قبل أيام معدودات، في لقاء جميل جمعني مع بعض الأخوة والأخوات الرفاق من الشباب، في أجواء شتوية جميلة وإطلالة رائعة على بحر قلعة البحرين، دارت بيننا كثير من الأحاديث الشيقة في الصناعة السينمائية والذكاء الاصطناعي والأبراج والرياضة والتغذية، كانت بمثابة مقتطفات لمشروعات للمناقشة والبحث، إلى جانب الحديث عن مغامرة جميلة يجري الإعداد لها في كواليسنا. ولأن عددنا كان قد تجاوز العشرة بقليل، فقد حظينا بثراء وتنوع في الأفكار والآراء والموضوعات قيد المناقشة، ولكننا وجدنا واحداً من أهم الموضوعات التي فرضت نفسها في ثنايا الحديث عن الذكاء الاصطناعي والإعلام والرياضة بل وكذلك التغذية والبيئة، مسائل تتعلق بالتخطيط الاستراتيجي، فكل تلك المجالات، لكي تبرز فيها مجتمعات معينة، وليكون أبناء تلك المجتمعات على مستوى من الثقافة المنعكسة على الممارسة مشكلة أنماط حياة جديدة في تعاطيها مع التغذية الصحية مثلاً والرياضة كأسلوب حياة والإعلام كمادة خاضغة للمناقشة والتحليل بدلاً من التعاطي معها كمادة من المسلمات والحقائق، كل تلك الموضوعات كان يغيب عنها -بينما كننا نناقش أبعادها- عنصر التخطيط الاستراتيجي، التخطيط الذي يهيئ الأرضية الملائمة في المجتمع لقبول أي فكرة عبر رفع نسبة الوعي والوقوف على أهمية هذه المجالات في حياتنا وانعكاساتها، حديث كهذا كان يجرنا إلى السياسة جراً، ولكننا أبينا أن ننزلق في منحدراتها وقررنا أن ننعم براحة البال وعلى مستوى من الحرية لاتخاذ قرار الانعتاق من أغلال السياسة التي باتت تطوقنا من كل جانب.
ولكن، وكما يبدو لي، فإن مسألة التخطيط الاستراتيجي في كل المجالات، حتى في الرياضة والتغذية، إنما هي شكل من أشكال السياسة، ولذلك لا مناص من الإشارة إليها، فنحن واقعون في هذا الباب بدرجة ما شئنا أم أبينا، ولكن لربما لدينا فرصة انتقاء درجات التوغل في هذا المجال لكي لا نقع في مستنقعاته أو نتعرض لحالات التيه في دهاليزه. لا علينا، فحديثنا اليوم عن التخطيط الاستراتيجي، ولربما من المؤسف حقاً أننا في مجتمع وإقليم يسعى جاهداً لمواكبة المستجدات العالمية في كثير من المجالات ولكن على نحو متخبط، وبنظام الهبة أو التقليعة، صحيح أن إعلام المجتمعات الغربية يعمل أيضاً بنظام التقليعة، ولكن مختبراتها ومراكزها ومؤسساتها المتخصصة، تعمل بجد وتفانٍ وفق خطط مدروسة ومناهج مقررة، وبخطٍ موازٍ هي ماضية في أبحاثها ودراساتها كل في مجاله لرفد العمل والإنتاج بكل ما هو جديد وبالابتكارات المفيدة، فنجد في الإعلام الغربي يشار إلى موضوع ما، ثم يختفي لسنوات، ثم يخرج للملأ منجز مبهر يهز العالم، بينما اعتدنا في الوطن العربي أن نتعاطى مع المجالات والعلوم وفق نظام «هوي هوي يا ناقتي»، ومن ثم نقتل الناقة خلسة ونأكل لحمها قبل أن تنجب لنا نوقاً جديدة..!!
* اختلاج النبض:
إننا فقط بحاجة لمراكز متخصصة في التخطيط، تعمل على وضع خطط ملزمة في التنفيذ، لا خطط شكلية كما نجدها في أغلب المؤسسات، فمن خلال متابعتي لبعض المؤسسات، تسعى بعضها لتنفيذ البرامج والمشاريع التي يزعم أنها تخدم الخطط، ولكنها في حقيقة الأمر تبذل قصارى جهدها في عناوين براقة للبرامج بما يتسق مع الخطة مع خواء المحتوى الفعلي وعدم إيلائه أي اهتمام. إنما هو جرس إنذار لمراجعة الوضع العام للتخطيط.
{{ article.visit_count }}
ولكن، وكما يبدو لي، فإن مسألة التخطيط الاستراتيجي في كل المجالات، حتى في الرياضة والتغذية، إنما هي شكل من أشكال السياسة، ولذلك لا مناص من الإشارة إليها، فنحن واقعون في هذا الباب بدرجة ما شئنا أم أبينا، ولكن لربما لدينا فرصة انتقاء درجات التوغل في هذا المجال لكي لا نقع في مستنقعاته أو نتعرض لحالات التيه في دهاليزه. لا علينا، فحديثنا اليوم عن التخطيط الاستراتيجي، ولربما من المؤسف حقاً أننا في مجتمع وإقليم يسعى جاهداً لمواكبة المستجدات العالمية في كثير من المجالات ولكن على نحو متخبط، وبنظام الهبة أو التقليعة، صحيح أن إعلام المجتمعات الغربية يعمل أيضاً بنظام التقليعة، ولكن مختبراتها ومراكزها ومؤسساتها المتخصصة، تعمل بجد وتفانٍ وفق خطط مدروسة ومناهج مقررة، وبخطٍ موازٍ هي ماضية في أبحاثها ودراساتها كل في مجاله لرفد العمل والإنتاج بكل ما هو جديد وبالابتكارات المفيدة، فنجد في الإعلام الغربي يشار إلى موضوع ما، ثم يختفي لسنوات، ثم يخرج للملأ منجز مبهر يهز العالم، بينما اعتدنا في الوطن العربي أن نتعاطى مع المجالات والعلوم وفق نظام «هوي هوي يا ناقتي»، ومن ثم نقتل الناقة خلسة ونأكل لحمها قبل أن تنجب لنا نوقاً جديدة..!!
* اختلاج النبض:
إننا فقط بحاجة لمراكز متخصصة في التخطيط، تعمل على وضع خطط ملزمة في التنفيذ، لا خطط شكلية كما نجدها في أغلب المؤسسات، فمن خلال متابعتي لبعض المؤسسات، تسعى بعضها لتنفيذ البرامج والمشاريع التي يزعم أنها تخدم الخطط، ولكنها في حقيقة الأمر تبذل قصارى جهدها في عناوين براقة للبرامج بما يتسق مع الخطة مع خواء المحتوى الفعلي وعدم إيلائه أي اهتمام. إنما هو جرس إنذار لمراجعة الوضع العام للتخطيط.