قبل يومين كتبت مقالاً بعنوان «توبة على فراش الموت»، وبصراحة لم أتوقع هذا الكم من ردات الفعل، لكن الذي وقفت عنده استغراباً، بأن جميع التساؤلات التي وصلتني كانت تسأل عن «من هو الشخص الذي تقصده؟! أي من هو الشخص الذي مات؟!»، في مقابل تعليق واحد أو اثنان عن «مغزى» المقال، وما تركته القصة فيه من «مضمون».
وسط التساؤلات الحائرة بشأن شخصية «المرحوم»، الذي مات وهو ظالم للبشر، فاسد في كل معاملاته وعمله وأخلاقياته، كنت أتأسى على وضع وصلنا له اليوم، بات يمثل «آفة مجتمعية»، حينما يترك الناس المقاصد النبيلة من كل طرح أو سرد أو قصة، ويبحثون عن تفاصيل لا تحقق الغاية في تأصيل أخلاقيات سامية وراقية، بها يمكن للشخص أن يبني منهاج حياة صحيح لنفسه، ويؤثر به بالتالي على محيطه، ويجمع له إرثاً له عاقبته الحسنة حينما يفارق هذه الدنيا.
وعليه، هنا لن أكشف من يكون الشخص الذي غادرنا وهو نادم على ما ارتكبه من أذى تجاه البشر، فالله يستر عليه وهو الوحيد القادر على كتابة الغفران والرحمة له، لكنني سأعوض «الكشف» الذي يريدني البعض أن أكشفه بسؤال أوجهه لكل شخص: ماذا لو خيروك كيف تموت؟!
كلنا راحلون، كلنا ميتون، والدنيا بالنسبة للناس طويلة بسنواتها وساعاتها، حتى تحين اللحظة، فينقلب حال «العداد الرقمي» لديهم، فيرونها قصيرة وأنهم فوتوا فرصاً كثيرة فيها لاختبار جوانب عديدة من الحياة والاستمتاع بها.
لكن يظل السؤال قائماً: كيف ستموت، لو خيروك بشأن طريقة موتك؟!
لن تفاجؤوني حينما يقول كثير منكم بأن أمنيتهم الموت وهم ساجدون في الصلاة، أو وهم في زيارة لبيت الله الحرام، لأن هذه أمنيات «مشهورة» تجدها في ذهن الملتزم دينياً وحتى المقصر تجاه ربه وعبادته طوال حياته، هم يعتبرونها الحالة المثلى لـ»حسن الخاتمة»!
وهذا التوصيف بالضبط ما أريد الوصول إليه هنا، أي «حسن الخاتمة»، إذ استيعاب معنى هذا التوصيف هو بيت القصيد في كل الأمور التي ينبغي للإنسان القيام بها.
هناك من يموت على معصية، أو كبيرة يرتكبها بقصد وتعمد، ولو شاء الله أن يقبض روحه وهو فيها، فبأي وجه يلاقي ربه؟! وهنا ليست المعصية والكبيرة والذنب فقط ما يعتبره البعض إثماً عظيماً معروفاً، يجعل بالتالي معاصي وآثاماً وذنوباً أخرى بمعزل عنها.
ظلم البشر جريمة ومعصية، حبك المؤامرات، والسعي للناس بالضرر جريمة ومعصية، فالإنسان السوي هو الذي يسلم الناس من لسانه ويده، وكم فينا ممن لا يفارقون المساجد، ولا ينفك لسانهم عن ذكر آيات من القرآن والحديث الشريف، لكنه أسوأ البشر حينما يتعامل مع البشر، حتى إبليس لا يصل لمستوى إجرامه وأذاه.
بالتالي لو سألتموني أنتم بنفس سؤالي أعلاه: لو خيروك كيف ستموت، ماذا ستختار؟! سأجيب وبلا تردد: أريد أن أموت نقي القلب نظيف اليد، لا ظالماً للبشر، لا هادماً لحياتهم، لا سارقاً لأحلامهم، لا ساعياً بالضرر لهم.
لا تمت وأنت ظالم للناس، فالظلم ظلمات يوم القيامة.
{{ article.visit_count }}
وسط التساؤلات الحائرة بشأن شخصية «المرحوم»، الذي مات وهو ظالم للبشر، فاسد في كل معاملاته وعمله وأخلاقياته، كنت أتأسى على وضع وصلنا له اليوم، بات يمثل «آفة مجتمعية»، حينما يترك الناس المقاصد النبيلة من كل طرح أو سرد أو قصة، ويبحثون عن تفاصيل لا تحقق الغاية في تأصيل أخلاقيات سامية وراقية، بها يمكن للشخص أن يبني منهاج حياة صحيح لنفسه، ويؤثر به بالتالي على محيطه، ويجمع له إرثاً له عاقبته الحسنة حينما يفارق هذه الدنيا.
وعليه، هنا لن أكشف من يكون الشخص الذي غادرنا وهو نادم على ما ارتكبه من أذى تجاه البشر، فالله يستر عليه وهو الوحيد القادر على كتابة الغفران والرحمة له، لكنني سأعوض «الكشف» الذي يريدني البعض أن أكشفه بسؤال أوجهه لكل شخص: ماذا لو خيروك كيف تموت؟!
كلنا راحلون، كلنا ميتون، والدنيا بالنسبة للناس طويلة بسنواتها وساعاتها، حتى تحين اللحظة، فينقلب حال «العداد الرقمي» لديهم، فيرونها قصيرة وأنهم فوتوا فرصاً كثيرة فيها لاختبار جوانب عديدة من الحياة والاستمتاع بها.
لكن يظل السؤال قائماً: كيف ستموت، لو خيروك بشأن طريقة موتك؟!
لن تفاجؤوني حينما يقول كثير منكم بأن أمنيتهم الموت وهم ساجدون في الصلاة، أو وهم في زيارة لبيت الله الحرام، لأن هذه أمنيات «مشهورة» تجدها في ذهن الملتزم دينياً وحتى المقصر تجاه ربه وعبادته طوال حياته، هم يعتبرونها الحالة المثلى لـ»حسن الخاتمة»!
وهذا التوصيف بالضبط ما أريد الوصول إليه هنا، أي «حسن الخاتمة»، إذ استيعاب معنى هذا التوصيف هو بيت القصيد في كل الأمور التي ينبغي للإنسان القيام بها.
هناك من يموت على معصية، أو كبيرة يرتكبها بقصد وتعمد، ولو شاء الله أن يقبض روحه وهو فيها، فبأي وجه يلاقي ربه؟! وهنا ليست المعصية والكبيرة والذنب فقط ما يعتبره البعض إثماً عظيماً معروفاً، يجعل بالتالي معاصي وآثاماً وذنوباً أخرى بمعزل عنها.
ظلم البشر جريمة ومعصية، حبك المؤامرات، والسعي للناس بالضرر جريمة ومعصية، فالإنسان السوي هو الذي يسلم الناس من لسانه ويده، وكم فينا ممن لا يفارقون المساجد، ولا ينفك لسانهم عن ذكر آيات من القرآن والحديث الشريف، لكنه أسوأ البشر حينما يتعامل مع البشر، حتى إبليس لا يصل لمستوى إجرامه وأذاه.
بالتالي لو سألتموني أنتم بنفس سؤالي أعلاه: لو خيروك كيف ستموت، ماذا ستختار؟! سأجيب وبلا تردد: أريد أن أموت نقي القلب نظيف اليد، لا ظالماً للبشر، لا هادماً لحياتهم، لا سارقاً لأحلامهم، لا ساعياً بالضرر لهم.
لا تمت وأنت ظالم للناس، فالظلم ظلمات يوم القيامة.