يعكف العاملون في مجال «الاصطناعي» على دراسة الدماغ البشري عصبياً، واتخاذه نموذجاً للمحاكاة الإلكترونية والتقنية، ومن ذلك حقق الذكاء الاصطناعي قفزته النوعية مؤخراً في مستوى الإتقان والمحاكاة البشرية للروبوتات، ولكننا اليوم أمام نوع مختلف من الأجهزة التي يجري العمل عليها، إذ لم يبحث علماء الأعصاب والتقنيون عن امتيازات الدماغ البشرية الهائلة لمحاولة إعادة تمثيلها في تقنياتهم وحسب، بل عكفوا على دراسة آلية عمل الأعصاب والدماغ في عمليات النسيان الطبيعية التي تميز البشر.
ربما يظن البعض أن أبحاثاً كهذه قد أجريت للبحث عن مسببات النسيان في الدماغ البشري وبالتالي البحث عن سبل مقاومتها وتنشيط الذاكرة لتحتفظ بكل ما يمر عليها دون تضييع لأي معلومة، كما تفعل الحواسيب تماماً، ولعله سبب مقنع جداً للدراسة والبحث. وقد يظن آخرون، أن الدراسة جاءت في إطار التعرف على عمليات النسيان في الدماغ البشري لإجراء تدخل علاجي ما في بعض الأحيان يستهدف نوعاً محدداً من الذكريات وإفراغ الدماغ منه لما قد تتسبب به هذه الذكرى من مضاعفات وأذى على الإنسان، أو لاستخدامات أمنية معينة بغية التخلص من معلومات سرية معينة اطلع عليها قصداً أو دون قصد بعض الأشخاص، وهو الأمر الذي جرت معالجته في كثير من الأفلام الأمريكية للجنود العائدين من حرب أفغانستان، بل جرت معالجته أكثر للجنود العائدين من الكويت في تحريرها من الغزو الصدامي الغاشم في تسعينيات القرن المنصرم، إذ كانت تجرى عمليات جراحية للجنود الذين يعودون بوضع نفسي سيء وبنزعات عدوانية وانتقامية، تستهدف الذكريات في أدمغتهم، وبالتحديد ذكريات الحرب التي خاضوها، ليصحو الجندي من تخديره وكأن تجربة كهذه لم تمر عليه قط.
المثير بشأن الدراسات التي تجرى اليوم في إطار الذاكرة والنسيان في الدماغ البشري، أنها لم تستهدف إجراءات أمنية معينة، ولا أبعاداً نفسية أرادت من خلالها الحفاظ على السلامة العقلية والنفسية للفرد إلى جانب ضمان ألاّ يضر ذلك بالمجتمع المحيط بهؤلاء الأفراد وحسب، فالدراسات جاءت للعمل على اختراع جهاز يحاكي في نشاطه العصبي الدماغ البشري بما في ذلك عمليات النسيان وفقدان المعلومات التي لا يجري استخدامها أو تداولها لمدة طويلة.
* اختلاج النبض:
أتساءل عن جدوى بذل هذه الجهود الضخمة في صناعة جهاز كهذا، فالتفوق الذي نبحث عنه نحن بني البشر أن نطور قدرات ذاكرتنا وهو الأمر الذي راهن عليه كثير من العلماء بإمكانية زرع شرائح في الدماغ لتقوم بهذا الدور، أما مسألة محاكاة العقل البشري بإفقاد الحواسيب معلوماتها في عصر المعلومات وحروبها، فتلك مسألة غير منطقية على الإطلاق، ما تجعل الأمر إما عبثي تهدر من خلاله الأموال والجهود، وإما مثير للريبة لما قد يحققه من غايات كامنة لم يكشف عنها بعد..!!!
ربما يظن البعض أن أبحاثاً كهذه قد أجريت للبحث عن مسببات النسيان في الدماغ البشري وبالتالي البحث عن سبل مقاومتها وتنشيط الذاكرة لتحتفظ بكل ما يمر عليها دون تضييع لأي معلومة، كما تفعل الحواسيب تماماً، ولعله سبب مقنع جداً للدراسة والبحث. وقد يظن آخرون، أن الدراسة جاءت في إطار التعرف على عمليات النسيان في الدماغ البشري لإجراء تدخل علاجي ما في بعض الأحيان يستهدف نوعاً محدداً من الذكريات وإفراغ الدماغ منه لما قد تتسبب به هذه الذكرى من مضاعفات وأذى على الإنسان، أو لاستخدامات أمنية معينة بغية التخلص من معلومات سرية معينة اطلع عليها قصداً أو دون قصد بعض الأشخاص، وهو الأمر الذي جرت معالجته في كثير من الأفلام الأمريكية للجنود العائدين من حرب أفغانستان، بل جرت معالجته أكثر للجنود العائدين من الكويت في تحريرها من الغزو الصدامي الغاشم في تسعينيات القرن المنصرم، إذ كانت تجرى عمليات جراحية للجنود الذين يعودون بوضع نفسي سيء وبنزعات عدوانية وانتقامية، تستهدف الذكريات في أدمغتهم، وبالتحديد ذكريات الحرب التي خاضوها، ليصحو الجندي من تخديره وكأن تجربة كهذه لم تمر عليه قط.
المثير بشأن الدراسات التي تجرى اليوم في إطار الذاكرة والنسيان في الدماغ البشري، أنها لم تستهدف إجراءات أمنية معينة، ولا أبعاداً نفسية أرادت من خلالها الحفاظ على السلامة العقلية والنفسية للفرد إلى جانب ضمان ألاّ يضر ذلك بالمجتمع المحيط بهؤلاء الأفراد وحسب، فالدراسات جاءت للعمل على اختراع جهاز يحاكي في نشاطه العصبي الدماغ البشري بما في ذلك عمليات النسيان وفقدان المعلومات التي لا يجري استخدامها أو تداولها لمدة طويلة.
* اختلاج النبض:
أتساءل عن جدوى بذل هذه الجهود الضخمة في صناعة جهاز كهذا، فالتفوق الذي نبحث عنه نحن بني البشر أن نطور قدرات ذاكرتنا وهو الأمر الذي راهن عليه كثير من العلماء بإمكانية زرع شرائح في الدماغ لتقوم بهذا الدور، أما مسألة محاكاة العقل البشري بإفقاد الحواسيب معلوماتها في عصر المعلومات وحروبها، فتلك مسألة غير منطقية على الإطلاق، ما تجعل الأمر إما عبثي تهدر من خلاله الأموال والجهود، وإما مثير للريبة لما قد يحققه من غايات كامنة لم يكشف عنها بعد..!!!