التقارير التي انتشرت أخيراً وملخصها أن إيران قدمت لدول الخليج العربي مشروعاً يعود نفعه على كل دول المنطقة ويحسن العلاقة بينها وبين دول مجلس التعاون ويخفف من حالة التوتر السائدة تجعل المواطن الخليجي يتساءل عن الغاية منه، فالنظام الإيراني الذي لا يرى في الدائرة إلا نفسه ولم تعد دول الخليج العربي تثق فيه لأسباب كثيرة أبرزها تدخله الذي لم يتوقف على مدى أربعة عقود في شؤونها لا يعين المواطن الخليجي على الاعتقاد بأنه يريد خير المنطقة ودوله وأن الأمر لا يعدو محاولة منه لإخراج نفسه من المآزق التي صار فيها بسبب تطرفه وسعيه لتسيد المنطقة.
المساحة التي يقف عليها النظام الإيراني لا تعينه على التواصل مع دول الخليج العربي، واهتزاز الثقة الذي تسبب فيه يجعل من الصعب على هذه الدول أن تثق فيه خصوصاً في مثل هذه الظروف التي تمر بها المنطقة.
بناء عليه لا يمكن استبعاد فرضية أن النظام الإيراني وجد نفسه محاصراً ويبحث عن طريقة للإفلات من الحصار الذي ازداد مع التطورات الأخيرة في لبنان والعراق، فالمواطنون في هذين البلدين العربيين يدركون جيداً أن أكبر سبب للمعاناة التي يعيشونها هو النظام الإيراني المتغلغل في قرارات البلدين، والأكيد أن خروجهم إلى الشوارع هو أيضاً ليقولوا للنظام الإيراني كفى تدخلاً في شؤوننا وكفى نهباً لبلادنا.
واقع الحال يؤكد أن النظام الإيراني يعاني اليوم كثيراً بسبب العزلة والعقوبات الاقتصادية ولا مخرج أمامه سوى أن يظهر بمظهر التقي الورع كي يخفف عن نفسه ولا ينتهي سريعاً. ما فعله هذا النظام في المنطقة في الأربعين سنة الماضية يجعل دول المنطقة كلها تفكر ألف مرة ومرة قبل أن تقرر مصافحة «اليد الممدودة» فقد وفر المثال تلو المثال على أنه لا يفكر إلا في حماية نفسه ولا يمكن أن يفعل شيئاً يعود بالخير على المنطقة.
ظلت يد دول الخليج العربي ممدودة ولم تتوقف طوال السنوات الماضية عن دعوتها النظام الإيراني ليراجع نفسه ويعمل بطريقة مختلفة ويعمل على جعل دول المنطقة تثق فيه، لكن تلك اليد وتلك الدعوات لم تجد القبول من هذا النظام وظل مصراً على ما بدأ به وبقي موضوع «تصدير الثورة» هاجسه واستمر في التدخل في شؤون جيرانه والتحرك بصفة أنه قائد المنطقة وسيدها.
النظام الإيراني الذي ظل يهدد دول المنطقة ليل نهار ويتبجح بما صار لديه من أسلحة ما انفك يطورها ويعلن عن تمكنه من ذلك، هذا النظام لا يمكن لدول الخليج العربي أن تثق فيه بالسهولة التي يتصورها ولا يمكنها قبول دعوته الأخيرة أياً كان تفاصيلها إن لم يتمكن قبل ذلك من توفير الأسباب التي تجعل هذه الدول وشعوبها تعتقد أنه جاد بما فيه الكفاية وأن ما يسعى إليه ليس بسبب ظرف طارئ إن أفلت منه عاد إلى ما كان فيه.
دول الخليج العربي لا ترفض اليد الإيرانية التي يقول النظام الإيراني إنها ممدودة وإنه يسعى بذلك إلى خير المنطقة، هذه الدول تقبل ذلك ولكن «بشرطها وشروطها»، وأول شروطها أن يوفر النظام الإيراني الدليل على أنه صادق في دعوته وأنها ليست ظرفية وأن الغاية منها خير المنطقة ودولها وشعوبها وليست مجرد حيلة للإفلات من الوضع الذي هو فيه اليوم.
دول الخليج العربي لا ترفض اليد الممدودة ولكنها أيضاً لا تقبل بأن تكون أداة ينتفع منها النظام الإيراني ثم يلفظها. هذه الدول تبحث عن صدق يعينها على ترسيخ مبادئها الخيرة وتحقيق حلمها بأن تكون هذه المنطقة مثالاً للأمن والسلام.
مع النظام الإيراني يصعب عدم قراءة النوايا، فأثر الفأس الفارسية ظاهر في كامل المنطقة.
المساحة التي يقف عليها النظام الإيراني لا تعينه على التواصل مع دول الخليج العربي، واهتزاز الثقة الذي تسبب فيه يجعل من الصعب على هذه الدول أن تثق فيه خصوصاً في مثل هذه الظروف التي تمر بها المنطقة.
بناء عليه لا يمكن استبعاد فرضية أن النظام الإيراني وجد نفسه محاصراً ويبحث عن طريقة للإفلات من الحصار الذي ازداد مع التطورات الأخيرة في لبنان والعراق، فالمواطنون في هذين البلدين العربيين يدركون جيداً أن أكبر سبب للمعاناة التي يعيشونها هو النظام الإيراني المتغلغل في قرارات البلدين، والأكيد أن خروجهم إلى الشوارع هو أيضاً ليقولوا للنظام الإيراني كفى تدخلاً في شؤوننا وكفى نهباً لبلادنا.
واقع الحال يؤكد أن النظام الإيراني يعاني اليوم كثيراً بسبب العزلة والعقوبات الاقتصادية ولا مخرج أمامه سوى أن يظهر بمظهر التقي الورع كي يخفف عن نفسه ولا ينتهي سريعاً. ما فعله هذا النظام في المنطقة في الأربعين سنة الماضية يجعل دول المنطقة كلها تفكر ألف مرة ومرة قبل أن تقرر مصافحة «اليد الممدودة» فقد وفر المثال تلو المثال على أنه لا يفكر إلا في حماية نفسه ولا يمكن أن يفعل شيئاً يعود بالخير على المنطقة.
ظلت يد دول الخليج العربي ممدودة ولم تتوقف طوال السنوات الماضية عن دعوتها النظام الإيراني ليراجع نفسه ويعمل بطريقة مختلفة ويعمل على جعل دول المنطقة تثق فيه، لكن تلك اليد وتلك الدعوات لم تجد القبول من هذا النظام وظل مصراً على ما بدأ به وبقي موضوع «تصدير الثورة» هاجسه واستمر في التدخل في شؤون جيرانه والتحرك بصفة أنه قائد المنطقة وسيدها.
النظام الإيراني الذي ظل يهدد دول المنطقة ليل نهار ويتبجح بما صار لديه من أسلحة ما انفك يطورها ويعلن عن تمكنه من ذلك، هذا النظام لا يمكن لدول الخليج العربي أن تثق فيه بالسهولة التي يتصورها ولا يمكنها قبول دعوته الأخيرة أياً كان تفاصيلها إن لم يتمكن قبل ذلك من توفير الأسباب التي تجعل هذه الدول وشعوبها تعتقد أنه جاد بما فيه الكفاية وأن ما يسعى إليه ليس بسبب ظرف طارئ إن أفلت منه عاد إلى ما كان فيه.
دول الخليج العربي لا ترفض اليد الإيرانية التي يقول النظام الإيراني إنها ممدودة وإنه يسعى بذلك إلى خير المنطقة، هذه الدول تقبل ذلك ولكن «بشرطها وشروطها»، وأول شروطها أن يوفر النظام الإيراني الدليل على أنه صادق في دعوته وأنها ليست ظرفية وأن الغاية منها خير المنطقة ودولها وشعوبها وليست مجرد حيلة للإفلات من الوضع الذي هو فيه اليوم.
دول الخليج العربي لا ترفض اليد الممدودة ولكنها أيضاً لا تقبل بأن تكون أداة ينتفع منها النظام الإيراني ثم يلفظها. هذه الدول تبحث عن صدق يعينها على ترسيخ مبادئها الخيرة وتحقيق حلمها بأن تكون هذه المنطقة مثالاً للأمن والسلام.
مع النظام الإيراني يصعب عدم قراءة النوايا، فأثر الفأس الفارسية ظاهر في كامل المنطقة.