خلاصة عشرات الرسائل من صباح الأربعاء تاريخ 13 نوفمبر التي استلمتها على هاتفي كانت تتمحور حول الأسباب التي حولت فجر تلك الليلة سماء لبنان إلى كتلة نارية من المتظاهرين التي علَت أصواتهم في أرجاء الوطن غاضبين مستنكرين وكأنهم تناولوا جرعة فيتامين.
قرأت الرسائل بصمت والتزمت عدم الرد، لأنني لا أملك جواباً شافياً أولاً ويردّ على استفساراتهم ثانياً، ولكن استوقفتني عبارة «وكأنهم تناولوا جرعة من الفيتامين» فقد استحييت أن أكتب الحقيقة التي تقول بأن الشعب اللبناني لم يتناول جرعة فيتامين ولكنه تناول صفعة على وجهه أيقظته وأشعلت به روح الغضب جرّاء متابعته للحوار الذي أجرِيَ مع رئيس الجمهورية اللبنانية العِماد ميشال عون في تلك الليلة الخريفية.
المقابلة الحوارية تمثلت في 97 دقيقة وكانت بالنسبة للشعب «الأمل» الذي ينتظره ليُوضّح لهم مجموعة المواضيع العالقة أجوبتها والتي كانت الدافع لهذا الحراك الوطني الوحدوي الخالي من أي دعم حزبي أو سياسي سوى إرادة شعب أرادت أن تتمرد على حالات القهر اليومية التي تعيشها. كان الشعب على موعد لمعرفة الكيفية في حل أزمة ارتفاع صرف الدولار والبترول وانقطاع التيار الكهربائي باستمرار وضرب الموسم السياحي في الصيف والشتاء والناس تسأل متى ستنتهي السنوات العجاف التي حلّت على الوطن من تاريخ 14 فبراير2005 يوم اغتيال الشيخ رفيق الحريري رئيس وزراء لبنان الواحد؟!
وإنما كانت المفاجأة الكبرى من بين أجوبة فخامته «اللي مش عاجبه الوضع يهاجر»، جواب قاتل مميت «كإضرام النار في الهشيم». جملته كانت الكلمة الفصل في كسر عصب الصمت لدى الشعب تفوق قوتها آلاف الحبات من الفيتامين، لترتعد سماء لبنان بصوت واحد من أقصاه إلى أقصاه مرددين هاتفين متحدين متضامنين بالصوت والقلم «كفى!! احنا مش عاجبنا الوضع ومش حَنهاجر».
من المؤسف أن عدد سكان لبنان بعد التجنيس والهجرات الداخلية إليه من شتى بقاع الأرض لا يزيد عن ثلاثة ملايين نسمة، وعدد المهاجرين اللبنانيين منه يفوق 18 مليون نسمة أي ما يعادل 6 أضعاف الشعب الموجود داخل 10452 كيلومتراً مربعاً. وها نحن نشهد بمكان وبزمان أن يكون من توافَقَ عليه الشعب واعتلى سدّة الرئاسة اللبنانية بعد أن كانت خالية لسنين، يأتي اليوم لنكتشف أنه «مش عاجبه الشعب» ويراهن على صبره والتشجيع على تهجير ما تبقى منه، لنستيقظ يوماً ونجد «لبنان» وطناً بلا شعب. ومع هذا كله لانزال نأمل أن يكون السلام... «ختام».
قرأت الرسائل بصمت والتزمت عدم الرد، لأنني لا أملك جواباً شافياً أولاً ويردّ على استفساراتهم ثانياً، ولكن استوقفتني عبارة «وكأنهم تناولوا جرعة من الفيتامين» فقد استحييت أن أكتب الحقيقة التي تقول بأن الشعب اللبناني لم يتناول جرعة فيتامين ولكنه تناول صفعة على وجهه أيقظته وأشعلت به روح الغضب جرّاء متابعته للحوار الذي أجرِيَ مع رئيس الجمهورية اللبنانية العِماد ميشال عون في تلك الليلة الخريفية.
المقابلة الحوارية تمثلت في 97 دقيقة وكانت بالنسبة للشعب «الأمل» الذي ينتظره ليُوضّح لهم مجموعة المواضيع العالقة أجوبتها والتي كانت الدافع لهذا الحراك الوطني الوحدوي الخالي من أي دعم حزبي أو سياسي سوى إرادة شعب أرادت أن تتمرد على حالات القهر اليومية التي تعيشها. كان الشعب على موعد لمعرفة الكيفية في حل أزمة ارتفاع صرف الدولار والبترول وانقطاع التيار الكهربائي باستمرار وضرب الموسم السياحي في الصيف والشتاء والناس تسأل متى ستنتهي السنوات العجاف التي حلّت على الوطن من تاريخ 14 فبراير2005 يوم اغتيال الشيخ رفيق الحريري رئيس وزراء لبنان الواحد؟!
وإنما كانت المفاجأة الكبرى من بين أجوبة فخامته «اللي مش عاجبه الوضع يهاجر»، جواب قاتل مميت «كإضرام النار في الهشيم». جملته كانت الكلمة الفصل في كسر عصب الصمت لدى الشعب تفوق قوتها آلاف الحبات من الفيتامين، لترتعد سماء لبنان بصوت واحد من أقصاه إلى أقصاه مرددين هاتفين متحدين متضامنين بالصوت والقلم «كفى!! احنا مش عاجبنا الوضع ومش حَنهاجر».
من المؤسف أن عدد سكان لبنان بعد التجنيس والهجرات الداخلية إليه من شتى بقاع الأرض لا يزيد عن ثلاثة ملايين نسمة، وعدد المهاجرين اللبنانيين منه يفوق 18 مليون نسمة أي ما يعادل 6 أضعاف الشعب الموجود داخل 10452 كيلومتراً مربعاً. وها نحن نشهد بمكان وبزمان أن يكون من توافَقَ عليه الشعب واعتلى سدّة الرئاسة اللبنانية بعد أن كانت خالية لسنين، يأتي اليوم لنكتشف أنه «مش عاجبه الشعب» ويراهن على صبره والتشجيع على تهجير ما تبقى منه، لنستيقظ يوماً ونجد «لبنان» وطناً بلا شعب. ومع هذا كله لانزال نأمل أن يكون السلام... «ختام».