، ابتداءً من مرشدها وصولاً لأصغر جنرالاتها، وكلها تثبت للمراقب الواعي من هو «الإرهابي الذي يهدد أمن الخليج»؟!
بالتالي حينما تدعي إيران بأنها ستساهم في حماية أمن الخليج، بل وتقدم مبادرة بشأن ذلك، عليها أن تدرك أن نجاح هذه المبادرة، وتحقيق أمن مياهنا الإقليمية يتحقق ببساطة شديدة لو قامت هي -أي إيران- بالخروج من مياه الخليج، ووقف إرهاب زوارقها الحربية وحتى قراصنة البحر الذين تدعمهم.
وصل الذعر من زيادة العقوبات الدولية، فقدمت مبادرة لتقول «أنا حمامة السلام»!