هناك أمراض إن أصيب بها الشخص -لا قدر الله- فإنه ستكتب له المعاناة طوال فترة من حياته، إن لم تكن طوال حياته كلها لا سمح الله.
لذلك هناك بعض الأمراض التي يصاب بها الفرد نتيجة ممارسات خاطئة، أو أنظمة غذائية غير صحية، أو عادات سيئة، وهنا تجد عمليات التوعية والتحذيرات تطلق، حتى يتجنب الناس السلوك الخاطئ حفاظاً على صحتهم.
لكن هناك أمراض أخطر من الأمراض الجسدية، هي أمراض تغزو نفسك وروحك وحتى أفكارك، وتوصلك لحالات نفسية معقدة، قد تسبب لك اليأس والاكتئاب وغيرها من حالات ذهانية قد تقود هي بنفسها الشخص للوقوع فريسة للأمراض.
أتحدث عن النوع الثاني الخطير، وللأسف أجدني أقدم نصيحة «خاطئة تماماً» للناس، لم أتوقع يوماً أنني سأقدمها، باعتبار أن القناعة لابد وأن تكون متمثلة بالإيمان أن «الصح» يسود، وأن «الخطأ» هو الذي يجب أن يزول.
لكننا في زمن «المعايير المقلوبة» وزمن «اغتيال المبادئ»، بالتالي من يظن أنه يطارد آمالاً كبيرة يعقدها على صناعة التغيير بحيث يقضي على الخطأ ويبدله بالصواب، فإنه قد يكون عرضة للإصابة بمرض له «آلامه» وله «أوجاعه» التي قد تكون قاسية جداً عليه، وقد توصله لمرحلة ذهنية صعبة، معها قد ينسى كيف يعيش وكيف يبتسم.
لست «سوداوياً» أبداً، إذ أنا شخص يرى ضرورة أن يعيش كل منا حياته مستغلاً كل ثوانيها ودقائقها في الفرح والسعادة، وفي رؤيتها عبر «عدسة متفائلة»، وأن يعتبر الآلام فيها، والمنعطفات والمنعرجات المزعجة بمثابة «الشوك» الذي لا يمنع الغصن من إنبات الورود النضرة.
لكن رغم هذه القناعة، لا بد وأن تكون الواقعية في التعامل مع الأمور أمراً أساسياً كمنهاج حياة، وأن تكون عملية الإصلاح ومحاربة الفساد والقضاء على المشاكل، هي المحرك والمحفز للفرد صاحب المبادئ، بحيث يرى فيما يؤمن به، وما يتمناه من خير لوطنه، قضية لا بد وأن يسعى لأجل تحقيق عدالتها.
لذلك «الأمل» هنا، وتحديداً في مثل أوساط بدأت تعج بـ«الزائفين» وبدأت تضع في صدارة المشهد للأسف «فاسدين» يخدعون المجتمع، ويمارسون الأذى والتشويه بحق منظومات البلد، هذا الأمل هو الذي تحول إلى «داء»، بدل أن يكون هو «الدواء».
هل أنت مصاب باليأس، بسب رؤية مشاكل لا تحل؟! أو بسبب رؤية أشخاص فاسدين لا تطالهم العدالة؟! أو بسبب استمرار ممارسات خاطئة بلا مسارات تصحيحية؟!
قد تكون محبطاً، لكن مسبب ذلك يعني أنك مصاب بداء اسمه «الأمل»، مثلما قالت المؤلفة والأديبة العراقية «ميسون هادي» في أحد كتاباتها ذات مرة: «أنا لست مصابة باليأس، مشكلتي أنني مصابة بالأمل»!
للأسف «الأمل» صار مرضاً، مرضاً أجدني أحذر كثيرين منه، خاصة إن كان متعلقاً بعقد آمال على تصحيح مسارات خاطئة، باتت رائحتها تفوح بشدة، وباتت عناصر من أبطال موغلين في الفساد يمضون فيما يقومون به دون خوف أو وجل من المحاسبة، ولا خوف من الله، ودون حياء وخجل من نظرة المجتمع لهم.
في مثل وسط كهذا، الأمل سيقودك للجنون، لأنه سيزرع لديك الإحباط. ووحدهم من يمتلكون القوة والعزم، والإيمان القوي بأن «الحق ينتصر في النهاية»، بل ويعملون من أجل الإصلاح ومحاربة الفساد، هم من يشكل لهم «الأمل» مرضاً مستمراً لا يريدون العلاج منه!
{{ article.visit_count }}
لذلك هناك بعض الأمراض التي يصاب بها الفرد نتيجة ممارسات خاطئة، أو أنظمة غذائية غير صحية، أو عادات سيئة، وهنا تجد عمليات التوعية والتحذيرات تطلق، حتى يتجنب الناس السلوك الخاطئ حفاظاً على صحتهم.
لكن هناك أمراض أخطر من الأمراض الجسدية، هي أمراض تغزو نفسك وروحك وحتى أفكارك، وتوصلك لحالات نفسية معقدة، قد تسبب لك اليأس والاكتئاب وغيرها من حالات ذهانية قد تقود هي بنفسها الشخص للوقوع فريسة للأمراض.
أتحدث عن النوع الثاني الخطير، وللأسف أجدني أقدم نصيحة «خاطئة تماماً» للناس، لم أتوقع يوماً أنني سأقدمها، باعتبار أن القناعة لابد وأن تكون متمثلة بالإيمان أن «الصح» يسود، وأن «الخطأ» هو الذي يجب أن يزول.
لكننا في زمن «المعايير المقلوبة» وزمن «اغتيال المبادئ»، بالتالي من يظن أنه يطارد آمالاً كبيرة يعقدها على صناعة التغيير بحيث يقضي على الخطأ ويبدله بالصواب، فإنه قد يكون عرضة للإصابة بمرض له «آلامه» وله «أوجاعه» التي قد تكون قاسية جداً عليه، وقد توصله لمرحلة ذهنية صعبة، معها قد ينسى كيف يعيش وكيف يبتسم.
لست «سوداوياً» أبداً، إذ أنا شخص يرى ضرورة أن يعيش كل منا حياته مستغلاً كل ثوانيها ودقائقها في الفرح والسعادة، وفي رؤيتها عبر «عدسة متفائلة»، وأن يعتبر الآلام فيها، والمنعطفات والمنعرجات المزعجة بمثابة «الشوك» الذي لا يمنع الغصن من إنبات الورود النضرة.
لكن رغم هذه القناعة، لا بد وأن تكون الواقعية في التعامل مع الأمور أمراً أساسياً كمنهاج حياة، وأن تكون عملية الإصلاح ومحاربة الفساد والقضاء على المشاكل، هي المحرك والمحفز للفرد صاحب المبادئ، بحيث يرى فيما يؤمن به، وما يتمناه من خير لوطنه، قضية لا بد وأن يسعى لأجل تحقيق عدالتها.
لذلك «الأمل» هنا، وتحديداً في مثل أوساط بدأت تعج بـ«الزائفين» وبدأت تضع في صدارة المشهد للأسف «فاسدين» يخدعون المجتمع، ويمارسون الأذى والتشويه بحق منظومات البلد، هذا الأمل هو الذي تحول إلى «داء»، بدل أن يكون هو «الدواء».
هل أنت مصاب باليأس، بسب رؤية مشاكل لا تحل؟! أو بسبب رؤية أشخاص فاسدين لا تطالهم العدالة؟! أو بسبب استمرار ممارسات خاطئة بلا مسارات تصحيحية؟!
قد تكون محبطاً، لكن مسبب ذلك يعني أنك مصاب بداء اسمه «الأمل»، مثلما قالت المؤلفة والأديبة العراقية «ميسون هادي» في أحد كتاباتها ذات مرة: «أنا لست مصابة باليأس، مشكلتي أنني مصابة بالأمل»!
للأسف «الأمل» صار مرضاً، مرضاً أجدني أحذر كثيرين منه، خاصة إن كان متعلقاً بعقد آمال على تصحيح مسارات خاطئة، باتت رائحتها تفوح بشدة، وباتت عناصر من أبطال موغلين في الفساد يمضون فيما يقومون به دون خوف أو وجل من المحاسبة، ولا خوف من الله، ودون حياء وخجل من نظرة المجتمع لهم.
في مثل وسط كهذا، الأمل سيقودك للجنون، لأنه سيزرع لديك الإحباط. ووحدهم من يمتلكون القوة والعزم، والإيمان القوي بأن «الحق ينتصر في النهاية»، بل ويعملون من أجل الإصلاح ومحاربة الفساد، هم من يشكل لهم «الأمل» مرضاً مستمراً لا يريدون العلاج منه!