ليست الحكومة العراقية وحدها التي تعاني اليوم، فمعها وقبلها وأكثر منها معاناة هو النظام الإيراني الذي صار الشعب العراقي متيقناً من أنه وراء كل مشكلاته وتردي أحواله وصار يؤمن بأنه وراء المبالغة في قمع المتظاهرين والتعامل معهم بقسوة وقتل عدد منهم في كل يوم. والأكيد أن النظام الإيراني لا يهمه إن بقيت هذه الحكومة أو تم اقتلاعها فهو يعمل على تشكيل حكومة جديدة موالية له تقوم بعمل كل ما يطلبه منها ويأمرها به، لو أن الأمور تطورت وصار لا مفر من إسقاط حكومة عبد المهدي.
كل من يعرف أحوال العراق وواقعه يدرك جيداً أن النظام الإيراني لم يغمض له جفن منذ اللحظة التي انطلقت فيها أول مظاهرة ضد الحكومة العراقية وتضمنت شعارات اعتبرها معادية له، فالمطالبة بتحرير العراق مطالبة بطرده منه، وهو ما صرح به العراقيون في مظاهراتهم التي لم تتوقف وستستمر في المطالبة بطرد إيران من هذا البلد العربي الذي تغلغل فيه ملالي إيران حتى كاد العالم يعتقد بأنه ليس إلا محافظة فارسية أوكلت إدارتها لوالٍ عربي مهمته حفظ مصالح إيران.
هذا الكلام ربما ليس دقيقاً لكنه أيضاً لا يخلو من الصحة، فالنظام الإيراني متدخل في القرار العراقي ويعتبر العراق تابعاً له وهو سبب جل أو ربما كل مشكلات العراقيين الذين لم يجدوا لمشكلاتهم طريقاً إلى الحل غير الخروج إلى الشارع والمطالبة بإسقاط الحكومة وطرد إيران من العراق برفع شعار «إيران بره بره»، ولولا هذا لما تم التعامل معهم بالقسوة التي ضج منها العالم إلى الحد الذي اضطرت معه الأمم المتحدة إلى التعبير عن «قلقها» بسبب الأعداد التي يتم قتلها يومياً في تلك المظاهرات.
من الأخبار المتداولة وغير المشكوك في صحتها أن قاسم سليماني قام أخيراً بزيارة سرية إلى النجف، والأكيد أنه التقى السيستاني ليطلعه على ما يريده النظام الإيراني وخططه في إخماد الاحتجاجات، والأكيد أنه التقى بـ»رجال» إيران في العراق ليشرح لكل منهم الدور الذي عليه أن يقوم به في هذه الفترة التي يتهدد فيها عرش خامنئي، والأكيد أنه لا يهمه الغضب العراقي حتى وإن وصل إلى مرحلة صفع صور رموز النظام الإيراني بالأحذية تعبيراً عن الرفض لما يجري وللتدخل الإيراني المشين في العراق، وحتى وإن وصل إلى حد حرق مقرات الأحزاب والميليشيات المرتبطة بإيران وإلقاء القنابل الحارقة على القنصلية الإيرانية في النجف.
تحسين أوضاع العراقيين مطلب أساس للشعب العراقي الذي خرج عن بكرة أبيه إلى الشارع وواجه الرصاص الإيراني الحي بصدور عارية، لكن وضع حد للنفوذ الإيراني وإنهائه مطلب لا يقل أهمية عن ذلك المطلب، فالعراقيون يؤمنون بأن النظام الإيراني هو سبب معاناتهم وأن تحرير بلادهم منه نتيجته المباشرة تحسن أوضاعهم والاطمئنان على مستقبل أبنائهم وأحفادهم وعودة الأمور إلى نصابها.
الشعب العراقي يريد إسقاط الحكومة لكن يهمه أيضاً ألا تكون الحكومة الجديدة في يد النظام الإيراني، ويهمه طرد إيران من العراق ومنعها من التدخل في شؤونه تحت أي ظرف من الظروف، بل إن هذا المطلب صار هو المطلب الأساس، فالأمور بعد طرد إيران تنصلح تلقائياً. هذا الشعب وبعد أن وصل إلى ما وصل إليه لم يعد يلتفت إلى حجم الخسائر التي يتكبدها نتيجة قمع المظاهرات التي صارت تشارك فيها أعداد غفيرة، لهذا يزداد قلق النظام الإيراني ويزداد وحشية ويعمل بقوة على إخماد الاحتجاجات بأي ثمن. وليس بعيداً لو تطورت الأمور أن يرى العالم عناصر الحرس الثوري الإيراني يجولون في بغداد ومختلف المدن العراقية أملاً في إخماد ثورة بدأت لا لتنتهي إلا بالنصر.
كل من يعرف أحوال العراق وواقعه يدرك جيداً أن النظام الإيراني لم يغمض له جفن منذ اللحظة التي انطلقت فيها أول مظاهرة ضد الحكومة العراقية وتضمنت شعارات اعتبرها معادية له، فالمطالبة بتحرير العراق مطالبة بطرده منه، وهو ما صرح به العراقيون في مظاهراتهم التي لم تتوقف وستستمر في المطالبة بطرد إيران من هذا البلد العربي الذي تغلغل فيه ملالي إيران حتى كاد العالم يعتقد بأنه ليس إلا محافظة فارسية أوكلت إدارتها لوالٍ عربي مهمته حفظ مصالح إيران.
هذا الكلام ربما ليس دقيقاً لكنه أيضاً لا يخلو من الصحة، فالنظام الإيراني متدخل في القرار العراقي ويعتبر العراق تابعاً له وهو سبب جل أو ربما كل مشكلات العراقيين الذين لم يجدوا لمشكلاتهم طريقاً إلى الحل غير الخروج إلى الشارع والمطالبة بإسقاط الحكومة وطرد إيران من العراق برفع شعار «إيران بره بره»، ولولا هذا لما تم التعامل معهم بالقسوة التي ضج منها العالم إلى الحد الذي اضطرت معه الأمم المتحدة إلى التعبير عن «قلقها» بسبب الأعداد التي يتم قتلها يومياً في تلك المظاهرات.
من الأخبار المتداولة وغير المشكوك في صحتها أن قاسم سليماني قام أخيراً بزيارة سرية إلى النجف، والأكيد أنه التقى السيستاني ليطلعه على ما يريده النظام الإيراني وخططه في إخماد الاحتجاجات، والأكيد أنه التقى بـ»رجال» إيران في العراق ليشرح لكل منهم الدور الذي عليه أن يقوم به في هذه الفترة التي يتهدد فيها عرش خامنئي، والأكيد أنه لا يهمه الغضب العراقي حتى وإن وصل إلى مرحلة صفع صور رموز النظام الإيراني بالأحذية تعبيراً عن الرفض لما يجري وللتدخل الإيراني المشين في العراق، وحتى وإن وصل إلى حد حرق مقرات الأحزاب والميليشيات المرتبطة بإيران وإلقاء القنابل الحارقة على القنصلية الإيرانية في النجف.
تحسين أوضاع العراقيين مطلب أساس للشعب العراقي الذي خرج عن بكرة أبيه إلى الشارع وواجه الرصاص الإيراني الحي بصدور عارية، لكن وضع حد للنفوذ الإيراني وإنهائه مطلب لا يقل أهمية عن ذلك المطلب، فالعراقيون يؤمنون بأن النظام الإيراني هو سبب معاناتهم وأن تحرير بلادهم منه نتيجته المباشرة تحسن أوضاعهم والاطمئنان على مستقبل أبنائهم وأحفادهم وعودة الأمور إلى نصابها.
الشعب العراقي يريد إسقاط الحكومة لكن يهمه أيضاً ألا تكون الحكومة الجديدة في يد النظام الإيراني، ويهمه طرد إيران من العراق ومنعها من التدخل في شؤونه تحت أي ظرف من الظروف، بل إن هذا المطلب صار هو المطلب الأساس، فالأمور بعد طرد إيران تنصلح تلقائياً. هذا الشعب وبعد أن وصل إلى ما وصل إليه لم يعد يلتفت إلى حجم الخسائر التي يتكبدها نتيجة قمع المظاهرات التي صارت تشارك فيها أعداد غفيرة، لهذا يزداد قلق النظام الإيراني ويزداد وحشية ويعمل بقوة على إخماد الاحتجاجات بأي ثمن. وليس بعيداً لو تطورت الأمور أن يرى العالم عناصر الحرس الثوري الإيراني يجولون في بغداد ومختلف المدن العراقية أملاً في إخماد ثورة بدأت لا لتنتهي إلا بالنصر.