تصدرت معزوفة «ابتزاز ترامب للخليجيين مقابل حمايتهم» مبيعات الألحان المنفردة طوال الأعوام الثلاثة الماضية، وقد تجاهل من تطربه تلك النغمة أن ترامب الذي لا يملك تفويضاً بشن الحرب، قد هز أيضاً قلوب رجال طهران بنغمات من تغريداته وقراراته الاقتصادية، لكن ذلك لم يساعد الخليجيين في التخلص من الضغط النفسي الإيراني، كما لم يشفِ غليل الخليجيين قانون قيصر ضد الأسد بعد سحب القوات الأمريكية، ولم تسعد الخليجيين صفقة القرن ولا قول ترامب للصهاينة إنهم قتلة لكنه سيحفظ أمن تل أبيب.
وبعد أن صوت مجلس النواب باتهام ترامب باستغلال السلطة، وانتظار موقف الكونغرس، يحق لنا بعد سيل التناقضات أن نتساءل إن كان بقاء ترامب مصلحة خليجية؟
- تشير متابعات عزل ترامب من قبل من يناهض الخليج إقليمياً ودولياً إلى حماس تحليلاتهم الرغائبية بعزله، ليس كرهاً فيه، بل نكاية بدول الخليج التي بنت علاقات استراتيجية قوية عابرة للتغريدات وللبلطجة اللفظية والتصريحات الترامبية. ومن ذلك القول إن أفول ترامب يعني أن تنهار قلاع الاستبداد والطغيان العربي، وسوف تهتز عروش الانقلابات وداعمي الانقلابات، وكلها مفردات توصف بها الأنظمة الخليجية وتنتقل من فم «أصلع تقدمي» إلى «أشعث مقاوم».
- إن رحيل ترامب يعني كسر ظهر الحزب الجمهوري ووصول الديمقراطيين للسلطة مما يعني وصول «أوباما جديد» يميل لترك الخليج أو التوافق مع طهران، كما أن الديمقراطيين لم يتوقفوا في حملات كبيرهم «جو بايدن» عن مهاجمة التحالف العربي في حرب اليمن وضرورة معاقبة الدول الخليجية المشاركة فيه وقطع السلاح عن بعضها.
- من جانب آخر يجب أن نؤكد أن علاقة أمريكا مع دول الخليج مصلحة استراتيجية أمريكية، فالخليج عند نيكسون هو عقيدة الدعامتين، وأمن الخليج جزء من الأمن القومي الأمريكي كما في عقيدة كارتر التي مازلنا تحت مظلتها. فالعلاقة ليست بين شخصيات المشهد الراهن كما يرى من يعتمد مسارات ضيقة الأفق.
- لا يبدو أن دول الخليج تميل لفقدان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فالخنجر الذي طاله كان قادماً من تسرب تفاصيل فضيحة في أوكرانيا، وكما هو معروف فللرئيس ترامب مشاريع تجارية عدة في دول الخليج وكان بالإمكان جمع هفواته في صفقاته هنا، والكيد له رداً على تصريحاته المستفزة للخليجيين.
- يسكن أسلوب إدارة الرئيس ترامب للبيت الأبيض خارج النصوص الأمريكية المعتادة، لذا بدأ حكمه شاذاً تسهل مهاجمته، في تجاوز لمبدأ السهل الممتنع، فالهجوم على ترامب سهل لكن هزيمته شبه مستحيلة مع وقوف الجمهوريين حول بيرقه، والخوف هو أن يكون ما يجري عقوبة في الشكل ومكافأة في المضمون، فتجاوز ترامب للأزمة شبه مؤكد مما يعني إطلاق العنان لغطرسته كمنتصر، وهنا مربط الفرس، فقد تكون دول الخليج أحد منافذ تنفيس غطرسته.
* بالعجمي الفصيح:
سيبقى ترامب وستواصل تغريداته فجورها وتقواها، وستكون دول الخليج في محتواها. وعلى قياس المثل «وجه تعرفه ولا وجه تنكره»، يبدو أنه أفضل لنا أن نرى «خبل نعرفه ولا خبل ننكره».
* كاتب وأكاديمي كويتي
وبعد أن صوت مجلس النواب باتهام ترامب باستغلال السلطة، وانتظار موقف الكونغرس، يحق لنا بعد سيل التناقضات أن نتساءل إن كان بقاء ترامب مصلحة خليجية؟
- تشير متابعات عزل ترامب من قبل من يناهض الخليج إقليمياً ودولياً إلى حماس تحليلاتهم الرغائبية بعزله، ليس كرهاً فيه، بل نكاية بدول الخليج التي بنت علاقات استراتيجية قوية عابرة للتغريدات وللبلطجة اللفظية والتصريحات الترامبية. ومن ذلك القول إن أفول ترامب يعني أن تنهار قلاع الاستبداد والطغيان العربي، وسوف تهتز عروش الانقلابات وداعمي الانقلابات، وكلها مفردات توصف بها الأنظمة الخليجية وتنتقل من فم «أصلع تقدمي» إلى «أشعث مقاوم».
- إن رحيل ترامب يعني كسر ظهر الحزب الجمهوري ووصول الديمقراطيين للسلطة مما يعني وصول «أوباما جديد» يميل لترك الخليج أو التوافق مع طهران، كما أن الديمقراطيين لم يتوقفوا في حملات كبيرهم «جو بايدن» عن مهاجمة التحالف العربي في حرب اليمن وضرورة معاقبة الدول الخليجية المشاركة فيه وقطع السلاح عن بعضها.
- من جانب آخر يجب أن نؤكد أن علاقة أمريكا مع دول الخليج مصلحة استراتيجية أمريكية، فالخليج عند نيكسون هو عقيدة الدعامتين، وأمن الخليج جزء من الأمن القومي الأمريكي كما في عقيدة كارتر التي مازلنا تحت مظلتها. فالعلاقة ليست بين شخصيات المشهد الراهن كما يرى من يعتمد مسارات ضيقة الأفق.
- لا يبدو أن دول الخليج تميل لفقدان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فالخنجر الذي طاله كان قادماً من تسرب تفاصيل فضيحة في أوكرانيا، وكما هو معروف فللرئيس ترامب مشاريع تجارية عدة في دول الخليج وكان بالإمكان جمع هفواته في صفقاته هنا، والكيد له رداً على تصريحاته المستفزة للخليجيين.
- يسكن أسلوب إدارة الرئيس ترامب للبيت الأبيض خارج النصوص الأمريكية المعتادة، لذا بدأ حكمه شاذاً تسهل مهاجمته، في تجاوز لمبدأ السهل الممتنع، فالهجوم على ترامب سهل لكن هزيمته شبه مستحيلة مع وقوف الجمهوريين حول بيرقه، والخوف هو أن يكون ما يجري عقوبة في الشكل ومكافأة في المضمون، فتجاوز ترامب للأزمة شبه مؤكد مما يعني إطلاق العنان لغطرسته كمنتصر، وهنا مربط الفرس، فقد تكون دول الخليج أحد منافذ تنفيس غطرسته.
* بالعجمي الفصيح:
سيبقى ترامب وستواصل تغريداته فجورها وتقواها، وستكون دول الخليج في محتواها. وعلى قياس المثل «وجه تعرفه ولا وجه تنكره»، يبدو أنه أفضل لنا أن نرى «خبل نعرفه ولا خبل ننكره».
* كاتب وأكاديمي كويتي