دعونا من قراءته، ففي الوطن العربي نعاني من أزمة قراءة مستفحلة تحتاج إعادة نظر للبحث عن سبل تشجيع الشعوب على القراءة على غرار مبادرة «تحدي القراءة العربية». ولكن.. من منكم لم يسمع عن كتاب الأب الغني والأب الفقير لمؤلفه روبرت تي. كيوساكي، الذي ذاع صيته في الآفاق؟ فكرة الكتاب باختصار أن جاء يعلمنا ما لم تعلمنا إياه المدارس حول المال، وإدارة المال، وطرق تنميته. عندما كنت طالبة في المدرسة أذكر أنني كنت من الطالبات المهتمات جداً في الأنشطة الطلابية كاللجان الثقافية والإعلامية «الصحافة والإذاعة»، وغيرها، وأحرص على المشاركة في كل فرصة تتيح لي حضور ورشة عمل تنظمها المدرسة أو جهة ما بالتنسيق مع المدرسة، لأحصل على المزيد الذي لا نتعلمه في المناهج، ولكن بإمكاننا الحصول عليه عبر طرق مختلفة عدة داخل مدارسنا، ولكن رغم ذلك كله لم نكن نحظى بالفرص التي بات يتمتع بها طلاب اليوم، ولعلي لاحظت ذلك بشدة وأنا أعكف على تدريب الطلاب في مركز الإعلام الطلابي لست سنوات بذلت فيها قصارى جهدي بمعية زملاء آخرون للتأسيس لفريق إعلامي نفخر به في المستقبل، وكنت وقتها أتساءل، ماذا لو كنت حظيت بنفس الفرصة عندما كنت طالبة في المدرسة؟!! مركز الإعلام الطلابي، لم يكن إلا نموذجاً واحداً أقدمه من مجموعة من الأنشطة المتنوعة التي بات الطالب يستفيد منها بشكل كبير في المدارس، لاسيما إن رافق تلك الفرصة شغف الطالب نفسه واهتمامه، بل تقدم عليها لأنها الأهم حقيقةً.

في كتاب الأب الغني والأب الفقير، تمت الإشارة إلى أن المدارس لم تتناول جانب المال وإدارته، وتلك حقيقة لا جدال عليها، غير أن الفرص التي باتت توفرها إدارة الخدمات الطلابية بوزارة التربية والتعليم، أتاحت للطلاب تعلم ذلك أخيراً، من خلال برنامج التوجيه المهني الجديد الذي يركز على ريادة الأعمال، وكيف يمكن للطالب أن يوظف شغفه لكسب المال عبر خطة مدروسة تقوم على الإخلاص في النية وسمو الرسالة في الحياة من جهة فضلاً عن تقنيات الإدارة المالية وإيجاد الحلول وابتكار المشاريع والأفكار بما يتناسب مع الاهتمامات والميول والقدرات والمواهب. وقد بدأت مجموعة التوجيه المهني بالفعل على تطبيق البرنامج على طلبة المرحلة الإعدادية في الوقت الراهن، للتأسيس لفكر جديد لدى الطلاب يتعلق بريادة الأعمال، بطريقة تسهم في تحريك السوق الاقتصادية البحرينية بمشروعات محلية شبابية، تدعم رؤية البحرين 2030 من جهة، وتتيح للطالب نفسه فرصة النماء والخروج من الدائرة التقليدية في البحث عن عمل تقليدي، إذا ما توفرت فيه الشروط اللازمة للانطلاق للتأسيس لمشروعه الخاص.

* اختلاج النبض:

الدور الذي تضطلع به إدارة الخدمات الطلابية في وزارة التربية والتعليم كبير وضخم جداً، والابتكار في برامجها ومشاريعها باستمرار مكّن الطلاب من التطور في عدد من المجالات المختلفة. كثيرة هي البرامج المبتكرة التي صممتها وتبنتها الإدارة، لعلنا نقف على بعضها في قادم الأيام.