لا يترك مسؤولو النظام الإيراني، كباراً وصغاراً، مناسبة إلا ويكررون فيها مقولة إن «قضايا المنطقة لا تحل إلا بالحوار»، آخرها تصريح الرئيس حسن روحاني قبل أيام لدى مغادرته إلى شرق آسيا حيث يزور ماليزيا واليابان. أما الهدف من تكرار تلك الدعوة فواضح وهو القول بأن دول المنطقة هي التي ترفض الحوار وليس إيران التي يدها ممدودة دائماً (...)، وهو قول يعتقد النظام أنه سيستفيد منه لدى حضور المنتدى حول العالم الإسلامي على مستوى الرؤساء المنعقد في كوالالمبور وتحضره أيضاً تركيا وباكستان وقطر وإندونيسيا وأنه بذلك يؤكد بأن إيران تسلك درب الإسلام المعتدل!
لكن المسؤولين في النظام الإيراني يتحاشون الخوض في أسباب عدم استجابة دول المنطقة لدعواتهم المتكررة للحوار، فلا يذكرون شيئاً عن حالة عدم الثقة التي تسبب نظامهم فيها منذ اليوم الأول الذي تمكنوا فيه من السلطة في إيران بإعلانهم بأنهم سيقومون بتصدير الثورة إلى دول المنطقة، ولا يذكرون شيئا أيضا عن حالة التناقض التي يعيشونها وتتلخص في أنهم يقولون كلاما جميلا ومعسولا لكنهم يناقضونه بأفعالهم وسلوكهم.
لو أن دول المنطقة تثق في النظام الإيراني لما صدت عن دعوات مسؤوليه المتكررة، والأكيد أنها لا يمكن أن تثق فيه بعد كل الذي فعله في السنين الأربعين الماضية وأوله التدخل في شؤونها ودعمه كل مجموعة تعتبر نفسها «مظلومة ومضطهدة وثورية». والحقيقة التي يفترض أن هذا النظام يعرفها جيدا هي أنه حتى الدول الخليجية الثلاث «الكويت وسلطنة عمان وقطر» التي تعتبر أن علاقتها بإيران جيدة لا تثق فيه كما ينبغي، فكيف بالدول الثلاث الأخرى «السعودية والبحرين والإمارات» التي عانت منه طويلا ولا يزال أثر فأسه فيها ظاهرا؟
مشكلة دول المنطقة إجمالا مع النظام الإيراني هي أنها وصلت إلى حد صار صعبا معها الثقة فيه أو إعاد الثقة فيه، حيث الثقة لا يمكن أن تعود بقرار أو برغبة وهي ليست فعل مجاملة وليست فعلا دبلوماسيا. الثقة كما الشرف نقطة، إن ذهبت ما عادت، و»نقطة» النظام الإيراني ولت منذ زمن غير قصير ويمنع عودتها أيضا الأفعال السوداء التي مارسها هذا النظام ولم يتوقف عن ممارستها طوال العقود الأربعة الماضية.
دول المنطقة تعلم ومتيقنة من أن أي حوار قد يجرى مع النظام الإيراني لن يوصل إلى مفيد، فهذا النظام لن يلتزم بأي شيء يتم الاتفاق عليه، أما السبب فبسيط ومعروف وهو أن دستوره يؤكد على التدخل في شؤون دول المنطقة ويعتبر هذا الأمر واجبا شرعيا، والأكيد أنه لن يعمد إلى إحداث أي تغيير يمس هذا في دستوره لأنه يعلم أن أي تغيير فيه سيعطل مشروعه الذي انفضح وصار يعرفه العالم أجمع وهو استعادة الإمبراطورية الفارسية والسيطرة على المنطقة وجعل دولها تابعة له.
الحالة الوحيدة التي يمكن لدول المنطقة أن تثق فيها في إيران هي تغير النظام فيها، فأي نظام جديد يأتي وينتبه إلى الأسباب التي جعلت دول المنطقة لا تثق في نظام الملالي ويعمل على تغيير مواد الدستور التي تقيده وتفرض عليه القيام بدور «المنتصر للمظلومين والمضطهدين.. والمسؤول عن الشيعة في المنطقة والعالم»، يمكن فتح صفحة جديدة معه ومنحه الثقة والبناء عليها. غير هذا لا يمكن منطقاً وواقعاً، فالنظام الإيراني الحالي لا يمكن أن يأتي منه أي خير ولا يمكن الوثوق به وإن أقسم بأغلظ الأيمان.
استمرار مسؤولي النظام الإيراني في الدعوة إلى الحوار وترديد المقولات اللطيفة في هذا الخصوص لا قيمة له لأن كل دول المنطقة تعلم أن تلك الدعوة ليست صادقة وأنها لذر الرماد في العيون.
لكن المسؤولين في النظام الإيراني يتحاشون الخوض في أسباب عدم استجابة دول المنطقة لدعواتهم المتكررة للحوار، فلا يذكرون شيئاً عن حالة عدم الثقة التي تسبب نظامهم فيها منذ اليوم الأول الذي تمكنوا فيه من السلطة في إيران بإعلانهم بأنهم سيقومون بتصدير الثورة إلى دول المنطقة، ولا يذكرون شيئا أيضا عن حالة التناقض التي يعيشونها وتتلخص في أنهم يقولون كلاما جميلا ومعسولا لكنهم يناقضونه بأفعالهم وسلوكهم.
لو أن دول المنطقة تثق في النظام الإيراني لما صدت عن دعوات مسؤوليه المتكررة، والأكيد أنها لا يمكن أن تثق فيه بعد كل الذي فعله في السنين الأربعين الماضية وأوله التدخل في شؤونها ودعمه كل مجموعة تعتبر نفسها «مظلومة ومضطهدة وثورية». والحقيقة التي يفترض أن هذا النظام يعرفها جيدا هي أنه حتى الدول الخليجية الثلاث «الكويت وسلطنة عمان وقطر» التي تعتبر أن علاقتها بإيران جيدة لا تثق فيه كما ينبغي، فكيف بالدول الثلاث الأخرى «السعودية والبحرين والإمارات» التي عانت منه طويلا ولا يزال أثر فأسه فيها ظاهرا؟
مشكلة دول المنطقة إجمالا مع النظام الإيراني هي أنها وصلت إلى حد صار صعبا معها الثقة فيه أو إعاد الثقة فيه، حيث الثقة لا يمكن أن تعود بقرار أو برغبة وهي ليست فعل مجاملة وليست فعلا دبلوماسيا. الثقة كما الشرف نقطة، إن ذهبت ما عادت، و»نقطة» النظام الإيراني ولت منذ زمن غير قصير ويمنع عودتها أيضا الأفعال السوداء التي مارسها هذا النظام ولم يتوقف عن ممارستها طوال العقود الأربعة الماضية.
دول المنطقة تعلم ومتيقنة من أن أي حوار قد يجرى مع النظام الإيراني لن يوصل إلى مفيد، فهذا النظام لن يلتزم بأي شيء يتم الاتفاق عليه، أما السبب فبسيط ومعروف وهو أن دستوره يؤكد على التدخل في شؤون دول المنطقة ويعتبر هذا الأمر واجبا شرعيا، والأكيد أنه لن يعمد إلى إحداث أي تغيير يمس هذا في دستوره لأنه يعلم أن أي تغيير فيه سيعطل مشروعه الذي انفضح وصار يعرفه العالم أجمع وهو استعادة الإمبراطورية الفارسية والسيطرة على المنطقة وجعل دولها تابعة له.
الحالة الوحيدة التي يمكن لدول المنطقة أن تثق فيها في إيران هي تغير النظام فيها، فأي نظام جديد يأتي وينتبه إلى الأسباب التي جعلت دول المنطقة لا تثق في نظام الملالي ويعمل على تغيير مواد الدستور التي تقيده وتفرض عليه القيام بدور «المنتصر للمظلومين والمضطهدين.. والمسؤول عن الشيعة في المنطقة والعالم»، يمكن فتح صفحة جديدة معه ومنحه الثقة والبناء عليها. غير هذا لا يمكن منطقاً وواقعاً، فالنظام الإيراني الحالي لا يمكن أن يأتي منه أي خير ولا يمكن الوثوق به وإن أقسم بأغلظ الأيمان.
استمرار مسؤولي النظام الإيراني في الدعوة إلى الحوار وترديد المقولات اللطيفة في هذا الخصوص لا قيمة له لأن كل دول المنطقة تعلم أن تلك الدعوة ليست صادقة وأنها لذر الرماد في العيون.