لطالما ظننا أن العين هي التي ترى، فيما أنه في حقيقة الأمر، العقل هو الذي يرى عبر الجهاز البصري وبوابته العين، فبيولوجياً هناك ما يدعى «عين العقل» المتواجدة في أجزاء عميقة جداً في الدماغ «أسفل القشرة الجديدة أو حيث توجد مراكز الإدراك».
ولتفسير الأمر أكثر، كان علينا ملياً الوقوف على مفهوم القشرة الجديدة ودورها في الدماغ، فهي واحدة من ستة أجزاء للقشرة المخية المكونة من الخلايا العصبية، وتعد الطبقات الست هذه واحدة من أهم ما يميز الإنسان عن باقي الكائنات على وجه الأرض، ويشار أيضاً إلى أن «القشرة الجديدة تعتبر مستودع تخزين ذاكرة معقد،... يتم تقسيم البيانات التي يتم استلامها كمدخل من الأجهزة الحسية خلال القشرة المخية».
التفاصيل في الموضوع كثيرة ومعقدة، ولكني أود الوقوف أيضاً على المعلومة القائلة بأن «الخطأ في ترشيح البيانات الحسية المقسّمة من القشرة المخية يمكن أن يؤدي إلى أن يرى المرء شيئاً ما غير متوافق مع الحقيقة أو يشعر به أو يسمعه أو يتعرض له».
ما جعلني أبحث عن «عين العقل»، تداولها في فيلم الإثارة والخيال العلمي «Anon»، وهو فيلم بريطاني روائي كتبه وأخرجه أندرو نيكول، إذ تعرض الفيلم في أحد جوانبه –وكنا قد تحدثنا أمس عن أحدها- إلى مفهوم عين العقل، وكيف أن تلك العين مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بصناعة الذكريات عبر ما يمر على البصر، ولكن الجديد الغريب الذي تناوله الفيلم هو ما يسعى إيلون ماسك حالياً لترجمته عبر أبحاثه التي يسعى لتطبيقها على البشرية، والمتمثلة بغرس الشرائح الإلكترونية في عقل البشر. كيف ذلك؟!!
إن واحدة من الإشكاليات التي تحدثنا عنها في وقت سابق حول مشروع ماسك لا تكمن في انتهاك خصوصية العقول وحسب، وإن كانت وحدها سبب كافٍ لإيقافها، بل كان ما يخشى عليه من العقول هو إمكانية اختراقها، وبالتالي تسيير الإنسان والسيطرة على سلوكه وممارساته، بمعنى إحداث خلل في القشرة المخية –كما أشرنا أعلاه– بما يؤدي إلى أن يرى المرء ما ليس حقيقياً وكأنه أمر حقيقي، أو يسمع أو يحس، حسب الخلل الذي يتم إجراؤه من قبل المخترقين.
في الفيلم كان يجري اختراق عقول الضحايا في جرائم عقل عبر القشرة المخية والتلاعب بأبصارهم وما يرونه أمام أعينهم، بل وربطهم بعين القاتل، ليروا أنفسهم قبل القتل من زاوية نظر القاتل نفسها، بحيث يعمي أبصارهم من خلال هذا الاختراق عن رؤيته والتعرف عليه «أي القاتل». صحيح أن الضحية ستكون في عداد الموتى وليس هناك شهود على الجريمة، ولكن في ظل تصفح الذكريات الذي أشرنا إليه أمس، أصبح من السهل الدخول إلى سجلات الذكريات للضحايا والتعرف على آخر من تمت مشاهدته خلال عملية القتل للتعرف على القاتل، ما يجعل هذا الاختراق ضرورياً.
* اختلاج النبض:
إننا أمام عالم جريمة مختلف، واختراق مخيف للعقول يتحكم برؤيتنا وكذلك بسلوكنا في بعض الأحيان، ورغم أن ما يعرضه الفيلم لا يجاوز خيالاً علمياً، إلاَّ أن الخيالات العلمية كانت الخطوة الأولى نحو التقنيات الحديثة كلها أو تمهيداً جاداً لها، فلنا أن نترقب ذلك المستقبل القريب، ونبحث في أمان العقول أكثر.
ولتفسير الأمر أكثر، كان علينا ملياً الوقوف على مفهوم القشرة الجديدة ودورها في الدماغ، فهي واحدة من ستة أجزاء للقشرة المخية المكونة من الخلايا العصبية، وتعد الطبقات الست هذه واحدة من أهم ما يميز الإنسان عن باقي الكائنات على وجه الأرض، ويشار أيضاً إلى أن «القشرة الجديدة تعتبر مستودع تخزين ذاكرة معقد،... يتم تقسيم البيانات التي يتم استلامها كمدخل من الأجهزة الحسية خلال القشرة المخية».
التفاصيل في الموضوع كثيرة ومعقدة، ولكني أود الوقوف أيضاً على المعلومة القائلة بأن «الخطأ في ترشيح البيانات الحسية المقسّمة من القشرة المخية يمكن أن يؤدي إلى أن يرى المرء شيئاً ما غير متوافق مع الحقيقة أو يشعر به أو يسمعه أو يتعرض له».
ما جعلني أبحث عن «عين العقل»، تداولها في فيلم الإثارة والخيال العلمي «Anon»، وهو فيلم بريطاني روائي كتبه وأخرجه أندرو نيكول، إذ تعرض الفيلم في أحد جوانبه –وكنا قد تحدثنا أمس عن أحدها- إلى مفهوم عين العقل، وكيف أن تلك العين مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بصناعة الذكريات عبر ما يمر على البصر، ولكن الجديد الغريب الذي تناوله الفيلم هو ما يسعى إيلون ماسك حالياً لترجمته عبر أبحاثه التي يسعى لتطبيقها على البشرية، والمتمثلة بغرس الشرائح الإلكترونية في عقل البشر. كيف ذلك؟!!
إن واحدة من الإشكاليات التي تحدثنا عنها في وقت سابق حول مشروع ماسك لا تكمن في انتهاك خصوصية العقول وحسب، وإن كانت وحدها سبب كافٍ لإيقافها، بل كان ما يخشى عليه من العقول هو إمكانية اختراقها، وبالتالي تسيير الإنسان والسيطرة على سلوكه وممارساته، بمعنى إحداث خلل في القشرة المخية –كما أشرنا أعلاه– بما يؤدي إلى أن يرى المرء ما ليس حقيقياً وكأنه أمر حقيقي، أو يسمع أو يحس، حسب الخلل الذي يتم إجراؤه من قبل المخترقين.
في الفيلم كان يجري اختراق عقول الضحايا في جرائم عقل عبر القشرة المخية والتلاعب بأبصارهم وما يرونه أمام أعينهم، بل وربطهم بعين القاتل، ليروا أنفسهم قبل القتل من زاوية نظر القاتل نفسها، بحيث يعمي أبصارهم من خلال هذا الاختراق عن رؤيته والتعرف عليه «أي القاتل». صحيح أن الضحية ستكون في عداد الموتى وليس هناك شهود على الجريمة، ولكن في ظل تصفح الذكريات الذي أشرنا إليه أمس، أصبح من السهل الدخول إلى سجلات الذكريات للضحايا والتعرف على آخر من تمت مشاهدته خلال عملية القتل للتعرف على القاتل، ما يجعل هذا الاختراق ضرورياً.
* اختلاج النبض:
إننا أمام عالم جريمة مختلف، واختراق مخيف للعقول يتحكم برؤيتنا وكذلك بسلوكنا في بعض الأحيان، ورغم أن ما يعرضه الفيلم لا يجاوز خيالاً علمياً، إلاَّ أن الخيالات العلمية كانت الخطوة الأولى نحو التقنيات الحديثة كلها أو تمهيداً جاداً لها، فلنا أن نترقب ذلك المستقبل القريب، ونبحث في أمان العقول أكثر.