حديثنا عن استنساخ الذكريات الخميس الفائت -والذي وقفنا فيه على استنساخ ذكريات الحيوانات الأليفة لتعزيز تجربة الاستنساخ بالكامل على المستويين الجسدي والمعنوي - لم يكن مسألة جديدة على المخيلة البشرية وتوقعاتها، فقد تناول فيلم الخيال العلمي «Anon»، الذي تم إنتاجه العام الماضي، معالجة واسعة ومخيفة للذكريات في عقولنا كبشر. الفيلم من بطولة «كليف أوين Clive Owen»، و»أماندا سيفريد Amanda Seyfride»، تناول الكثير من المضامين الغريبة ولكنها ليست مستحيلة، فبعض ما تم تقديمه من أفكار قد تحقق نسبياً، وماضٍ نحو التحقق بشكله النهائي الذي تم استعراضه، وربما قد توصل علماء التقنية حالياً لتلك التقنيات التي تناولها الفيلم، ولكنها ما زالت تحضر أو تحضر الجماهير لاستقبالها.
في كثير من المقالات السابقة – لمن يتابع مقالاتي – وقفت على خاصية التعرف على الوجوه في كثير من الأجهزة بدءاً بالأجهزة الذكية التي تطلب بصمة الوجه للدخول إليها، ووصولاً إلى بصمة الوجه في الأجهزة الأمنية عند المطارات ومداخل الدول، فضلاً عن الأجهزة التي انتشرت في شوارع كثير من الدول والمدن للتعرف على الأفراد وإن كانوا ضمن الحشود.
في مقالات سابقة أيضاً تحدثت عن تقنيات لقراءة الأفكار، ونجاح العلماء في الاختبارات التي تم إجراؤها في هذا السياق، وكيف أن هذا الأمر يحمل في طياته آفاقاً إيجابية وسلبية للمستقبل، فبقدر ما تتيح هذه التقنية فرصة التواصل الفعال لمن تمنعهم أسباب صحية عن ذلك، كالشلل والصم والبكم، بقدر ما يشكل فرصة سانحة لانتهاك خصوصية الأفراد حتى في تلك الأفكار التي يسرونها في أنفسهم ولا يبوحون بها لأحد، ما يعني أنهم مراقبون حتى في تفكيرهم، وهو أمر مزعج للغاية، والحذر منه لكي لا تنتهك خصوصيتنا، قد يفضي لانتهاك خصوصية أكبر، تتمثل في تقييد تفكيرنا ومحاولتنا السيطرة عليه على الدوام لكي لا نقع يوماً ضحية أفكارنا.
الفيلم الذي أتحدث عنه اليوم تناول مجموعة من المضامين المتعلقة بتقنيات مختلفة، وجمعها كلها في بوتقة واحدة ترفع من معدل خطورتها على الأفراد، ولك أن تتخيل أن يتصفح أحدهم عقلك كما يشاء، ليس من خلال الفكرة التي تدور في عقلك في هذه اللحظة، بل الغوص في أعمق أعماق حياتك وأفكارك وذكرياتك، لنسخها أو الاطلاع عليها. لك أن تتخيل أن يفتح أحدهم ملفات ذاكرتك دون إذن منك، فيعرض عليه فيلماً كاملاً عن مشاهداتك في مواقع عدة، وأنت في العمل، أو السيارة، أو في غرفة نومك، وربما وأنت في دورة المياه- أجلك الله.!! نعم، بل وتحديد ذلك بمقياس زمني محدد، ليرصد من خلاله ما مررت به بالضبط، ومن جالسته، وفيمَ تحدثتم، وتفاصيل ديكور المكان من حولك وغيرها من التفاصيل الكثيرة.
* اختلاج النبض:
فيلم Anon واحد من الأفلام الخطيرة والهامة في آن، التي تبوح لك بمستقبل منتهك لا مناص لك منه، ولا تدري حتى اللحظة كيف تحصن نفسك منه بما يكفي. المضامين في هذا الفيلم كثيرة، ولنا معه وقفات عدة في قادم الأيام؛ فترقبونا.
في كثير من المقالات السابقة – لمن يتابع مقالاتي – وقفت على خاصية التعرف على الوجوه في كثير من الأجهزة بدءاً بالأجهزة الذكية التي تطلب بصمة الوجه للدخول إليها، ووصولاً إلى بصمة الوجه في الأجهزة الأمنية عند المطارات ومداخل الدول، فضلاً عن الأجهزة التي انتشرت في شوارع كثير من الدول والمدن للتعرف على الأفراد وإن كانوا ضمن الحشود.
في مقالات سابقة أيضاً تحدثت عن تقنيات لقراءة الأفكار، ونجاح العلماء في الاختبارات التي تم إجراؤها في هذا السياق، وكيف أن هذا الأمر يحمل في طياته آفاقاً إيجابية وسلبية للمستقبل، فبقدر ما تتيح هذه التقنية فرصة التواصل الفعال لمن تمنعهم أسباب صحية عن ذلك، كالشلل والصم والبكم، بقدر ما يشكل فرصة سانحة لانتهاك خصوصية الأفراد حتى في تلك الأفكار التي يسرونها في أنفسهم ولا يبوحون بها لأحد، ما يعني أنهم مراقبون حتى في تفكيرهم، وهو أمر مزعج للغاية، والحذر منه لكي لا تنتهك خصوصيتنا، قد يفضي لانتهاك خصوصية أكبر، تتمثل في تقييد تفكيرنا ومحاولتنا السيطرة عليه على الدوام لكي لا نقع يوماً ضحية أفكارنا.
الفيلم الذي أتحدث عنه اليوم تناول مجموعة من المضامين المتعلقة بتقنيات مختلفة، وجمعها كلها في بوتقة واحدة ترفع من معدل خطورتها على الأفراد، ولك أن تتخيل أن يتصفح أحدهم عقلك كما يشاء، ليس من خلال الفكرة التي تدور في عقلك في هذه اللحظة، بل الغوص في أعمق أعماق حياتك وأفكارك وذكرياتك، لنسخها أو الاطلاع عليها. لك أن تتخيل أن يفتح أحدهم ملفات ذاكرتك دون إذن منك، فيعرض عليه فيلماً كاملاً عن مشاهداتك في مواقع عدة، وأنت في العمل، أو السيارة، أو في غرفة نومك، وربما وأنت في دورة المياه- أجلك الله.!! نعم، بل وتحديد ذلك بمقياس زمني محدد، ليرصد من خلاله ما مررت به بالضبط، ومن جالسته، وفيمَ تحدثتم، وتفاصيل ديكور المكان من حولك وغيرها من التفاصيل الكثيرة.
* اختلاج النبض:
فيلم Anon واحد من الأفلام الخطيرة والهامة في آن، التي تبوح لك بمستقبل منتهك لا مناص لك منه، ولا تدري حتى اللحظة كيف تحصن نفسك منه بما يكفي. المضامين في هذا الفيلم كثيرة، ولنا معه وقفات عدة في قادم الأيام؛ فترقبونا.