في محاضرة «الأدب ووسائل التواصل الاجتماعي»، التي قدمها الناقد والناشر الأستاذ فهد الهندال، بتنظيم أسرة الأدباء والكتاب، لفتني الحديث عن دور وسائل التواصل الاجتماعي في التسويق للكاتب، وفي تمكين الكاتب من فهم المجتمع والجيل الجديد والتعاطي معه وفق ذائقته ومزاجيته أيضاً، وكان من جميل ما استهل به الهندال محاضرته الحديث عن تعريف العولمة السابق عندما قال إنها كانت تُعرف على أن يصبح العالم قرية كونية، ثم غرفة كونية، أما اليوم وفي ظل ما نتمتع به من تواصل تكنولوجي عميق مع كل العالم، أصبح العالم كفاً كونية.
وفي معرض محاضرته وقف الهندال على أهمية أن يكون للكتاب والأدباء حسابات على وسائل التواصل الاجتماعي، وهو رأي أوافقه فيه تماماً، ورغم ما تعرض إليه من هجوم شرس بآراء مغايرة من الحضور، إلاَّ أنه وبشراسة كويتية أبلغ حجة، دافع عن رأيه على نحو مقنع. أما دواعي دعوته للكتاب للانخراط في الإعلام الاجتماعي فمنشؤها سهولة وصولهم للقارئ بأقصر الطرق، والتسويق لأنفسهم بطرق جديدة وأنجع. ورغم إقرار الهندال أن البعد التسويقي للكتاب مسؤولية الناشر، إلاّ أنه لم يستثنِ الكاتب من ذلك معللاً أننا في هذا العصر أصبحنا أمام مزاجية القارئ وليس ذائقته فقط، ما يستدعي وصول الكاتب إلى جمهوره بشكل مباشر دون وسيط.
بجدلية ثرية طرح الهندال مجموعة من التساؤلات حول الأدب الرفيع وإذا ما كانت الصورة المعلوماتية قد وضعتنا في نفق لا نعرف نهاية الأدب معه أو أنها أتاحت لنا فرصة التسويق للأدب الرفيع؟! وفي تأكيد حجته بما يضيفه التسويق الإلكتروني للكاتب استشهد بالكاتب العالمي باولو كويلو الذي خصص لنفسه حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي بلغات مختلفة بينها العربية، وإن كان يديرها آخرون بالنيابة عنه، ولكنه تمكن من الوصول إلى جمهوره حتى باختلاف اللغة، كما استشهد بالكاتب الراحل إسماعيل فهد إسماعيل، والراحل ناصر الظفيري الذي استمر بالتغريد حتى ما قبل وفاته بساعات لينقل حالته الشعورية لجمهوره حتى في لحظات الاحتضار ليختصر لهم الكثير عن الحياة في كلمات معدودات. ولم يستثنِ من ذلك جهود الكتاب على المدونات ودورها في التعريف بالكاتب وأعماله.
كان الهندال مصراً على الانخراط في عالم التواصل الاجتماعي معللاً بأهمية مشاركة الكاتب لوعي الجمهور، مشيراً إلى أن كثيراً من الكتاب يبتعدون عن الشارع ولا يشتركون معه حتى في الحوار، غير أن معادلة التواصل القديمة المتعلقة بالكاتب والمتلقي والناشر لم تعد تجدي نفعاً لوحدها بعدما دخلت عوامل أخرى للمعادلة فالتواصل الاجتماعي جعلنا ناشرين ومستقبلين فضمنت حضور العقل التداولي الذي يتعامل مع عالم شديد التعقيد، ونزعت النرجسية وفرضت التنافس، فشباب اليوم هم الأكثر تمرساً في العقل التداولي، ولا بد من مسايرة هذا التغيير.
* اختلاج النبض:
شكراً لأسرة الأدباء والكتاب، شكراً د.صفاء العلوي، شكراً د.راشد نجم، فبجهودكما وحضوركما اكتملت روعة اللقاء.
{{ article.visit_count }}
وفي معرض محاضرته وقف الهندال على أهمية أن يكون للكتاب والأدباء حسابات على وسائل التواصل الاجتماعي، وهو رأي أوافقه فيه تماماً، ورغم ما تعرض إليه من هجوم شرس بآراء مغايرة من الحضور، إلاَّ أنه وبشراسة كويتية أبلغ حجة، دافع عن رأيه على نحو مقنع. أما دواعي دعوته للكتاب للانخراط في الإعلام الاجتماعي فمنشؤها سهولة وصولهم للقارئ بأقصر الطرق، والتسويق لأنفسهم بطرق جديدة وأنجع. ورغم إقرار الهندال أن البعد التسويقي للكتاب مسؤولية الناشر، إلاّ أنه لم يستثنِ الكاتب من ذلك معللاً أننا في هذا العصر أصبحنا أمام مزاجية القارئ وليس ذائقته فقط، ما يستدعي وصول الكاتب إلى جمهوره بشكل مباشر دون وسيط.
بجدلية ثرية طرح الهندال مجموعة من التساؤلات حول الأدب الرفيع وإذا ما كانت الصورة المعلوماتية قد وضعتنا في نفق لا نعرف نهاية الأدب معه أو أنها أتاحت لنا فرصة التسويق للأدب الرفيع؟! وفي تأكيد حجته بما يضيفه التسويق الإلكتروني للكاتب استشهد بالكاتب العالمي باولو كويلو الذي خصص لنفسه حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي بلغات مختلفة بينها العربية، وإن كان يديرها آخرون بالنيابة عنه، ولكنه تمكن من الوصول إلى جمهوره حتى باختلاف اللغة، كما استشهد بالكاتب الراحل إسماعيل فهد إسماعيل، والراحل ناصر الظفيري الذي استمر بالتغريد حتى ما قبل وفاته بساعات لينقل حالته الشعورية لجمهوره حتى في لحظات الاحتضار ليختصر لهم الكثير عن الحياة في كلمات معدودات. ولم يستثنِ من ذلك جهود الكتاب على المدونات ودورها في التعريف بالكاتب وأعماله.
كان الهندال مصراً على الانخراط في عالم التواصل الاجتماعي معللاً بأهمية مشاركة الكاتب لوعي الجمهور، مشيراً إلى أن كثيراً من الكتاب يبتعدون عن الشارع ولا يشتركون معه حتى في الحوار، غير أن معادلة التواصل القديمة المتعلقة بالكاتب والمتلقي والناشر لم تعد تجدي نفعاً لوحدها بعدما دخلت عوامل أخرى للمعادلة فالتواصل الاجتماعي جعلنا ناشرين ومستقبلين فضمنت حضور العقل التداولي الذي يتعامل مع عالم شديد التعقيد، ونزعت النرجسية وفرضت التنافس، فشباب اليوم هم الأكثر تمرساً في العقل التداولي، ولا بد من مسايرة هذا التغيير.
* اختلاج النبض:
شكراً لأسرة الأدباء والكتاب، شكراً د.صفاء العلوي، شكراً د.راشد نجم، فبجهودكما وحضوركما اكتملت روعة اللقاء.