رافقت الشعر العربي منذ كينونته أدوات لغوية رائعة، فهو يتميز بالشاعرية والقوة اللغوية والتي جاءت لتعبر عن المشاعر، وذلك من خلال المحسنات البديعية الرائعة والأساليب الجميلة والاستعارات المكنية المتوازنة، ولكن كيف نحكم أن هذه القصيدة جميلة وهذه غير جميلة؟ وكيف نعي بالجمال الذي يكون بين السطور ولا يفسر؟
رغم أنّ المفاهيم الجمالية التي عرفتها النصوص الشعرية الإبداعية العربية تكاد تكون بتنوعها بعدد بصمات أصابع بني البشر إلا أن الشاعر العربي لجأ منذ عصر الجاهلية إلى البيان بكل تفرعاته ليتناول المعنى مداورة، كما وضح الناقد الكبير «عبدالقادر الجرجاني» الذي يرى «أن مرحلة المعنى في الأدب يتكوّن منها علم المعاني ومن مرحلة معنى المعنى يتكون علم البيان».
إن الزخرفة اللفظية التي لجأ إليه الشعراء العرب زادت كميتها في النص الشعري العربي في العصر العباسي، حيث إن الزخرفة في البناء والأشكال في ذلك العصر انعكست بشكل كبير على الشعر.
اهتم الشعر العربي قديماً وبطريقة فطرية بالإيقاع والوزن والموسيقى الداخلية النابعة من تلك الحروف المتناسقة في الأداء وبعلاقة الكلمات ببعضها وفقاً لعملية النظم والتركيب اللغوي والتي أفاض فيها النحوي عبدالقاهر الجرجاني.
ونرى أيضاً استخدام الشعراء العرب الأساطير في نصوصهم، كما قال النابغة الذبياني «أضحتْ خلاءً، وأضحى أهلها احتملوا أخنى عليها الذي أخنى على لُبَدِ».
ولا ننسى أكثر الشعراء لجوءاً إلى الأساطير الشاعر بدر شاكر السياب كما في «عشتار وتموز، سربروس في بابل، وأسطورة ميدوزا، حيث كان الغرض من هذه الأساطير تكثيف الداخل الإنساني بالأحاسيس الأولى والتي تولد الدهشة ومحاولة الاختراق والكشف فبتالي يؤدي بذلك الشعر مهمته الأولى.
وهناك أيضاً الأداء الملحمي على الشعر العربي والذي يتقارب من الأساطير، ولولا سيطرة القافية على الشعر العربي القديم وخصائص القافية التي لا تسمح بطول القصيدة، لوجدنا اليوم ملاحم عظيمة في الشعر العربي، فالملاحم على الرغم من أنها طويلة إلا أنها تروي أحداثاً جسيمة بكل تفاصيلها.
ما أجمل الشعر العربي عندما يرنو إلى الخيال الجامح فنشعر بكل تفاصيله، وما أجمل أثر المكان الذي يعيش فيه الشاعر والذي يلعب دوراً كبيراً في إلهامه، فبلاد اليونان بكثافة تلونها الطبيعي وكيف ألهمت شعراءها الأدب الملحمي، أما سكان الصحراء العرب كان نتاجهم الشعري يتميز بنمط واحد وهو المادية والرؤية المباشرة للأشياء، كما يصف الشاعر حبيبته بالمهاة أو الغزالة، وكما قال تميم بن مقبل العامري «ما أطيب العيش لو أن الفتى حجر» وكما قال امرؤ القيس في الحصان «كجملود صخر حطّه السيل من علِ».
وعلى الرغم من أن الشعر أساسه التمرد إلا أن للشعر رسالة وهي استفزاز الإنسان من خلال اكتناز كل الأزمنة في لحظة الشعر الأولى فينتقل إلى الزمن الذي لم يأتِ بعد، ومن خلال تلك القصيدة بدلالاتها وإيحاءاتها وصورها ورموزها تنقل الكثافة الشعورية المتولدة داخل الإنسان إلى وجدان المتلقي والجمهور الذي يكون حاضراً دائماً في وجدان الشاعر.
وخلاصة القول، ليس هناك إبداع في النص الشعري إلا بوجود عناصره الثلاثة، المبدع والنص والمتلقي، ومتى ما كانت مساحة الحرية متاحة في القصيدة نجح مضمونها ووصلت رسالتها، فالحرية هي التي تحدد مناطق اللغة الشعرية في فكر الشاعر، وبالتالي تصبح كتابة الشعر مسؤولية لا تكون من أجل العاشق والمعشوق، بل أوسع بكثير كما كان الشعر العربي قديماً، وخصوصاً أن جغرافية الشاعر بعد الكتابة مرتبطة بأرواح المتلقين حتى وإن أصبحوا في زمن آخر.
رغم أنّ المفاهيم الجمالية التي عرفتها النصوص الشعرية الإبداعية العربية تكاد تكون بتنوعها بعدد بصمات أصابع بني البشر إلا أن الشاعر العربي لجأ منذ عصر الجاهلية إلى البيان بكل تفرعاته ليتناول المعنى مداورة، كما وضح الناقد الكبير «عبدالقادر الجرجاني» الذي يرى «أن مرحلة المعنى في الأدب يتكوّن منها علم المعاني ومن مرحلة معنى المعنى يتكون علم البيان».
إن الزخرفة اللفظية التي لجأ إليه الشعراء العرب زادت كميتها في النص الشعري العربي في العصر العباسي، حيث إن الزخرفة في البناء والأشكال في ذلك العصر انعكست بشكل كبير على الشعر.
اهتم الشعر العربي قديماً وبطريقة فطرية بالإيقاع والوزن والموسيقى الداخلية النابعة من تلك الحروف المتناسقة في الأداء وبعلاقة الكلمات ببعضها وفقاً لعملية النظم والتركيب اللغوي والتي أفاض فيها النحوي عبدالقاهر الجرجاني.
ونرى أيضاً استخدام الشعراء العرب الأساطير في نصوصهم، كما قال النابغة الذبياني «أضحتْ خلاءً، وأضحى أهلها احتملوا أخنى عليها الذي أخنى على لُبَدِ».
ولا ننسى أكثر الشعراء لجوءاً إلى الأساطير الشاعر بدر شاكر السياب كما في «عشتار وتموز، سربروس في بابل، وأسطورة ميدوزا، حيث كان الغرض من هذه الأساطير تكثيف الداخل الإنساني بالأحاسيس الأولى والتي تولد الدهشة ومحاولة الاختراق والكشف فبتالي يؤدي بذلك الشعر مهمته الأولى.
وهناك أيضاً الأداء الملحمي على الشعر العربي والذي يتقارب من الأساطير، ولولا سيطرة القافية على الشعر العربي القديم وخصائص القافية التي لا تسمح بطول القصيدة، لوجدنا اليوم ملاحم عظيمة في الشعر العربي، فالملاحم على الرغم من أنها طويلة إلا أنها تروي أحداثاً جسيمة بكل تفاصيلها.
ما أجمل الشعر العربي عندما يرنو إلى الخيال الجامح فنشعر بكل تفاصيله، وما أجمل أثر المكان الذي يعيش فيه الشاعر والذي يلعب دوراً كبيراً في إلهامه، فبلاد اليونان بكثافة تلونها الطبيعي وكيف ألهمت شعراءها الأدب الملحمي، أما سكان الصحراء العرب كان نتاجهم الشعري يتميز بنمط واحد وهو المادية والرؤية المباشرة للأشياء، كما يصف الشاعر حبيبته بالمهاة أو الغزالة، وكما قال تميم بن مقبل العامري «ما أطيب العيش لو أن الفتى حجر» وكما قال امرؤ القيس في الحصان «كجملود صخر حطّه السيل من علِ».
وعلى الرغم من أن الشعر أساسه التمرد إلا أن للشعر رسالة وهي استفزاز الإنسان من خلال اكتناز كل الأزمنة في لحظة الشعر الأولى فينتقل إلى الزمن الذي لم يأتِ بعد، ومن خلال تلك القصيدة بدلالاتها وإيحاءاتها وصورها ورموزها تنقل الكثافة الشعورية المتولدة داخل الإنسان إلى وجدان المتلقي والجمهور الذي يكون حاضراً دائماً في وجدان الشاعر.
وخلاصة القول، ليس هناك إبداع في النص الشعري إلا بوجود عناصره الثلاثة، المبدع والنص والمتلقي، ومتى ما كانت مساحة الحرية متاحة في القصيدة نجح مضمونها ووصلت رسالتها، فالحرية هي التي تحدد مناطق اللغة الشعرية في فكر الشاعر، وبالتالي تصبح كتابة الشعر مسؤولية لا تكون من أجل العاشق والمعشوق، بل أوسع بكثير كما كان الشعر العربي قديماً، وخصوصاً أن جغرافية الشاعر بعد الكتابة مرتبطة بأرواح المتلقين حتى وإن أصبحوا في زمن آخر.