لو كان ما كشفت عنه صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أخيراً عن «استغلال إيران الفوضى المستمرة في العراق لبناء ترسانة خفية من الصواريخ الباليستية قصيرة المدى في العراق.. كجزء من جهد متزايد لمحاولة تخويف الشرق الأوسط وتأكيد قوتها» دقيقاً فإن هذا يعني أنه آن الأوان لوضع حد لممارسات النظام الإيراني في المنطقة وفي العراق على وجه الخصوص، فأن يتم نقل الصواريخ والأسلحة من إيران ونصبها وتخزينها في العراق مسألة لا تهدد أمن العراق وحده وإنما تهدد كل المنطقة، فتلك الصواريخ والأسلحة على اختلافها لم تنقل إلى هناك للزينة، والمنطق يقول بأن إيران تستعد لتنفيذ هجمات من خارج أراضيها كي تتمكن من نفي أي اتهام لها في هذا الخصوص... ولا بأس لو تحمل العراق العقوبات.
من حق إيران أن تدافع عن نفسها ومن حقها أن تكون على استعداد لمواجهة تهديدات الولايات المتحدة التي أعادت بناء وجودها العسكري في الشرق الأوسط وعلى استعداد لصد الهجمات على ناقلات النفط والمنشآت النفطية، لكن ليس من حقها أبداً أن تستغل العراق مثل هذا الاستغلال البشع وتضعه في دائرة الاتهام وتجعله يتلقى الضربات بدلاً عنها.
العراق قادر على الدفاع عن نفسه وهو بلد مختلف كثيراً عن إيران التي يبدو أنها صارت -بسبب النظام المسيطر على السلطة فيها - تؤمن بأن دورها في الحياة يتلخص في نشر الأذى والتخريب، وصارت تؤمن بأن العراق تابع لها وأن من حقها أن تحوله إلى مخزن أسلحة وتنصب فيه الصواريخ وتدفع به ليتلقى الضربات.
وجود إيران في العراق يرفضه الشعب العراقي كله باستثناء أولئك الذين تمكن النظام الإيراني من إيهامهم بأنه المدافع عن الشيعة العرب وأن مصيرهم إن لم يؤمنوا به وينقادوا له، النار، والأكيد هو أن المظاهرات التي خرجت قبل أيام في بغداد رفضاً لما يحدث في العراق لا تعني أن المشاركين فيها موافقون على التواجد الإيراني في بلادهم، فالعراقيون لا يقبلون الانقياد لمن دمر وطنهم وقتل نصف مليون إنسان منهم، ولا لأي دولة أخرى، وهم قادرون على مشكلاتهم بأنفسهم وبالطريقة التي يرونها.
لو أن إيران تريد مساعدة العراق وخدمته حقاً فليس عليها سوى مغادرته والتوقف عن التدخل في شؤونه، فالعراق بلد عربي ولا يمكن أن يتحول في يوم من الأيام وتحت أي ظرف إلى تابع للفرس ولا يمكن أن يقبل من يعينهم على ابتزاز ثروات الشعب العراقي، وإلا لما ثار على من يعتقد أنهم موالون لإيران وينفذون أجندتها.
الفوضى الحاصلة في العراق لا تعطي إيران الحق في الاستفادة من ذلك، فإيران في نظر العراقيين – باستثناء أولئك المهووسين بالنظام الإيراني والمستفيدين منه – عدو عانوا منه طويلاً وقاسوا بسببه الكثير ولا يمكن أن يقبلوا به أو بمن هو تابع له، وما يشهده العراق هذه الفترة هو باختصار ثورة ضد النظام الإيراني الذي هو للأسف متحكم اليوم في كثير من مفاصل هذا البلد العربي الأصيل.
ليس بين المراقبين للشأن الإيراني والعراقي وبين من يعرف تفكير النظام الإيراني من يشك في صحة المعلومات التي كشفت عنها تلك الصحيفة، فهذا النظام لا يأتي منه سوى الأذى ولا يعرف غير التدخل في شؤون الآخرين، ولا يهمه ما يجري على غيره لو كانت له في ذلك مصلحة فمن دون هذا ينتهي سريعاً ويزول.
من الأمور التي ينبغي أن يصر الشعب العراقي عليها معرفة الأماكن التي خزن فيها النظام الإيراني أسلحته والمناطق التي نصب فيها الصواريخ بغية توريط العراق وأن يصر على محاسبة كل من تعاون مع هذا النظام في تنفيذ هذه الجريمة.
{{ article.visit_count }}
من حق إيران أن تدافع عن نفسها ومن حقها أن تكون على استعداد لمواجهة تهديدات الولايات المتحدة التي أعادت بناء وجودها العسكري في الشرق الأوسط وعلى استعداد لصد الهجمات على ناقلات النفط والمنشآت النفطية، لكن ليس من حقها أبداً أن تستغل العراق مثل هذا الاستغلال البشع وتضعه في دائرة الاتهام وتجعله يتلقى الضربات بدلاً عنها.
العراق قادر على الدفاع عن نفسه وهو بلد مختلف كثيراً عن إيران التي يبدو أنها صارت -بسبب النظام المسيطر على السلطة فيها - تؤمن بأن دورها في الحياة يتلخص في نشر الأذى والتخريب، وصارت تؤمن بأن العراق تابع لها وأن من حقها أن تحوله إلى مخزن أسلحة وتنصب فيه الصواريخ وتدفع به ليتلقى الضربات.
وجود إيران في العراق يرفضه الشعب العراقي كله باستثناء أولئك الذين تمكن النظام الإيراني من إيهامهم بأنه المدافع عن الشيعة العرب وأن مصيرهم إن لم يؤمنوا به وينقادوا له، النار، والأكيد هو أن المظاهرات التي خرجت قبل أيام في بغداد رفضاً لما يحدث في العراق لا تعني أن المشاركين فيها موافقون على التواجد الإيراني في بلادهم، فالعراقيون لا يقبلون الانقياد لمن دمر وطنهم وقتل نصف مليون إنسان منهم، ولا لأي دولة أخرى، وهم قادرون على مشكلاتهم بأنفسهم وبالطريقة التي يرونها.
لو أن إيران تريد مساعدة العراق وخدمته حقاً فليس عليها سوى مغادرته والتوقف عن التدخل في شؤونه، فالعراق بلد عربي ولا يمكن أن يتحول في يوم من الأيام وتحت أي ظرف إلى تابع للفرس ولا يمكن أن يقبل من يعينهم على ابتزاز ثروات الشعب العراقي، وإلا لما ثار على من يعتقد أنهم موالون لإيران وينفذون أجندتها.
الفوضى الحاصلة في العراق لا تعطي إيران الحق في الاستفادة من ذلك، فإيران في نظر العراقيين – باستثناء أولئك المهووسين بالنظام الإيراني والمستفيدين منه – عدو عانوا منه طويلاً وقاسوا بسببه الكثير ولا يمكن أن يقبلوا به أو بمن هو تابع له، وما يشهده العراق هذه الفترة هو باختصار ثورة ضد النظام الإيراني الذي هو للأسف متحكم اليوم في كثير من مفاصل هذا البلد العربي الأصيل.
ليس بين المراقبين للشأن الإيراني والعراقي وبين من يعرف تفكير النظام الإيراني من يشك في صحة المعلومات التي كشفت عنها تلك الصحيفة، فهذا النظام لا يأتي منه سوى الأذى ولا يعرف غير التدخل في شؤون الآخرين، ولا يهمه ما يجري على غيره لو كانت له في ذلك مصلحة فمن دون هذا ينتهي سريعاً ويزول.
من الأمور التي ينبغي أن يصر الشعب العراقي عليها معرفة الأماكن التي خزن فيها النظام الإيراني أسلحته والمناطق التي نصب فيها الصواريخ بغية توريط العراق وأن يصر على محاسبة كل من تعاون مع هذا النظام في تنفيذ هذه الجريمة.