من أبرز الاختراعات العلمية المذهلة في الهندسة الوراثية الجينية والتي وقفنا عليها بعناية هذا الأسبوع «تقنية كريسبر كاس / بروتينات كاس 9 / CAS-9»، تلك التقنية التي باتت تتيح لنا فرص التحكم في تحديد كثير من المواصفات الشكلية والسمات الشخصية للمولود القادم، فضلاً عن التصحيح الجيني للأمراض، ورغم ما قد يقدمه هذا المجال من إبهار يحاكي تطلعات البشر في اختيار مواليدهم وفق مقاييسهم وذوقهم الخاص، إلاَّ أن جرائم أخلاقية كبرى تعتري هذا المجال لو وقفنا عليه على نحو فاحص.
من الجرائم الأخلاقية التي يخشاها العلماء العاكفون حالياً على تطوير هذه التقنية، واتخاذهم قرار إخضاعها لمزيد من التجارب المختبرية على الحيوان والنبات قبل إجراء التجارب على البشر، ما يتعلق بالمسؤولية الأخلاقية خشية الوقوع في خطأ غير مقصود ولكنه يفضي إلى إنتاج مخلوق مشوه أو مختلف عن الجنس البشري الذي نعرفه أو يحمل/يفتقر إلى سمات معينة تحيله إلى شيء يختلف اختلافاً جوهرياً أو ينتج عنه أمر لا يمكن التنبؤ بنتائجه، ومع تناسل ذلك الإنتاج في المستقبل، ستكون تلك التقنية أسهمت في ظهور جنس جديد أو خلق مغاير للجنس البشري الذي نعرفه، وهو أمر خطير جداً، كونه يعد تلاعباً بالخلق ليس على مستوى فردي وحسب، بل على مستوى أجيال قادمة.
أما ما حاولت الوقوف عليه في الجرائم الأخلاقية المحتملة في هذا السياق، فلعلي أربط الجريمة الأولى بفكرة فيلم المغامرة الخيالي «أبيغايل ABIGAIL» -الذي تحدثت عنه في مقالي الاثنين الماضي- إذ تناول الفيلم فكرة الحفاظ على المساواة بين جميع أفراد الشعب في المدينة، بما في ذلك تساوي القدرات، وهو ما يقودني للتفكير إذا ما كانت تقنية كهذه، لاسيما في ظل انخفاض تكلفتها وسهولة تنفيذها، هل ستستخدم من دولة ما لإكساب جيل كامل في البلاد خصائص معينة يتم تصميمها وفق خطة مدروسة، بتحديد نسبة القوى الجسدية المطلوبة، ونسبة القوى الذهنية ونوعها، وتحديد سمات شكلية تميزها عن بقية الدول وقد تكون الأجمل على الإطلاق عالمياً؟ ما يعني تصميم شعب مختار، يتفوق على بقية الشعوب ويحقق تطلعات بلاده في كل المجالات بالحد الأقصى من القدرة، وفق ما أسميناه في وقت سابق «الابتكار في الهندسة البشرية». وقد لا نستبعد ذلك، فمن يملك المال والعلم يملك ذلك النوع الجديد من القوة.
* اختلاج النبض:
لا شك أن الخوض في هذه التقنية بما تحمله من أفكار ابتكارية، قد تقود لجريمة أخلاقية كبرى ترتكب في حق البشرية، ولا شك أيضاً أن هذا سيفضي إلى الإخلال بالتوازنات الكونية المبنية على خلق كل شيء بقدر.
من الجرائم الأخلاقية التي يخشاها العلماء العاكفون حالياً على تطوير هذه التقنية، واتخاذهم قرار إخضاعها لمزيد من التجارب المختبرية على الحيوان والنبات قبل إجراء التجارب على البشر، ما يتعلق بالمسؤولية الأخلاقية خشية الوقوع في خطأ غير مقصود ولكنه يفضي إلى إنتاج مخلوق مشوه أو مختلف عن الجنس البشري الذي نعرفه أو يحمل/يفتقر إلى سمات معينة تحيله إلى شيء يختلف اختلافاً جوهرياً أو ينتج عنه أمر لا يمكن التنبؤ بنتائجه، ومع تناسل ذلك الإنتاج في المستقبل، ستكون تلك التقنية أسهمت في ظهور جنس جديد أو خلق مغاير للجنس البشري الذي نعرفه، وهو أمر خطير جداً، كونه يعد تلاعباً بالخلق ليس على مستوى فردي وحسب، بل على مستوى أجيال قادمة.
أما ما حاولت الوقوف عليه في الجرائم الأخلاقية المحتملة في هذا السياق، فلعلي أربط الجريمة الأولى بفكرة فيلم المغامرة الخيالي «أبيغايل ABIGAIL» -الذي تحدثت عنه في مقالي الاثنين الماضي- إذ تناول الفيلم فكرة الحفاظ على المساواة بين جميع أفراد الشعب في المدينة، بما في ذلك تساوي القدرات، وهو ما يقودني للتفكير إذا ما كانت تقنية كهذه، لاسيما في ظل انخفاض تكلفتها وسهولة تنفيذها، هل ستستخدم من دولة ما لإكساب جيل كامل في البلاد خصائص معينة يتم تصميمها وفق خطة مدروسة، بتحديد نسبة القوى الجسدية المطلوبة، ونسبة القوى الذهنية ونوعها، وتحديد سمات شكلية تميزها عن بقية الدول وقد تكون الأجمل على الإطلاق عالمياً؟ ما يعني تصميم شعب مختار، يتفوق على بقية الشعوب ويحقق تطلعات بلاده في كل المجالات بالحد الأقصى من القدرة، وفق ما أسميناه في وقت سابق «الابتكار في الهندسة البشرية». وقد لا نستبعد ذلك، فمن يملك المال والعلم يملك ذلك النوع الجديد من القوة.
* اختلاج النبض:
لا شك أن الخوض في هذه التقنية بما تحمله من أفكار ابتكارية، قد تقود لجريمة أخلاقية كبرى ترتكب في حق البشرية، ولا شك أيضاً أن هذا سيفضي إلى الإخلال بالتوازنات الكونية المبنية على خلق كل شيء بقدر.