ثمة أشخاص يتركون في نفسك أثراً من لقاء بسيط يجمعك بهم، أو من حديث مقتضب، ولكنها لم تكن من تلك الفرص الخاطفة التي نحظى بها في الحياة فتترك فينا أثراً يتحول إلى درس، صحيح أنها مؤثرة ولكنها ليست شخصية عابرة، فلها مكانة مميزة في نفسي رغم أننا مررنا بمراحل تواصل متقطعة زمنياً، ولكن تميزها كان عالقاً في مخيلتي على الدوام –أسأل الله العظيم أن يحفظها من كل مكروه– لن أخبركم من هي، ولكني سأخبركم عنها. ما أثار اهتمامي نحوها، شخصيتها المرحة المحبة للحياة، أسلوب حياتها المتميز في العناية بالصحة والجمال الطبيعي، عفويتها، تلقائيتها، ثقافتها العميقة في قالب بسيط غير متصنع ولا متكلف، جمعتني بها لقاءات متفرقة، في إحدى هذه اللقاءات مؤخراً حدثتني ومجموعة من الرفاق عن أسلوب حياتها، وكيف تعمل على التوفيق بين مجموعة من الأنظمة الصحية المتفرقة لتعيش التوازن في الحياة، متنقلةً في حديثها من الغذاء الصحي إلى الرياضة إلى الصحة النفسية إلى الصحة الروحية أو السمو الروحي إن صح التعبير، وقفت على مفاصل معينة وأشارت إلى أنها صعبة ولكنها ليست مستحيلة وأنها تعمل جاهدة لتحقيقها، بينما اجتازت المراحل الأكثر صعوبة في رأيي.
في حديثها الشيق استوقفني جداً الجزء المتعلق بالصحة النفسية، والتي ترتبط إلى حد ما بالصحة الروحية، وبشكل وثيق بصحة الحياة الاجتماعية، أثار حديثها في نفسي الكثير من التساؤلات لاحقاً حول الحياة الاجتماعية من الداخل، وكيف أننا نغرق أنفسنا أحياناً بكثير من العلاقات التي لا فائدة منها، بل الكثير من العلاقات التي تسلب طاقاتنا وتشتت تركيزنا عن كثير من الأمور المهمة في الحياة، نجامل أكثر مما يجب حتى نجد أننا لم نعد نحن، وأننا لبسنا الرداء الذي أراده لنا المجتمع في مرحلة ما، حديث الصحة النفسية، جعلني أبحر في التفكير متأملة في كنه الحياة من جديد، لأجد أن الطريق الحقيقي إلى الصحة النفسية يأتي من السمو الروحي من جهة ومن ضبط العلاقات الاجتماعية ودوزنتها حسب إيقاعنا الداخلي، لا الإيقاع الخارجي المرتبط بالمجتمع أو البيئة المحيطة، فالتخلي عن بعض العلاقات الفائضة أو التي تستهلكنا أمر في غاية الضرورة لنحافظ على سلامتنا النفسية. لعل موضوع الصحة النفسية ليس من الموضوعات التي يحبذ كثيرون التحدث عنها خيفة الاتهام بالجنون أو بالمرض والتعقيد، ولكننا اليوم نقف على إدارة نفسيتنا بوعي وبالتصالح مع النفس وعزلها عمّا يؤذيها من العالم المحيط.
* اختلاج النبض:
أردت مشاطرتكم الحديث عن أهمية الصحة النفسية لأنها برأيي حجر أساس في تطوير الشخصية، فضلاً عن استقامة الحياة، ذلك أن الجانب النفسي يتحكم إلى حد كبير بصناعة الأفكار التي تقود مساراتنا وخياراتنا في الحياة.
{{ article.visit_count }}
في حديثها الشيق استوقفني جداً الجزء المتعلق بالصحة النفسية، والتي ترتبط إلى حد ما بالصحة الروحية، وبشكل وثيق بصحة الحياة الاجتماعية، أثار حديثها في نفسي الكثير من التساؤلات لاحقاً حول الحياة الاجتماعية من الداخل، وكيف أننا نغرق أنفسنا أحياناً بكثير من العلاقات التي لا فائدة منها، بل الكثير من العلاقات التي تسلب طاقاتنا وتشتت تركيزنا عن كثير من الأمور المهمة في الحياة، نجامل أكثر مما يجب حتى نجد أننا لم نعد نحن، وأننا لبسنا الرداء الذي أراده لنا المجتمع في مرحلة ما، حديث الصحة النفسية، جعلني أبحر في التفكير متأملة في كنه الحياة من جديد، لأجد أن الطريق الحقيقي إلى الصحة النفسية يأتي من السمو الروحي من جهة ومن ضبط العلاقات الاجتماعية ودوزنتها حسب إيقاعنا الداخلي، لا الإيقاع الخارجي المرتبط بالمجتمع أو البيئة المحيطة، فالتخلي عن بعض العلاقات الفائضة أو التي تستهلكنا أمر في غاية الضرورة لنحافظ على سلامتنا النفسية. لعل موضوع الصحة النفسية ليس من الموضوعات التي يحبذ كثيرون التحدث عنها خيفة الاتهام بالجنون أو بالمرض والتعقيد، ولكننا اليوم نقف على إدارة نفسيتنا بوعي وبالتصالح مع النفس وعزلها عمّا يؤذيها من العالم المحيط.
* اختلاج النبض:
أردت مشاطرتكم الحديث عن أهمية الصحة النفسية لأنها برأيي حجر أساس في تطوير الشخصية، فضلاً عن استقامة الحياة، ذلك أن الجانب النفسي يتحكم إلى حد كبير بصناعة الأفكار التي تقود مساراتنا وخياراتنا في الحياة.