هل نحتاج للتذكير أن أغلب التقنيات التي نحظى بها اليوم والتسهيلات التكنولوجية كانت نتاج اختراعات لاستخدامات عسكرية؟ أردت الانطلاق بهذا السؤال للرد على بعض الشركات الصينية التي اخترعت تقنيات حديثة لاستخدامات أمنية -سأقف على ذكرها- ولكنها ادعت أن لن تستخدم فيما بعد لأغراض تجارية، فيما قد أقبل إرجاء ظهور تلك التقنية للعالم بعد تطويرها واستهلاكها في القطاع الأمني قبل إخراجها للاستخدام المدني.
قبل فترة تحدثنا عن التقنية التي مكنت الآلة من قراءة أفكار الإنسان وترجمتها إلى نصوص، وكنا قد تحدثنا بشأنها عن الاختراق الأكبر للخصوصية، حيث إن الإنسان مراقب حتى في تلك الأفكار التي يحدث بها نفسه، ولا يبوح بها لأحد. وتحدثنا أيضاً عما وصلت إليه الروبوتات بحيث أصبحت قادرة على منافسة البشر في أداء كثير من الأدوار والوظائف، وقد عالج بعض علماء النفس والاجتماع أو لمحوا إلى علاقة الإنسان بالآلة وما قد تتسبب به من عزل للناس عن جنسهم البشري، ليقتصر تواصلهم على ما لديهم من تقنيات وروبوتات، أو أن يكون التواصل البشري محدوداً.
ومما زاد الطين بلة، ازدياد الحديث والعمل المختبري الجاد لظهور الروبوت الشريك -وهو موضوع أشرت إليه أيضاً في مقال سابق- حيث يؤدي هذا الروبوت كل الأدوار التي يقوم بها شريك الحياة «زوج/زوجة» بما في ذلك العلاقة الحميمة، وقد زودت تلك التقنية بكثير من المميزات بما لا يشعر المستخدم بأنه في حضرة آلة، بل وكأنه مع شريك بشري حقيقي على عدد من الأصعدة -لا يتسع المجال لذكرها في هذا المقال- لكن الأمر الوحيد الذي قد يعيب ذلك الروبوت الشريك أنه مفرغ من العاطفة والمشاعر، وبالتالي لن يكون شريكاً عاطفياً مثالياً، وإن أشبع الرغبات والاحتياجات الجسدية أو أدى الوظائف اليومية الخدمية.
ووقوفاً على أفلام الخيال العلمي، عرضت دور السينما الشهر الماضي فيلم جكسي «JEXI»، الذي قدم في قالب طريف إمكانية وقوع الذكاء الاصطناعي في غرام البشر. لكن أن يقرأ الذكاء الاصطناعي مشاعر البشر ويفهمها ويترجمها كما يترجم الأفكار، فتلك مسألة أخرى، تعكف على التوصل إليها على مستوى متطور شركات صينية، بعدما توصلت لتقنيات محدودة الإمكانيات في هذا السياق لتوظيفها في المطارات والمنافذ والمهمات الأمنية، للكشف عن مشاعر التوتر أو الخوف وغيرها.
* اختلاج النبض:
عندما لا نعد بحاجة لفهم السلوك أو التعبير عن المشاعر، وعندما تصبح الإجابة التقنية عن سؤال «هل تحبني؟» أكثر صدقاً من الآخر الذي نرتبط به في شعور أو علاقة ما، حيث تبلغ تلك تقنية الكشف عن المشاعر ذروتها وتصبح في متناول الأيدي، هل سينعكس ذلك على علاقاتنا الاجتماعية؟ وهل سيتسبب في انهيار أسر وانفصال أزواج؟! سؤال خطير من المهم التفكير في معالجته والبحث عن حلول قبل ظهور الأزمة المرتقبة.
{{ article.visit_count }}
قبل فترة تحدثنا عن التقنية التي مكنت الآلة من قراءة أفكار الإنسان وترجمتها إلى نصوص، وكنا قد تحدثنا بشأنها عن الاختراق الأكبر للخصوصية، حيث إن الإنسان مراقب حتى في تلك الأفكار التي يحدث بها نفسه، ولا يبوح بها لأحد. وتحدثنا أيضاً عما وصلت إليه الروبوتات بحيث أصبحت قادرة على منافسة البشر في أداء كثير من الأدوار والوظائف، وقد عالج بعض علماء النفس والاجتماع أو لمحوا إلى علاقة الإنسان بالآلة وما قد تتسبب به من عزل للناس عن جنسهم البشري، ليقتصر تواصلهم على ما لديهم من تقنيات وروبوتات، أو أن يكون التواصل البشري محدوداً.
ومما زاد الطين بلة، ازدياد الحديث والعمل المختبري الجاد لظهور الروبوت الشريك -وهو موضوع أشرت إليه أيضاً في مقال سابق- حيث يؤدي هذا الروبوت كل الأدوار التي يقوم بها شريك الحياة «زوج/زوجة» بما في ذلك العلاقة الحميمة، وقد زودت تلك التقنية بكثير من المميزات بما لا يشعر المستخدم بأنه في حضرة آلة، بل وكأنه مع شريك بشري حقيقي على عدد من الأصعدة -لا يتسع المجال لذكرها في هذا المقال- لكن الأمر الوحيد الذي قد يعيب ذلك الروبوت الشريك أنه مفرغ من العاطفة والمشاعر، وبالتالي لن يكون شريكاً عاطفياً مثالياً، وإن أشبع الرغبات والاحتياجات الجسدية أو أدى الوظائف اليومية الخدمية.
ووقوفاً على أفلام الخيال العلمي، عرضت دور السينما الشهر الماضي فيلم جكسي «JEXI»، الذي قدم في قالب طريف إمكانية وقوع الذكاء الاصطناعي في غرام البشر. لكن أن يقرأ الذكاء الاصطناعي مشاعر البشر ويفهمها ويترجمها كما يترجم الأفكار، فتلك مسألة أخرى، تعكف على التوصل إليها على مستوى متطور شركات صينية، بعدما توصلت لتقنيات محدودة الإمكانيات في هذا السياق لتوظيفها في المطارات والمنافذ والمهمات الأمنية، للكشف عن مشاعر التوتر أو الخوف وغيرها.
* اختلاج النبض:
عندما لا نعد بحاجة لفهم السلوك أو التعبير عن المشاعر، وعندما تصبح الإجابة التقنية عن سؤال «هل تحبني؟» أكثر صدقاً من الآخر الذي نرتبط به في شعور أو علاقة ما، حيث تبلغ تلك تقنية الكشف عن المشاعر ذروتها وتصبح في متناول الأيدي، هل سينعكس ذلك على علاقاتنا الاجتماعية؟ وهل سيتسبب في انهيار أسر وانفصال أزواج؟! سؤال خطير من المهم التفكير في معالجته والبحث عن حلول قبل ظهور الأزمة المرتقبة.