لم يكن حديث أمس عن العمل التطوعي عرضياً أو فكرة عابرة، فهو نتاج فكرة أتداولها ومجموعة من الرفاق منذ فترة، وحديث ساخن جمعني معهم حول التطوع بين مؤيد ومعارض، وبين متحمس للإقبال على التجربة وبين منكفئ مكتوٍ بنار بعض التنظيمات الرسمية التي تركت انطباعاً غير محمود في نفس المتطوعين -أفضت لعدولهم عن الاستمرار في العمل التطوعي- دار النقاش للبحث عن مخرج نمارس من خلاله العمل التطوعي دون الانضواء الرسمي تحت تلك التنظيمات التي قد تستغل الجهود أو قد تتسبب في الدخول في مشكلات وخلافات لا شك أن المتطوعين في غنى عنها.
إن التفكير الجاد في العمل التطوعي له لذة خاصة، ومحاولة البحث عن الأفكار في تنفيذ المشاريع أو تقديم الدعم بحدود الإمكانيات المحدودة المتمثلة بجهود بسيطة في وقت محدود، مسألة لم تكن صعبة كما كنا نظن، بل أن قليلاً من العطاء يعني كثيراً من الدعم، ولفتة صغيرة من قبل أفراد المجتمع لفئاته الخاصة تعني لديهم الكثير، ومن هنا بدأت تتوارد الأفكار واحدة تلو الأخرى، واستعاد الشباب حماستهم، أي الأفكار يقبلون عليها وما هي آلية التنفيذ والمشاركة.
من النقاط المهمة التي استوقفتني طرح شيق وهام لأحد الزملاء، من أصحاب التجارب السابقة في العمل التطوعي، نوّه إلى ضرورة أن نعي طرق التعامل مع كل فئة من الفئات التي سنستهدفها في نشاطاتنا المقبلة، وكيف أن الإيمان بقدراتهم وطاقاتهم وقدرتهم على العطاء في المجتمع مسألة بغاية الأهمية، فما نقدمه لهم من دعم لا يعني أفضليتنا، وقد حكى لنا قصة مثيرة جداً عن منافسة أحد المكفوفين له في لعب كرة التنس، ورغم أن صاحبنا كان من محبي كرة التنس ولاعبيها إلاّ أن منافسه المكفوف قد تفوق عليه على نحو أثار دهشته وجعله يفكر ملياً كيف أن الله إذا أخذ حاسة عوّض عنها بقوة مذهلة في الحواس الأخرى بما يمنحهم التفوق على الآخرين بطريقة مختلفة.
أضاف زميلنا في حديثه عن تجربته مع المكفوفين أن طرق تعويضهم عن بصرهم في التعرف إلى الآخرين قد تكون مختلفة تماماً عن توقعاتنا، فأخبرنا كيف أن أحدهم قد تحسس ذراعه وكتفه في اللقاء الأول له، وقد حكم عليه بالطيبة وهدوء الطباع، ورغم أن الأمر قد يبدو مزعجاً في بادئ الأمر بأن يتحسس أحدهم مواقع مختلفة من جسدك في إطار علاقة اجتماعية عامة أو عابرة، إلاَّ أن تلك الطريقة كانت الأسلوب الأمثل لبعض هؤلاء في التعرف على ما لا نعرفه نحن، فذلك التحسس للذراع كان يرنو المكفوف من ورائه أن يجس نبض صاحبنا، فإن كان نبضه سريعاً فقد يكون عصبياً أو حاد الطباع، أما إن كان نبضه بطيئاً فذلك يعني العكس. قد تبدو فكرة غريبة للحكم على الأشخاص، ولا أملك أدنى فكرة حقيقة عن صحتها، ولكنها طريقة بدت مناسبة لهؤلاء في الحكم والتعامل مع الأشخاص، وهذا هو الأهم.
* اختلاج النبض:
بقدر ما نقدم للفئات الخاصة من المساعدة، بقدر ما يقدمون لنا من معرفة استثنائية لا يمكننا أن نتعلمها في المدارس أو الحياة العامة الروتينية، وبقدر ما نعطي ونمنح بقدر ما سيساق لنا الخير والتوفيق والبركة من حيث لا نحتسب، ولذلك فإن الدعوة للعمل التطوعي بتنظيم رسمي أو دونه يجب أن تستمر.
إن التفكير الجاد في العمل التطوعي له لذة خاصة، ومحاولة البحث عن الأفكار في تنفيذ المشاريع أو تقديم الدعم بحدود الإمكانيات المحدودة المتمثلة بجهود بسيطة في وقت محدود، مسألة لم تكن صعبة كما كنا نظن، بل أن قليلاً من العطاء يعني كثيراً من الدعم، ولفتة صغيرة من قبل أفراد المجتمع لفئاته الخاصة تعني لديهم الكثير، ومن هنا بدأت تتوارد الأفكار واحدة تلو الأخرى، واستعاد الشباب حماستهم، أي الأفكار يقبلون عليها وما هي آلية التنفيذ والمشاركة.
من النقاط المهمة التي استوقفتني طرح شيق وهام لأحد الزملاء، من أصحاب التجارب السابقة في العمل التطوعي، نوّه إلى ضرورة أن نعي طرق التعامل مع كل فئة من الفئات التي سنستهدفها في نشاطاتنا المقبلة، وكيف أن الإيمان بقدراتهم وطاقاتهم وقدرتهم على العطاء في المجتمع مسألة بغاية الأهمية، فما نقدمه لهم من دعم لا يعني أفضليتنا، وقد حكى لنا قصة مثيرة جداً عن منافسة أحد المكفوفين له في لعب كرة التنس، ورغم أن صاحبنا كان من محبي كرة التنس ولاعبيها إلاّ أن منافسه المكفوف قد تفوق عليه على نحو أثار دهشته وجعله يفكر ملياً كيف أن الله إذا أخذ حاسة عوّض عنها بقوة مذهلة في الحواس الأخرى بما يمنحهم التفوق على الآخرين بطريقة مختلفة.
أضاف زميلنا في حديثه عن تجربته مع المكفوفين أن طرق تعويضهم عن بصرهم في التعرف إلى الآخرين قد تكون مختلفة تماماً عن توقعاتنا، فأخبرنا كيف أن أحدهم قد تحسس ذراعه وكتفه في اللقاء الأول له، وقد حكم عليه بالطيبة وهدوء الطباع، ورغم أن الأمر قد يبدو مزعجاً في بادئ الأمر بأن يتحسس أحدهم مواقع مختلفة من جسدك في إطار علاقة اجتماعية عامة أو عابرة، إلاَّ أن تلك الطريقة كانت الأسلوب الأمثل لبعض هؤلاء في التعرف على ما لا نعرفه نحن، فذلك التحسس للذراع كان يرنو المكفوف من ورائه أن يجس نبض صاحبنا، فإن كان نبضه سريعاً فقد يكون عصبياً أو حاد الطباع، أما إن كان نبضه بطيئاً فذلك يعني العكس. قد تبدو فكرة غريبة للحكم على الأشخاص، ولا أملك أدنى فكرة حقيقة عن صحتها، ولكنها طريقة بدت مناسبة لهؤلاء في الحكم والتعامل مع الأشخاص، وهذا هو الأهم.
* اختلاج النبض:
بقدر ما نقدم للفئات الخاصة من المساعدة، بقدر ما يقدمون لنا من معرفة استثنائية لا يمكننا أن نتعلمها في المدارس أو الحياة العامة الروتينية، وبقدر ما نعطي ونمنح بقدر ما سيساق لنا الخير والتوفيق والبركة من حيث لا نحتسب، ولذلك فإن الدعوة للعمل التطوعي بتنظيم رسمي أو دونه يجب أن تستمر.