البعض، وهم ليسوا قليلين، كما إنهم ليسوا كثيرين، تدور جل حياتهم في فلك الوظيفة. فهم يقضون ساعات طويلة في العمل بعد انتهاء وقت الدوام الرسمي. ثم يحملون ما تبقى من أعمالهم إلى المنزل ليسهروا ساعات إضافية لإنجاز ما تبقى من العمل. بعض هؤلاء يرتبطون بانشغالات رسمية، أو مجالات إنجاز أخرى تستهلك قسطاً كبيراً من وقتهم. هؤلاء يحددون مواعيدهم الاجتماعية ويضبطون مناسباتهم ودورة حياتهم وحياة المقربين منهم بمواعيد العمل والإنجاز والارتباطات الرسمية.
حين تطلب منهم وقتاً للقاء رسمي أو خاص. أو حين تشترك معهم في موضوع ما. فإن أكثر جملة يرددونها على مسامعك ومسامع غيرك: «ليس لدي وقت». إنهم عالقون في أزمة الوقت كالأسرى تماماً. وعلاقتهم بالوقت علاقة مزدوجة. إنهم يديرونه، ربما بكفاءة عالية،... لكنهم لا يمتلكونه. فالوقت حليفهم في كثير من الأحيان. ينجزون فيه أضعاف ما يستطيع غيرهم إنجازه. ويتخطون به كثيرين من الذين انطلقوا معهم في نقطة البداية. لذلك، فإن واحدة من الإيجابيات التي تحفزهم على الاستمرار في أسلوب حياتهم هو الشعور العظيم بالإنجاز والتميز الذي يتفاهمون به مع أزمة الوقت. ولكن خارج منظومة العمل والالتزامات، فإن الوقت يصير ضنيناً عليهم شحيحاً، لا يبقي لهم الكثير.
هل يستحق العمل الالتزامات العديدة أن نمنحهم كل الوقت، حتى يسرقنا الوقت؟
في الضفة الأخرى قوم آخرون، يفضلون قضاء وقت أطول لممارسة حياتهم الشخصية ومتعتهم عن أي تميز وإنجاز. إنهم ينصرفون من أعمالهم في تمام الوقت، ويغلقون هواتفهم الجوالة بعد مواعيد الدوام وفي الإجازات ويستخدمون أرقام هواتف أخرى لحياتهم الخاصة. هؤلاء يمتلكون قدرة ذهنية عالية الكفاءة في الفصل التام بين العمل والالتزامات والحياة الخاصة. فيرفضون اختراق نقاشات قضايا العمل أثناء التجمعات الاجتماعية الخاصة، أو الرحلات أو في السفر أو في أي لقاء ومناسبة غير رسميين. هؤلاء لا يمتلكون رصيد إنجازات أو قائمة إنجازات إضافية. بل إنهم يسخرون من هذا التفكير. فالحياة في نظرهم أقصر بكثير من أن نحبسها في سجن الالتزامات ونواجه صنوف عذاب هذا السجن من توتر وقلق وإهمال للأسرة والصحة والرفاق. كذلك، فإنهم يرون أن الإنجاز فرض كفاية وليس فرض عين. وقد سقط عن بقية أفراد المجتمع في ظل وجود من جندوا أنفسهم وأوقفوا حياتهم من أجل الإنجازات.
في واقع الأمر، إنك ستقابل هذين الصنفين في حياتك العملية والشخصية. وستستمتع بمنطق كلا الطرفين. وسيدهشك انسجامهما وتصالحهما مع ذاتيهما ومع محيطهما، برغم كل المنغصات التي سيواجهها الطرفان. فالصنف الأول المنشغل بالإنجاز سيواجه العتب الكبير من أسرته ورفاقه نتيجة تخليه عنهم في أغلب الأوقات. وربما يعاني من بعض التوترات الصحية والنفسية من شدة الضغوطات، لكنه يواجه كل ذلك بالسعادة والراحة النفسية التي يخلقها في نفسه الانشغال الدائم. أما الفئة الأخرى فإنهم قد يتأخرون في التسلسل الوظيفي. وقد يواجهون مشكلات مهنية عديدة. أو مشكلات مالية نتيجة تأخرهم في الوضع الوظيفي. ولكن السعادة التي يتمتعون بها والإحاطة الاجتماعية الدائمة التي يقضون فيها أغلب أوقاتهم، تغنيهم عما سبق.
فمن أي فئة أنت؟
حين تطلب منهم وقتاً للقاء رسمي أو خاص. أو حين تشترك معهم في موضوع ما. فإن أكثر جملة يرددونها على مسامعك ومسامع غيرك: «ليس لدي وقت». إنهم عالقون في أزمة الوقت كالأسرى تماماً. وعلاقتهم بالوقت علاقة مزدوجة. إنهم يديرونه، ربما بكفاءة عالية،... لكنهم لا يمتلكونه. فالوقت حليفهم في كثير من الأحيان. ينجزون فيه أضعاف ما يستطيع غيرهم إنجازه. ويتخطون به كثيرين من الذين انطلقوا معهم في نقطة البداية. لذلك، فإن واحدة من الإيجابيات التي تحفزهم على الاستمرار في أسلوب حياتهم هو الشعور العظيم بالإنجاز والتميز الذي يتفاهمون به مع أزمة الوقت. ولكن خارج منظومة العمل والالتزامات، فإن الوقت يصير ضنيناً عليهم شحيحاً، لا يبقي لهم الكثير.
هل يستحق العمل الالتزامات العديدة أن نمنحهم كل الوقت، حتى يسرقنا الوقت؟
في الضفة الأخرى قوم آخرون، يفضلون قضاء وقت أطول لممارسة حياتهم الشخصية ومتعتهم عن أي تميز وإنجاز. إنهم ينصرفون من أعمالهم في تمام الوقت، ويغلقون هواتفهم الجوالة بعد مواعيد الدوام وفي الإجازات ويستخدمون أرقام هواتف أخرى لحياتهم الخاصة. هؤلاء يمتلكون قدرة ذهنية عالية الكفاءة في الفصل التام بين العمل والالتزامات والحياة الخاصة. فيرفضون اختراق نقاشات قضايا العمل أثناء التجمعات الاجتماعية الخاصة، أو الرحلات أو في السفر أو في أي لقاء ومناسبة غير رسميين. هؤلاء لا يمتلكون رصيد إنجازات أو قائمة إنجازات إضافية. بل إنهم يسخرون من هذا التفكير. فالحياة في نظرهم أقصر بكثير من أن نحبسها في سجن الالتزامات ونواجه صنوف عذاب هذا السجن من توتر وقلق وإهمال للأسرة والصحة والرفاق. كذلك، فإنهم يرون أن الإنجاز فرض كفاية وليس فرض عين. وقد سقط عن بقية أفراد المجتمع في ظل وجود من جندوا أنفسهم وأوقفوا حياتهم من أجل الإنجازات.
في واقع الأمر، إنك ستقابل هذين الصنفين في حياتك العملية والشخصية. وستستمتع بمنطق كلا الطرفين. وسيدهشك انسجامهما وتصالحهما مع ذاتيهما ومع محيطهما، برغم كل المنغصات التي سيواجهها الطرفان. فالصنف الأول المنشغل بالإنجاز سيواجه العتب الكبير من أسرته ورفاقه نتيجة تخليه عنهم في أغلب الأوقات. وربما يعاني من بعض التوترات الصحية والنفسية من شدة الضغوطات، لكنه يواجه كل ذلك بالسعادة والراحة النفسية التي يخلقها في نفسه الانشغال الدائم. أما الفئة الأخرى فإنهم قد يتأخرون في التسلسل الوظيفي. وقد يواجهون مشكلات مهنية عديدة. أو مشكلات مالية نتيجة تأخرهم في الوضع الوظيفي. ولكن السعادة التي يتمتعون بها والإحاطة الاجتماعية الدائمة التي يقضون فيها أغلب أوقاتهم، تغنيهم عما سبق.
فمن أي فئة أنت؟