على مدى ثمان سنوات لم تخلُ تصريحات مسؤولي النظام الإيراني، كبيرهم وصغيرهم، من انتقاد رجال حفظ وضبط الأمن في البحرين وتوجيه الاتهامات لهم وللحكومة بالتعامل بقسوة مع المتظاهرين وبالمبالغة في ذلك، وخلال السنوات الثماني الماضية لم تخلُ نشرة أخبار في الفضائيات «السوسة»، الإيرانية وتلك التابعة لها والممولة من قبل النظام الإيراني والتي تبث بمختلف اللغات من خبر الغاية منه الإساءة للبحرين، ومن ورائها السعودية طبعاً. النظام الإيراني ظل يزعم كل عمل تخريبي يقوم به أولئك الذين غسل أمخاخهم وسيطر على إرادتهم، في البحرين والسعودية وغيرهما، نضالاً وعملاً ثورياً وسلمياً وأن كل ما يقوم به أولئك هو من حقوق الإنسان، وظل يعتبر مجرد انتقادهم عملاً يصب في مصلحة أمريكا وإسرائيل!
اليوم وبعد الذي جرى في المدن الإيرانية تغيرت المعايير وصار خامنئي نفسه يصف تلك الأعمال بالشريرة ويصف من يقوم بها بالأشرار وأعلن أن التخريب وإضرام النيران «ليس من عمل المواطنين» ودعا مسؤولي الأمن العام جهاراً إلى «القيام بواجبهم»!
عندما اقتربت النار من سلطة «الملالي» اعتبروا انتفاضة الشعب الإيراني المظلوم وكل عمل كانوا يصنفونه في باب الثورية كونه يحدث في غير إيران إجراماً يستحق عليه فاعلوه العقاب الشديد، لهذا رأى العالم تلك المشاهد اللاإنسانية في شوارع وطرقات المدن و«البلدات» الإيرانية والتي لم تقتصر على الضرب بالأيدي وبالعصي الكهربائية من قبل الشرطة راكبي الدراجات النارية وجر من يقع في أيديهم من المعبرين عن رفضهم للقرار الذي أيده خامنئي بوضوح على الأرض بطرق مهينة والاعتقالات وإنما تجاوز إلى القتل الذي اعتبره «الملالي» حقاً لهم ومباحاً وأصدروا فيه ما يكفي من فتاوى تحلله.
خامنئي خرج على الملأ وأعلن بوضوح بأنه يؤيد قرار الحكومة الإيرانية رفع أسعار المشتقات النفطية ووصف المحتجين والمعبرين عن استيائهم وغضبهم بأنهم «عملاء لأعداء إيران». خامنئي لم يكتفِ بذلك ولكنه أصر على الزيادة واتهم المتظاهرين بالقيام بأعمال التخريب وقال عنهم إنهم مخربون وأشرار ولا يعملون لصالح الوطن. المثير أن خامنئي لم ينتبه إلى التناقض في حديثه حيث قال إلى جانب ذلك أيضاً إن «الغلاء يتسبب في معاناة الشعب» ولم يجد هو وروحاني والحكومة مخرجاً من الذي صاروا فيه سوى القول بأن الزيادة ستذهب إلى جيوب الفقراء «يبدو أن هذه نظرية جديدة ملخصها مداواة حاجة الفقراء بالتضييق على أمثالهم»!
المثير أيضا ًأن خامنئي وروحاني وكل المسؤولين في النظام الإيراني لم يهتموا للمعلومة التي أكدوها هم أنفسهم عن وجود 60 مليون إيراني مستحق للإعانة، لم يهتموا بهذه المعلومة رغم أنها تدينهم ورغم أنها تدخل في باب الفضيحة، فأن يقوموا بصرف ثروة الشعب الإيراني على امتلاك وتطوير الأسلحة والصواريخ وتمويل ودعم الميليشيات الإرهابية في كل مكان والتدخل في شؤون الجيران ورفع الشعارات المهايطة بتحرير فلسطين ثم يقولوا إنهم لا يمتلكون ما يكفي من المال لتقليل أعداد العائلات الإيرانية الفقيرة وخفض عدد المواطنين المحتاجين ولو بمقدار مليون واحد على مدى أربعين سنة هي فترة استيلائهم على مقدرات الشعب الإيراني فإن في هذا فضيحة ما بعدها فضيحة.
أيضاً لم يتردد النظام الإيراني عن اللجوء إلى خيار قطع الإنترنت عن كل إيران رغم أنه ظل ينتقد الدول التي تلجأ إلى قطعه عن بعض المناطق في بعض الساعات بشدة ويعتبره ضعفاً من حكوماتها واعتداء على حقوق الإنسان.
كل ما كان يعتبره النظام الإيراني خطأ وغير مقبول عمله في الدول الأخرى في حالة خروج الناس في مظاهرات للتعبير عن مطالبهم وآلامهم حلله لنفسه، بل وصل الأمر به إلى أن دعا خامنئي نفسه «المعنيين للحفاظ على الأمن والقيام بواجبهم»!
{{ article.visit_count }}
اليوم وبعد الذي جرى في المدن الإيرانية تغيرت المعايير وصار خامنئي نفسه يصف تلك الأعمال بالشريرة ويصف من يقوم بها بالأشرار وأعلن أن التخريب وإضرام النيران «ليس من عمل المواطنين» ودعا مسؤولي الأمن العام جهاراً إلى «القيام بواجبهم»!
عندما اقتربت النار من سلطة «الملالي» اعتبروا انتفاضة الشعب الإيراني المظلوم وكل عمل كانوا يصنفونه في باب الثورية كونه يحدث في غير إيران إجراماً يستحق عليه فاعلوه العقاب الشديد، لهذا رأى العالم تلك المشاهد اللاإنسانية في شوارع وطرقات المدن و«البلدات» الإيرانية والتي لم تقتصر على الضرب بالأيدي وبالعصي الكهربائية من قبل الشرطة راكبي الدراجات النارية وجر من يقع في أيديهم من المعبرين عن رفضهم للقرار الذي أيده خامنئي بوضوح على الأرض بطرق مهينة والاعتقالات وإنما تجاوز إلى القتل الذي اعتبره «الملالي» حقاً لهم ومباحاً وأصدروا فيه ما يكفي من فتاوى تحلله.
خامنئي خرج على الملأ وأعلن بوضوح بأنه يؤيد قرار الحكومة الإيرانية رفع أسعار المشتقات النفطية ووصف المحتجين والمعبرين عن استيائهم وغضبهم بأنهم «عملاء لأعداء إيران». خامنئي لم يكتفِ بذلك ولكنه أصر على الزيادة واتهم المتظاهرين بالقيام بأعمال التخريب وقال عنهم إنهم مخربون وأشرار ولا يعملون لصالح الوطن. المثير أن خامنئي لم ينتبه إلى التناقض في حديثه حيث قال إلى جانب ذلك أيضاً إن «الغلاء يتسبب في معاناة الشعب» ولم يجد هو وروحاني والحكومة مخرجاً من الذي صاروا فيه سوى القول بأن الزيادة ستذهب إلى جيوب الفقراء «يبدو أن هذه نظرية جديدة ملخصها مداواة حاجة الفقراء بالتضييق على أمثالهم»!
المثير أيضا ًأن خامنئي وروحاني وكل المسؤولين في النظام الإيراني لم يهتموا للمعلومة التي أكدوها هم أنفسهم عن وجود 60 مليون إيراني مستحق للإعانة، لم يهتموا بهذه المعلومة رغم أنها تدينهم ورغم أنها تدخل في باب الفضيحة، فأن يقوموا بصرف ثروة الشعب الإيراني على امتلاك وتطوير الأسلحة والصواريخ وتمويل ودعم الميليشيات الإرهابية في كل مكان والتدخل في شؤون الجيران ورفع الشعارات المهايطة بتحرير فلسطين ثم يقولوا إنهم لا يمتلكون ما يكفي من المال لتقليل أعداد العائلات الإيرانية الفقيرة وخفض عدد المواطنين المحتاجين ولو بمقدار مليون واحد على مدى أربعين سنة هي فترة استيلائهم على مقدرات الشعب الإيراني فإن في هذا فضيحة ما بعدها فضيحة.
أيضاً لم يتردد النظام الإيراني عن اللجوء إلى خيار قطع الإنترنت عن كل إيران رغم أنه ظل ينتقد الدول التي تلجأ إلى قطعه عن بعض المناطق في بعض الساعات بشدة ويعتبره ضعفاً من حكوماتها واعتداء على حقوق الإنسان.
كل ما كان يعتبره النظام الإيراني خطأ وغير مقبول عمله في الدول الأخرى في حالة خروج الناس في مظاهرات للتعبير عن مطالبهم وآلامهم حلله لنفسه، بل وصل الأمر به إلى أن دعا خامنئي نفسه «المعنيين للحفاظ على الأمن والقيام بواجبهم»!