تعرف قيمة وطنك عندما تسافر للخارج.. عندما تكتشف وأنت هناك وقد مرت عليك الأيام حتى وإن كانت مليئة بالمغامرات والبرامج الترفيهية وتقضي خلالها إجازة سعيدة هانئة أنه فعلاً «يا شوق اللي إذا أبعدت يناديني».

أنت تشتاق لهذه الأرض مهما بعدت عنها لأنها هويتك وكل معالمك.. لأنها تاريخك وقطعة من القلب.. تدرك عزك ونعمة انتمائك لها وأنت تلمح شعور المغتربين وألمهم لان الغربة عن الوطن والرحيل عنه بغصة الألم والحزن على حاله وهو ضائع بين أيدي العصابات الإجرامية والإرهابية تدمير كامل لنفسيتك أنت من الداخل! هذا ما تكتشفه وأنت تلمح معاناة الشعوب من حولك التي فقدت أوطانها وضاعت بوصلة الأمن والاستقرار فيها.

عندما تحتاط أمنياً وأنت مسافر وتحرص على أن لا تتجه إلى بعض الأماكن بمفردك ليلاً وأن هناك خوفاً من الاتجاه إلى إحدى المناطق التي قد تكون معرضة لهجمات إرهابية أو أعمال شغب أو هناك أماكن ومناطق في دول يحظر التجول فيها ليلاً لأنك قد تتعرض للسرقة والاختطاف حتى وإن كثفت الأجهزة الأمنية فيها دوريات الشرطة فهي بؤرة للعصابات والمشردين تدرك نعمة الأمن والاستقرار والأمان التي ننعم بها كبحرينيين على أرضنا الطيبة، بل أن هناك مناطق في دول إن أردت السفر إليها عليك أن تقوم باستئجار «حارس أمن» يسير معك في الأماكن التي تود استكشافها حرصاً على سلامتك.. تدرك وقتها نعمة أنه باستطاعتك الخروج ليلاً وأنت آمن.. نعمة أنك تستطيع ركن سيارتك بالخارج وأنت تدرك أنها لن تتعرض للتخريب أو السرقة كما يحدث في بعض الدول حيث من المحال أن يترك الشخص سيارته دون وضعها في «كراج» ليلاً بسبب العصابات الموجودة في منطقته والتي «تعبت» الأجهزة الأمنية من اعتقالهم ويئست من إصلاحهم.. إن منزلك لن يتعرض للاقتحام والسرقة كما يحدث في دول عديدة يضطر المواطن فيها إلى تركيب أجهزة أمنية وتقنية عالية المستوى وبين كل وقت وآخر عليه باستبدالها مواكبة للتقنيات المتطورة والمحدثة لدى اللصوص و»يا دوب يلحق».. إن أطفالك في غرفهم آمنين لن يختطفهم أحد ويفتح النافذة ليلاً متسللاً ويأخذهم عنك ثم يبتزك مالياً أو قد لا تراهم للأبد لأنه يتم بيعهم لعصابات الاتجار بالبشر..

عندما ترى شعوب العالم وتخالطهم تكتشف أننا فعلاً أطيب شعب وأننا نمتلك نعم عديدة لا تحصى ولله الحمد وأننا شعب منفتح على الآخرين وأنك كما يروى عنا بالأغاني «يقول أنت عزيز الراس وأهلك من أعز الناس.. يقول أنت بحريني!!».

عندما يكتشف أحدهم أنك بحريني فيقول لك «الله.. حيا الله أهل البحرين أهل الطيب والله انتو أطيب ناس»، فتفرح لأن هذا ما نشتهر به بالخارج أننا أطيب ناس!! وعندما يمازحك بالقول «كيف بحريني وما يبت لنا حلوى ومتاي؟»، فتدرك أننا أهل كرم وسخاء وأننا مشهورون بالضيافة وإكرام الآخرين والجود كما أننا مشهورون بالتجارة، ولنا تاريخ كبير في هذا الميدان على مستوى المنطقة فنحن بلد المليون نخلة وبلد اللؤلؤ وموطن التجارة ومقصد التجار ودليل ذلك الإحياء والمناطق القديمة بالمحرق والمنامة التي سكنها العديد من كبار تجار الخليج والمنطقة والعوائل الخليجية.

عندما تتجاذب أطراف الحديث مع أحدهم فيخبرك بأنه يتمنى زيارة البحرين والتعرف على حضاراتها و»يروح يخبرك» أن ما يعرفه عن البحرين بفكرة بسيطة أنها مشهورة بحضارة دلمون ومقابر عالي وأنه لدينا متحف يعرض مخطوطات قرآنية ووثائق نادرة من الواجب زيارته عند زيارة البحرين تدرك وقتها أن وطنك الصغير المساحة صيته كبير بالخارج بتاريخه وإرثه الذي دول عديدة قد تكون كبيرة اقتصادياً وتجارياً لكنها تفتقر لهذا التاريخ والحضارات والأمجاد وأنك فعلاً «بحريني بأمجادك ومجدنا عالي».

عندما تلمح على وسائل التواصل الاجتماعي «طاري» بلدك ومن يقوم عند استعرض معلومات المنطقة وتاريخها باستحضار ريادة البحرين وأنها من أوائل الدول التي فتحت أبواب التطور والتحضر في المنطقة ولها الريادة على المستوى الخليجي فتفخر أننا رواد في العديد من المجالات التنموية كالتعليم والإعلام والرياضة وتمكين المرأة.

عندما يخبرك أحدهم أنك محظوظ لأنك تعيش في كنف قيادة ملكها حليم عطوف لا يرضى على أبناء شعبه ويترك دائماً خط رجعة للمغرر بهم وينتهج منهجية الإصلاحات السياسية من باب الحرص على مستقبلهم ولم يقم يوماً بما تقوم به قيادات بعض الدول من حولنا من ديكتاتورية وتغطرس وهدر الدماء وفق تعامل أمني عنيف وقمعي.. ملك عادل فتح لشعبه مناخات الحرية والحقوق ورغد العيش في أجواء الديمقراطية والمواطنة المسؤولة التي تعد شريكاً أساسياً مع الدولة في صنع القرارات والتشريعات فأولى شعبه معه أن يكون مصدر السلطات.. قيادة حكيمة رئيس وزرائها يتجول بين الأحياء والمناطق ويقوم بالنزول ميدانياً كل فترة لتفقد الناس واحتياجات المناطق ويقوم بلقائهم والسلام عليهم والتفاعل مع كل ما تطرحه الصحافة من قضايا وهموم ومناشدات وإصدار التوجيهات بسرعة مقابل أنهم لا يملحون حتى وزير واحد بوطنهم وقد يعيش العمر كله وهو في مسافة بعيدة جداً تفصله عن قيادته وحتى أن توارد له أنه موجود قد لا يسمح له بالاقتراب منه والسلام عليه أو حتى رؤيته!

نحن شعب محظوظ فعلاً بقيادتنا وتاريخ أرضنا العريق.. لنا عز الانتماء إلى أرض مملكة البحرين وفخر أن نكون من مواطني قيادتها الحكيمة التي لها سجل حافل بالبطولات التاريخية والفتوحات والدفاع عن عروبة المنطقة وشرف سمعة شعبنا الطيب العريق بتاريخه لذا «إذا قالوا لي بحريني أنا أرفع راسي واهتف لك لج عيوني وما أملك».