بينما نتابع المستجدات التكنولوجية والطبية والتقنية بكل ما تحمله من ضخامة وإبهار فيما يتم التوصل إليه من اكتشافات واختراعات وابتكارات غربية، نعاني في الوطن العربي من ندرة الأبحاث العلمية – بأفضل حال– لكي لا ندعي بانعدامها بالكامل، وإليكم -في ظل هذا الوضع المتردي- تخيل إمكانية أن يكون المجتمع العربي منتجاً في هذه المجالات، ولو بالحد الأدنى، ولكن للأسف، إن كان ثمة اختراع هنا وابتكار هناك يفصل بينهما عقد من الزمان أو بعض منه، فإنه سيظل يشار له بالبنان لسنوات قادمة كونه الوحيد، هذا إن لاقى من التشجيع ما يكفي من قبل دولته والمجتمع والإعلام، فقد اعتدنا في الدول العربية –وعلى كل المستويات– أن نحارب المبتكرين أو الخارجين عن سرب التيه في دوامات إدمان الاستهلاك.
من جميل ما وقف عليه قاسم حداد في فيلم "هزيع الباب الأخير" الذي يعرض حالياً في دور السينما، تشخيص الواقع العربي في ظل التقدم الغربي، مشيراً إلى أن العالم العربي مستمر في التخلف يومياً، بينما يستمر العالم في التقدم، ولأن الاستمرار في التخلف أسوأ بكثير من الثبات على مستوى ما، فإن ذلك يجعل من الصعب أن تتقدم الدول العربية على سبيل اللحاق بالركب، إذ تتسع الهوة بين العالمين باستمرار، ما يجعل من الصعب أيضاً أن ننطلق نحو المستقبل، ذلك المستقبل الذي بات ضبابياً ومخيفاً في بلادنا العربية. وأعتقد أن قاسم قد وفق تماماً في التشخيص، واختزل كثيرا من الكلمات التي كنت قد أقولها في هذا السياق.
ولعله من المؤسف جداً، أننا وحتى اللحظة لم نحظَ بمقومات المعرفة على كل مستوياتها الراهنة "علمية وتكنولوجية"، وبينما يعمل الطرف الآخر من العالم بمثابرة وجدية بالغة، ويقدم إنتاجه يومياً، اخترنا أن نقطع تذاكر الدخول لمسرح الأبحاث والإنتاج كمتفرجين، وكفرق تشجيع تجيد التصفيق والإطراء بـ"يا سبحان الله"، ولعل من المعيب أننا لم نكن لنكون قادرين على شراء حتى تذكرة الفرجة تلك، لولا أن حبانا الله بالنفط ورحمنا به، ليكون مصدر دخلنا الوحيد الذي نجهد اليوم للبحث عن بدائل عنه، وقلّما نجد، فأستدعي كلمات الشاعر حمود البغيلي:
الغرب يصنع طائرات وصواريخ
والشرق الأوسط ضاع نفطه بلاشي
حطوا لهم في صفحة العلم تاريخ
وحنا بماضينا نعيد النقاشي
من عقب ماكنا جبال شواميخ
صرنا تحت حكم الأجانب ولاشي
* اختلاج النبض:
أجزلت القول شاعرنا بالقول "حطوا لهم في صفحة العلم تاريخ.. وحنا بماضينا نعيد النقاشي"، ولو انطلقنا نحو المستقبل فعلياً، بمعزل عن الوقوف على أهزوجة "علوم المستقبل" كتقليعة لهذا العام "وأتحدث هنا عن الوطن العربي ككل"، لكننا بما نملك من عقول وأدمغة -لم تصان في دولنا فاختارت الهجرة- قدنا ثورة المختبرات والأبحاث العلمية العربية، منذ زمن بعيد.
من جميل ما وقف عليه قاسم حداد في فيلم "هزيع الباب الأخير" الذي يعرض حالياً في دور السينما، تشخيص الواقع العربي في ظل التقدم الغربي، مشيراً إلى أن العالم العربي مستمر في التخلف يومياً، بينما يستمر العالم في التقدم، ولأن الاستمرار في التخلف أسوأ بكثير من الثبات على مستوى ما، فإن ذلك يجعل من الصعب أن تتقدم الدول العربية على سبيل اللحاق بالركب، إذ تتسع الهوة بين العالمين باستمرار، ما يجعل من الصعب أيضاً أن ننطلق نحو المستقبل، ذلك المستقبل الذي بات ضبابياً ومخيفاً في بلادنا العربية. وأعتقد أن قاسم قد وفق تماماً في التشخيص، واختزل كثيرا من الكلمات التي كنت قد أقولها في هذا السياق.
ولعله من المؤسف جداً، أننا وحتى اللحظة لم نحظَ بمقومات المعرفة على كل مستوياتها الراهنة "علمية وتكنولوجية"، وبينما يعمل الطرف الآخر من العالم بمثابرة وجدية بالغة، ويقدم إنتاجه يومياً، اخترنا أن نقطع تذاكر الدخول لمسرح الأبحاث والإنتاج كمتفرجين، وكفرق تشجيع تجيد التصفيق والإطراء بـ"يا سبحان الله"، ولعل من المعيب أننا لم نكن لنكون قادرين على شراء حتى تذكرة الفرجة تلك، لولا أن حبانا الله بالنفط ورحمنا به، ليكون مصدر دخلنا الوحيد الذي نجهد اليوم للبحث عن بدائل عنه، وقلّما نجد، فأستدعي كلمات الشاعر حمود البغيلي:
الغرب يصنع طائرات وصواريخ
والشرق الأوسط ضاع نفطه بلاشي
حطوا لهم في صفحة العلم تاريخ
وحنا بماضينا نعيد النقاشي
من عقب ماكنا جبال شواميخ
صرنا تحت حكم الأجانب ولاشي
* اختلاج النبض:
أجزلت القول شاعرنا بالقول "حطوا لهم في صفحة العلم تاريخ.. وحنا بماضينا نعيد النقاشي"، ولو انطلقنا نحو المستقبل فعلياً، بمعزل عن الوقوف على أهزوجة "علوم المستقبل" كتقليعة لهذا العام "وأتحدث هنا عن الوطن العربي ككل"، لكننا بما نملك من عقول وأدمغة -لم تصان في دولنا فاختارت الهجرة- قدنا ثورة المختبرات والأبحاث العلمية العربية، منذ زمن بعيد.