تهنئة لكل أهل البحرين بدءاً بجلالة الملك حفظه الذي شاركنا الفرحة بأمره بالإجازة، ومروراً بكل من ساهم وله يد في هذا النجاح، وصولاً إلى الجمهور الذي تكبد العناء من أجل اسم البحرين.
إنما كيف تعبر عن سيول وفيضانات المشاعر بقطرات الحروف؟ كيف تصف لحظة انتزعتك انتزاعاً من وقار عمرك وأطلقت طفلك المخزون؟
هل أبدأ بالمشاهد المضحكة المبكية والمفرحة التي لا تعد ولا تحصى، كلنا كنا كذلك البحريني الذي وقف يصرخ في حكم المباراة وهو عند شاشة التلفزيون في بيته يهدده بالضرب إن لم يصفر، فما بين هدف الرميحي وصفارة الحكم سبع وعشرون دقيقة وثوانٍ مرت كالدهر حبست أنفاس كل أهل البحرين، كانوا يصرخون على الحكم كأنه يسمعهم «صفّر صفّر ذبحتنا خلاص» وما إن صفّر نسي الشيخ عمره ونسي ركبه التي تؤلمه ونسي ألم ظهره وسقط عن العجوز حجابها وتقافز الصغار كعناقيد الفرح، والبيت كله اختلطت الصرخات فيه «باليباب» أي الزغاريد وحملت الأطفال على الأكتاف وامتزجت الدموع بالضحكات.
أم أبدأ بسؤال اللاعبين هل يعرفون ماذا فعلوا بنا؟ كيف أخرجوا مارد الفرح من قمقمنا؟ هل يعلمون أنهم جمعوا قرانا ومدننا، سنتنا وشيعتنا ونجحوا في رفع علم البحرين على بيوتنا على حد سواء واستطاعوا أن يجمعوا بالكرة ما فرقته السياسة؟
أيدرون أن الفرح كان بحرينياً بامتياز من شمال البحرين إلى جنوبها، من غربها إلى شرقها خرج البحرينيون يرقصون فرحاً، إنها أجمل المشاهد على الإطلاق، وما ذلك إلا لأن الفريق كان «كفاءة» بامتياز يلعب فيه من يستحق بلا وساطات وتدخل، وهنا انتصرت البحرين. هذا درس وطني للجميع أثبتت فيه الدولة أنها حين تعطي الفرصة للكفاءة الجميع يجني الثمار، وحين تقدر الدولة من يعطيها دون تفرقة وتمنح الفرص للكفاءات بلا تمييز يرتفع اسم الوطن، وأثبت فيه البحرينيون أنهم إخوة وأحبة طالما الأرض والدولة وقانونها ودستورها وعلمها قواسم تجمعنا.
جميع اللاعبين كانوا أبطالاً بلا منازع، قدموا عرضاً جميلاً مشرّفاً تستحقه البحرين، لهذا ترد لهم البحرين وفاءهم بوفاء وتقديرهم بتقدير وعطاء، وهذه هي القاعدة التي يجب أن تسود الوطن، يقدر من يقدره، يحترم من يحترمه، يعطي من أعطاه. الوطن واحد للجميع وبقدر عطائك تستحق أن تعامل، حقوق ومعها واجبات، التزامات تقدمها لوطنك ولك مثلها مكافآت.
دروس منحتها لنا هذه الدورة من كأس الخليج أحدها وهو مكانة البحرينيين عند أهل الخليج، لأول مرة يفرح المهزوم بالمنتصر، وهذا حصاد غرس وزرع أجيالنا السابقة يمتد إلى الآن، هذا ما حصده أهل البحرين بأخلاقهم وطيبتهم وكرمهم وحبهم للناس. فرحة أهل الخليج جميعهم بلا استثناء بنا هو النصر وهو الفخر لنا وهو ثمرة تمسكنا بـ»سنعنا» وأخلاقنا العالية، والطيب لا يجني إلا الطيب ولله الحمد.
درس الوفاء للكبار أظهر معدن أهل البحرين الأصيل حين لم ينسوا شيخ الكرة الشيخ عيسى بن راشد الذي كان محط أنظار أهل الخليج كلهم يهنئونه وفاء له وعرفاناً بفضله، إذ لطالما أسعدهم وانتظروه حباً وشغفاً بحديثه عن ذكرياته مع الكرة.
درس يعلم أثر التحفيز وتقوية العزم عند الشباب بدل التحبيط وهدم النفوس، كان وصفة النجاح التي استطاع الشيخ ناصر أن يسقيها لكل لاعب وإداري وفني بل وكل مشجع للمنتخب البحريني، ودرس يعلم فن الإدارة عند الشيخ علي بن خليفة وعند -وهذا ما يجب أن يذكر- الشيخ خالد بن سلمان الذي أعطى للكفاءة فرصة وبناء تم من أسفل الهرم بدلاً من التركيز على رأس الهرم فقط.
آخر الدروس وهي كلمة حق تقال لأهلنا في قطر، أننا ومنذ بداية الأزمة القطرية لم ولن نقبل المساس بهم كشعب وسنظل هكذا، وأثبت أهلنا في قطر بكرمهم وحسن استقبالهم ووفادتهم للفرق الخليجية أننا سنبقى دائماً أهلاً وأحبة.
صحيح هي مجرد كرة وما هي سوى لعبة ولكن رمزيتها هي ما نتعلق به، ومعناها وأثرها هو ما نتمسك به، هي الساحرة في النهاية.. إنها كرة القدم.
فرحة فوز الوطن بلعبة لها شعبية كاسحة ككرة القدم بعد طول انتظار كمن حرم من الأبوة حتى كاد أن يهرم ثم رزقه الله ابناً كفلقة القمر... اللهم اجعل أيامنا فرحاً وجملها بعودة الأمير خليفة بن سلمان سالماً معافى، واجعل أعيادنا الوطنية فرحاً لا ينتهي، ومبرووووووووك لنا جميعاً.
إنما كيف تعبر عن سيول وفيضانات المشاعر بقطرات الحروف؟ كيف تصف لحظة انتزعتك انتزاعاً من وقار عمرك وأطلقت طفلك المخزون؟
هل أبدأ بالمشاهد المضحكة المبكية والمفرحة التي لا تعد ولا تحصى، كلنا كنا كذلك البحريني الذي وقف يصرخ في حكم المباراة وهو عند شاشة التلفزيون في بيته يهدده بالضرب إن لم يصفر، فما بين هدف الرميحي وصفارة الحكم سبع وعشرون دقيقة وثوانٍ مرت كالدهر حبست أنفاس كل أهل البحرين، كانوا يصرخون على الحكم كأنه يسمعهم «صفّر صفّر ذبحتنا خلاص» وما إن صفّر نسي الشيخ عمره ونسي ركبه التي تؤلمه ونسي ألم ظهره وسقط عن العجوز حجابها وتقافز الصغار كعناقيد الفرح، والبيت كله اختلطت الصرخات فيه «باليباب» أي الزغاريد وحملت الأطفال على الأكتاف وامتزجت الدموع بالضحكات.
أم أبدأ بسؤال اللاعبين هل يعرفون ماذا فعلوا بنا؟ كيف أخرجوا مارد الفرح من قمقمنا؟ هل يعلمون أنهم جمعوا قرانا ومدننا، سنتنا وشيعتنا ونجحوا في رفع علم البحرين على بيوتنا على حد سواء واستطاعوا أن يجمعوا بالكرة ما فرقته السياسة؟
أيدرون أن الفرح كان بحرينياً بامتياز من شمال البحرين إلى جنوبها، من غربها إلى شرقها خرج البحرينيون يرقصون فرحاً، إنها أجمل المشاهد على الإطلاق، وما ذلك إلا لأن الفريق كان «كفاءة» بامتياز يلعب فيه من يستحق بلا وساطات وتدخل، وهنا انتصرت البحرين. هذا درس وطني للجميع أثبتت فيه الدولة أنها حين تعطي الفرصة للكفاءة الجميع يجني الثمار، وحين تقدر الدولة من يعطيها دون تفرقة وتمنح الفرص للكفاءات بلا تمييز يرتفع اسم الوطن، وأثبت فيه البحرينيون أنهم إخوة وأحبة طالما الأرض والدولة وقانونها ودستورها وعلمها قواسم تجمعنا.
جميع اللاعبين كانوا أبطالاً بلا منازع، قدموا عرضاً جميلاً مشرّفاً تستحقه البحرين، لهذا ترد لهم البحرين وفاءهم بوفاء وتقديرهم بتقدير وعطاء، وهذه هي القاعدة التي يجب أن تسود الوطن، يقدر من يقدره، يحترم من يحترمه، يعطي من أعطاه. الوطن واحد للجميع وبقدر عطائك تستحق أن تعامل، حقوق ومعها واجبات، التزامات تقدمها لوطنك ولك مثلها مكافآت.
دروس منحتها لنا هذه الدورة من كأس الخليج أحدها وهو مكانة البحرينيين عند أهل الخليج، لأول مرة يفرح المهزوم بالمنتصر، وهذا حصاد غرس وزرع أجيالنا السابقة يمتد إلى الآن، هذا ما حصده أهل البحرين بأخلاقهم وطيبتهم وكرمهم وحبهم للناس. فرحة أهل الخليج جميعهم بلا استثناء بنا هو النصر وهو الفخر لنا وهو ثمرة تمسكنا بـ»سنعنا» وأخلاقنا العالية، والطيب لا يجني إلا الطيب ولله الحمد.
درس الوفاء للكبار أظهر معدن أهل البحرين الأصيل حين لم ينسوا شيخ الكرة الشيخ عيسى بن راشد الذي كان محط أنظار أهل الخليج كلهم يهنئونه وفاء له وعرفاناً بفضله، إذ لطالما أسعدهم وانتظروه حباً وشغفاً بحديثه عن ذكرياته مع الكرة.
درس يعلم أثر التحفيز وتقوية العزم عند الشباب بدل التحبيط وهدم النفوس، كان وصفة النجاح التي استطاع الشيخ ناصر أن يسقيها لكل لاعب وإداري وفني بل وكل مشجع للمنتخب البحريني، ودرس يعلم فن الإدارة عند الشيخ علي بن خليفة وعند -وهذا ما يجب أن يذكر- الشيخ خالد بن سلمان الذي أعطى للكفاءة فرصة وبناء تم من أسفل الهرم بدلاً من التركيز على رأس الهرم فقط.
آخر الدروس وهي كلمة حق تقال لأهلنا في قطر، أننا ومنذ بداية الأزمة القطرية لم ولن نقبل المساس بهم كشعب وسنظل هكذا، وأثبت أهلنا في قطر بكرمهم وحسن استقبالهم ووفادتهم للفرق الخليجية أننا سنبقى دائماً أهلاً وأحبة.
صحيح هي مجرد كرة وما هي سوى لعبة ولكن رمزيتها هي ما نتعلق به، ومعناها وأثرها هو ما نتمسك به، هي الساحرة في النهاية.. إنها كرة القدم.
فرحة فوز الوطن بلعبة لها شعبية كاسحة ككرة القدم بعد طول انتظار كمن حرم من الأبوة حتى كاد أن يهرم ثم رزقه الله ابناً كفلقة القمر... اللهم اجعل أيامنا فرحاً وجملها بعودة الأمير خليفة بن سلمان سالماً معافى، واجعل أعيادنا الوطنية فرحاً لا ينتهي، ومبرووووووووك لنا جميعاً.