لن أختلف مع كل صوت يطالب بمستوى تعليمي راقٍ لأبنائه، ولفصول مريحة، ولطاقة استيعابية محددة، ولمبانٍ مكتملة المرافق ولعودة النظافة بعد تقليص الأيدي العاملة في هذا المجال، ولكن قبل ذلك كله، دعونا نعود إلى الأهم قبل المهم، دعونها نتطرق إلى لب القضية بدلاً من النواقص الجانبية، دعونا نتحدث عن التربية التي سبقت التعليم في مسمى الوزارة، دعونا نستذكر ونقارن بين التربية سابقاً وحالياً، ومن يتحمل غياب هذا العنصر المهم، هذا العنصر الذي تقع مسؤوليته على المنزل في المقام الأول، المنزل الذي خرج لنا أبناء عاقين، أبناء فقدوا معاني الاحترام والوقار لأولياء أمورهم فكيف سيقدمونه لمعلميهم.
أنا على يقين بأنني سأواجه ردة فعل غاضبة من قبل البعض، ولكنها الحقيقة يا سادة، إنها الحقيقة أيتها الأم وأيها الأب، إنها الحقيقة التي تحاولون إنكارها، حقيقة أنكم أهملتم تربية أبنائكم، وسلمتموهم للمدرسة برسالة شديدة اللهجة فحواها أن المدرس ليس له الحق حتى في رفع صوته عليكم، بالله عليكم ماذا تنتظرون من مدرس يفتقد إلى أبسط أسلحة التربية، مدرس حملتموه مسؤولية تعليم جيل يفتقد إلى أبسط مقومات الاحترام، جيل لا يحترم ولي أمره فكيف سيحترم مدرساً منهكاً بالتحضير والإعداد وغيرها من المتطلبات، ليفاجأ بجيل يفتقد إلى أقل مقومات التربية وهو الاحترام.
بالطبع لن أعمم قلة التربية على الجميع، فهناك أولياء أمور لايزالون متمسكين بالعادات والتقاليد التي تعتمد على التربية المنزلية التي قوامها الاحترام والتبجيل، أذكر من قصص الجيل السابق، الجيل الذي ترعرع على احترام الكبير، جيل الزمن الجميل، أذكر أن أحد أولياء الأمور عندما عاد إلى المنزل ووجد ابنه يبكي بسبب معاقبة أحد المدرسين له، أخذ ابنه إلى المدرسة في صبيحة اليوم التالي وقال حرفياً لمدرسه "اضربه وأنا سأتكفل بعلاجه"، وأذكر ما أذكره في سياق هذه القصة أن الزوجة أو الأم لم يكن لها صوت أو موقف يذكر، فلقد كان الأب هو سيد الموقف، وهو المربي الأول وصاحب كلمة الفصل في المنزل.
اليوم، ثمة امرأة تقود الجميع في المنزل، تحرض أبناءها على عدم القبول بعقاب أي مدرس لهم، الأمر الذي ساهم في خلق جيل متمرد يفتقد لأبسط مقومات الأدب والاحترام، وأعود لأكرر البعض من الأمهات وليس الكل.
قلتها في مقال سابق "ربوا عيالكم"، وأعود وأكررها اليوم، لا تكونوا أنتم من جانب والمدارس من جانب آخر، فقدنا هيبة المعلم بعد أن فقدنا هيبة الأب في المنزل، بعد أن قل احترام الأم من قبل أبنائها، بعد أن انشغل أولياء الأمور بتفاهات الحياة وثانوياتها وأغفلوا دورهم الأساسي، الأم لا تعرف طريق مدرسة أبنائها إلا في حالة الشكوى أو الهجوم على الإدارة التعليمية.
لقد فقدنا التعليم عندما فقدنا تربية المنزل، وفقدنا الأدب مع المدرسين عندما فقدنا احترام الوالدين، فعودوا إلى ذلك الزمن الجميل، ذلك الزمن الذي عندما نرى المدرس في طريق نسلك طريقاً آخر احتراماً وتبجيلاً لمكانة المعلم.
ليس دفاعاً عن التربية والتعليم، ولكنه دفاع عن تربية المنزل وهيبة الأب ودور الأسرة.
{{ article.visit_count }}
أنا على يقين بأنني سأواجه ردة فعل غاضبة من قبل البعض، ولكنها الحقيقة يا سادة، إنها الحقيقة أيتها الأم وأيها الأب، إنها الحقيقة التي تحاولون إنكارها، حقيقة أنكم أهملتم تربية أبنائكم، وسلمتموهم للمدرسة برسالة شديدة اللهجة فحواها أن المدرس ليس له الحق حتى في رفع صوته عليكم، بالله عليكم ماذا تنتظرون من مدرس يفتقد إلى أبسط أسلحة التربية، مدرس حملتموه مسؤولية تعليم جيل يفتقد إلى أبسط مقومات الاحترام، جيل لا يحترم ولي أمره فكيف سيحترم مدرساً منهكاً بالتحضير والإعداد وغيرها من المتطلبات، ليفاجأ بجيل يفتقد إلى أقل مقومات التربية وهو الاحترام.
بالطبع لن أعمم قلة التربية على الجميع، فهناك أولياء أمور لايزالون متمسكين بالعادات والتقاليد التي تعتمد على التربية المنزلية التي قوامها الاحترام والتبجيل، أذكر من قصص الجيل السابق، الجيل الذي ترعرع على احترام الكبير، جيل الزمن الجميل، أذكر أن أحد أولياء الأمور عندما عاد إلى المنزل ووجد ابنه يبكي بسبب معاقبة أحد المدرسين له، أخذ ابنه إلى المدرسة في صبيحة اليوم التالي وقال حرفياً لمدرسه "اضربه وأنا سأتكفل بعلاجه"، وأذكر ما أذكره في سياق هذه القصة أن الزوجة أو الأم لم يكن لها صوت أو موقف يذكر، فلقد كان الأب هو سيد الموقف، وهو المربي الأول وصاحب كلمة الفصل في المنزل.
اليوم، ثمة امرأة تقود الجميع في المنزل، تحرض أبناءها على عدم القبول بعقاب أي مدرس لهم، الأمر الذي ساهم في خلق جيل متمرد يفتقد لأبسط مقومات الأدب والاحترام، وأعود لأكرر البعض من الأمهات وليس الكل.
قلتها في مقال سابق "ربوا عيالكم"، وأعود وأكررها اليوم، لا تكونوا أنتم من جانب والمدارس من جانب آخر، فقدنا هيبة المعلم بعد أن فقدنا هيبة الأب في المنزل، بعد أن قل احترام الأم من قبل أبنائها، بعد أن انشغل أولياء الأمور بتفاهات الحياة وثانوياتها وأغفلوا دورهم الأساسي، الأم لا تعرف طريق مدرسة أبنائها إلا في حالة الشكوى أو الهجوم على الإدارة التعليمية.
لقد فقدنا التعليم عندما فقدنا تربية المنزل، وفقدنا الأدب مع المدرسين عندما فقدنا احترام الوالدين، فعودوا إلى ذلك الزمن الجميل، ذلك الزمن الذي عندما نرى المدرس في طريق نسلك طريقاً آخر احتراماً وتبجيلاً لمكانة المعلم.
ليس دفاعاً عن التربية والتعليم، ولكنه دفاع عن تربية المنزل وهيبة الأب ودور الأسرة.