لم يكن لقائي معها مرحباً به.. إلا أنني مرغمة على تحمل غطرستها، لأن عاداتنا وتربيتنا توصينا باحترام الضيف أياً كان فكره وتوجهه وسماته. بدأت لقاءها معنا بأسلوب لم يرقَ لي وبدأت تتحدث في حزمة مواضيع..
عن نفسي أتحاشى الكلام في الكثير من الأمور، ليس ضعفاً مني أو خوفاً ولكني لاحظت بأنني كلما تقدمت في العمر أكثر كلما زادت قائمة المحظورات التي لا أفضل الخوض فيها والحديث عنها..
اعتدلت هي في جلستها وهي تأخذ نظرة عامة على المكان قائلة: «لديكم حداثة عمرانية».. فطاوعها الجميع مؤكدين لها بأننا نملك حداثة عمرانية نسبية مقارنة بدولتها.. ولا أدري أهذه هي وجهة نظرهم الفعلية أم أنهم يؤيدونها لمجرد «المجاملة» فهي الغريبة الشقراء ذات العيون الخضراء..
استرسلت قائلة أراكم تحاولون التحدث بالإنجليزية هذا جيد.. هل نظام التعليم عندكم أجنبي؟ فأجابتها إحدى الحضور نعم نظامنا أجنبي ينعم أبناؤنا بتعلم اللغة الإنجليزية وفق نظام تعليمي خاص يعتمد النظام البريطاني أو الأمريكي ولهذا نحظى بنظام تعليمي مميز. فعلقت «جميل جداً.. هل المعلمون أجانب؟»، فأجابت واحدة أخرى معظمهم أجانب.. وقلة منهم من البحرينيين أو العرب الأكفاء..
كنت أنتظر ليرد أحد على ما قيل ويصحح المعلومة ولكن الجميع كان يهز رأسه مؤيداً، أو ملتزماً الصمت بطريقة توحي بالموافقة..
واستطردت هذه الأجنبية وهي تتحدث عن نظام الانتخاب في بلدها وتنقل لنا موقف الشارع من الرئيس الحالي ومن حزبه.. وتنقل لنا موقف باقي الأحزاب.. وتبين لنا وجهتها الشخصية في هذا الموضوع.
وقالت بسخرية .. بالطبع لم تختبروا هذا الوضع قط.. ولعلكم لا تفقهون ما أقول!! ولا تعرفوا المصطلحات التي أستخدمها!! فأنظمتكم السياسية مختلفة، ومتوارثة».
فقاطعتها إحدى الحاضرات قائلة «بالعكس المصطلحات واضحة.. ولا يوجد لدينا لبس فيها» وصمتت ولم تكشف لهذه الأجنبية المتعجرفة التي كانت تتحدث معنا علاقتنا المميزة بأنظمتنا السياسية، أو توضح لها خبرتنا في مجال الانتخابات لتصحح لها المعلومة!!
وضع مقدم الطعام الأكل أمامنا، لتبدأ سلسلة جديدة من الأسئلة مازلتم تستخدمون العمالة الأجنبية في خدمتكم؟؟ فاجابتها إحداهن أن البحريني مازال يرفض فكرة العمل كمقدم أطعمة أو بعض المهن الأخرى. ولم يتدخل أحد من الحضور لتصحيح هذه المعلومة فالبحرينيون يعملون في جميع المهن..
وبدأ الجميع يتناول طعامه، وكعادة النساء بدأت بعض النساء بشرح نظامهن الصحي الجديد الذي يقمن به ويعتمد على نظام الوجبات المحدد باشتراك مالي لتحديد كمية الطعام، وتروي أخرى تجربة عملية تصغير المعدة التي قامت بها مؤخراً لتتحكم في شهيتها.. فضحكت الأجنبية المتعجرفة من كلامهم قائلة «لقد منحكم الله نعماً عظيمة لدرجة أنكم تصغرون معدتكم لتتحكموا في شهيتكم!! فضحك الجميع.. وللأمانة لم أعلم لماذا ضحك الجميع.. أضحكوا على خيبتهم!! أم على تعجرفها وتعاملها الفوقي معها..
استئت جداً من هذا اللقاء.. ولم أستطع السكوت أكثر.. فمن واجبي كمواطنة صالحة أن أدافع عن ما أثارته هذه المتعجرفة من مغالطات لا حقيقة لها بالإضافة إلى الإجابات غير المنطقية التي كانت تعطى لها على أساس أنها مسلمات.
فالتفت إليها مرحبة بها قائلة «أهلاً بك في مملكة البحرين.. أرض الحضارات منذ مئات السنين وسعيدة جداً بتواجدك على أرض ضمت حضارات عريقة قد لا تعريفينها بسبب حداثة موطنك.. هذه الحضارات هي تايلوس وأرادوس ودلمون وكانت تسمى أرضنا الغالية بأرض الخلود لجودة الحياة فيها ولاعتقاد الجميع بأن من يعيش على هذه الأرض مخلد لا يموت..
هذه الأرض التي حكمها آل خليفة الكرام وطوروها إلى أن أصبحت مملكة متطورة في جميع المجالات والتي قمتِ بوصفها بأنها حديثة عمرانياً.. وللعلم فإننا نملك الحداثة العمرانية الممزوجة بالتاريخ العريق.
لدينا نظام تعليمي مجاني للجميع يشرف عليه معلمون بحرينيون.. يتحدث أبناؤنا اللغتين العربية والأجنبية على حد سواء.. وتعتبر اللغة الإنجليزية هي اللغة الثانية في البحرين ويتحدثها معظم الشعب البحريني نظراً لثقافتهم وشغفهم للتعلم.. أما ما أثارته زميلتي حول التعليم الخاص فهو موجود كخيار في المملكة من باب تنشيط القطاع التعليمي الخاص ورفع معدل الاستثمار في التعليم..
ومما يميز مملكة البحرين أنكِ ستجدين البحريني الذي نعتبره الثروة الحقيقية يعمل في جميع المهن دونما استثناء، وأن هذه الدولة العريقة قامت بأيدٍ بحرينية خالصة.. ويتمتع البحريني بجميع المهارات اللازمة للعمل في أي قطاع.
أما بشأن نظامنا السياسي فأتمنى أن تعلمي بأننا نجدد العهد لملوكنا طواعية مع كل نفس نتنفسه.. فهم خير من يقوم على رعاية مصالحنا.. ونأتي نحن الشعب على قائمة أولوياتهم.. وهذا ما ينعكس جلياً على «النعم» التي تحدثتِ عنها.. والتي جعلت بعض الحضور هنا يصغرن معدتهن للتحكم في شهيتهن.. او يخترن التعليم الخاص الراقي لتعليم أبنائهن..
أما بشأن تجربتنا الانتخابية فعلى الرغم من حداثتها إلا أننا جميعاً شركاء فيها.. وإذا كنتِ تتحدثين عن الديمقراطية والشورى فإنني أريد أن أفيدك بأن نظامنا الإسلامي حدد لنا روابطها منذ أكثر من 1400 عام .. ونحن نتمتع بها منذ زمن بعيد.. وأننا نواكب العالم في هذا المجال.
ضحكت على استحياء.. معتذرة عن تعليقاتها السطحية التي وصفتها بعدم الفهم والدراية شاكرة لي الشرح الوافي والمعلومات المهمة والمفيدة.. وأشارت بيدها على الحضور مؤكدة أنهن صاحبات الإجابات.. أما هي فقد كانت تسأل لمجرد المعرفة..
* رأيي المتواضع:
لن يصعد أحد على ظهرك إلا إذا انحنيت..
لدينا منجزات من ذهب نستطيع أن نتباهى بها في أي مكان وأي موقف.. فلماذا نسمح للآخرين أن يستصغروا منجزاتنا؟!
عرف عنا نحن البحرينيين «العزة».. ولعل هذه الخصلة من أبرز سماتنا.
فالبحريني عزيز نفس.. ولا يقبل الإهانة في مختلف الظروف..
عن نفسي أتحاشى الكلام في الكثير من الأمور، ليس ضعفاً مني أو خوفاً ولكني لاحظت بأنني كلما تقدمت في العمر أكثر كلما زادت قائمة المحظورات التي لا أفضل الخوض فيها والحديث عنها..
اعتدلت هي في جلستها وهي تأخذ نظرة عامة على المكان قائلة: «لديكم حداثة عمرانية».. فطاوعها الجميع مؤكدين لها بأننا نملك حداثة عمرانية نسبية مقارنة بدولتها.. ولا أدري أهذه هي وجهة نظرهم الفعلية أم أنهم يؤيدونها لمجرد «المجاملة» فهي الغريبة الشقراء ذات العيون الخضراء..
استرسلت قائلة أراكم تحاولون التحدث بالإنجليزية هذا جيد.. هل نظام التعليم عندكم أجنبي؟ فأجابتها إحدى الحضور نعم نظامنا أجنبي ينعم أبناؤنا بتعلم اللغة الإنجليزية وفق نظام تعليمي خاص يعتمد النظام البريطاني أو الأمريكي ولهذا نحظى بنظام تعليمي مميز. فعلقت «جميل جداً.. هل المعلمون أجانب؟»، فأجابت واحدة أخرى معظمهم أجانب.. وقلة منهم من البحرينيين أو العرب الأكفاء..
كنت أنتظر ليرد أحد على ما قيل ويصحح المعلومة ولكن الجميع كان يهز رأسه مؤيداً، أو ملتزماً الصمت بطريقة توحي بالموافقة..
واستطردت هذه الأجنبية وهي تتحدث عن نظام الانتخاب في بلدها وتنقل لنا موقف الشارع من الرئيس الحالي ومن حزبه.. وتنقل لنا موقف باقي الأحزاب.. وتبين لنا وجهتها الشخصية في هذا الموضوع.
وقالت بسخرية .. بالطبع لم تختبروا هذا الوضع قط.. ولعلكم لا تفقهون ما أقول!! ولا تعرفوا المصطلحات التي أستخدمها!! فأنظمتكم السياسية مختلفة، ومتوارثة».
فقاطعتها إحدى الحاضرات قائلة «بالعكس المصطلحات واضحة.. ولا يوجد لدينا لبس فيها» وصمتت ولم تكشف لهذه الأجنبية المتعجرفة التي كانت تتحدث معنا علاقتنا المميزة بأنظمتنا السياسية، أو توضح لها خبرتنا في مجال الانتخابات لتصحح لها المعلومة!!
وضع مقدم الطعام الأكل أمامنا، لتبدأ سلسلة جديدة من الأسئلة مازلتم تستخدمون العمالة الأجنبية في خدمتكم؟؟ فاجابتها إحداهن أن البحريني مازال يرفض فكرة العمل كمقدم أطعمة أو بعض المهن الأخرى. ولم يتدخل أحد من الحضور لتصحيح هذه المعلومة فالبحرينيون يعملون في جميع المهن..
وبدأ الجميع يتناول طعامه، وكعادة النساء بدأت بعض النساء بشرح نظامهن الصحي الجديد الذي يقمن به ويعتمد على نظام الوجبات المحدد باشتراك مالي لتحديد كمية الطعام، وتروي أخرى تجربة عملية تصغير المعدة التي قامت بها مؤخراً لتتحكم في شهيتها.. فضحكت الأجنبية المتعجرفة من كلامهم قائلة «لقد منحكم الله نعماً عظيمة لدرجة أنكم تصغرون معدتكم لتتحكموا في شهيتكم!! فضحك الجميع.. وللأمانة لم أعلم لماذا ضحك الجميع.. أضحكوا على خيبتهم!! أم على تعجرفها وتعاملها الفوقي معها..
استئت جداً من هذا اللقاء.. ولم أستطع السكوت أكثر.. فمن واجبي كمواطنة صالحة أن أدافع عن ما أثارته هذه المتعجرفة من مغالطات لا حقيقة لها بالإضافة إلى الإجابات غير المنطقية التي كانت تعطى لها على أساس أنها مسلمات.
فالتفت إليها مرحبة بها قائلة «أهلاً بك في مملكة البحرين.. أرض الحضارات منذ مئات السنين وسعيدة جداً بتواجدك على أرض ضمت حضارات عريقة قد لا تعريفينها بسبب حداثة موطنك.. هذه الحضارات هي تايلوس وأرادوس ودلمون وكانت تسمى أرضنا الغالية بأرض الخلود لجودة الحياة فيها ولاعتقاد الجميع بأن من يعيش على هذه الأرض مخلد لا يموت..
هذه الأرض التي حكمها آل خليفة الكرام وطوروها إلى أن أصبحت مملكة متطورة في جميع المجالات والتي قمتِ بوصفها بأنها حديثة عمرانياً.. وللعلم فإننا نملك الحداثة العمرانية الممزوجة بالتاريخ العريق.
لدينا نظام تعليمي مجاني للجميع يشرف عليه معلمون بحرينيون.. يتحدث أبناؤنا اللغتين العربية والأجنبية على حد سواء.. وتعتبر اللغة الإنجليزية هي اللغة الثانية في البحرين ويتحدثها معظم الشعب البحريني نظراً لثقافتهم وشغفهم للتعلم.. أما ما أثارته زميلتي حول التعليم الخاص فهو موجود كخيار في المملكة من باب تنشيط القطاع التعليمي الخاص ورفع معدل الاستثمار في التعليم..
ومما يميز مملكة البحرين أنكِ ستجدين البحريني الذي نعتبره الثروة الحقيقية يعمل في جميع المهن دونما استثناء، وأن هذه الدولة العريقة قامت بأيدٍ بحرينية خالصة.. ويتمتع البحريني بجميع المهارات اللازمة للعمل في أي قطاع.
أما بشأن نظامنا السياسي فأتمنى أن تعلمي بأننا نجدد العهد لملوكنا طواعية مع كل نفس نتنفسه.. فهم خير من يقوم على رعاية مصالحنا.. ونأتي نحن الشعب على قائمة أولوياتهم.. وهذا ما ينعكس جلياً على «النعم» التي تحدثتِ عنها.. والتي جعلت بعض الحضور هنا يصغرن معدتهن للتحكم في شهيتهن.. او يخترن التعليم الخاص الراقي لتعليم أبنائهن..
أما بشأن تجربتنا الانتخابية فعلى الرغم من حداثتها إلا أننا جميعاً شركاء فيها.. وإذا كنتِ تتحدثين عن الديمقراطية والشورى فإنني أريد أن أفيدك بأن نظامنا الإسلامي حدد لنا روابطها منذ أكثر من 1400 عام .. ونحن نتمتع بها منذ زمن بعيد.. وأننا نواكب العالم في هذا المجال.
ضحكت على استحياء.. معتذرة عن تعليقاتها السطحية التي وصفتها بعدم الفهم والدراية شاكرة لي الشرح الوافي والمعلومات المهمة والمفيدة.. وأشارت بيدها على الحضور مؤكدة أنهن صاحبات الإجابات.. أما هي فقد كانت تسأل لمجرد المعرفة..
* رأيي المتواضع:
لن يصعد أحد على ظهرك إلا إذا انحنيت..
لدينا منجزات من ذهب نستطيع أن نتباهى بها في أي مكان وأي موقف.. فلماذا نسمح للآخرين أن يستصغروا منجزاتنا؟!
عرف عنا نحن البحرينيين «العزة».. ولعل هذه الخصلة من أبرز سماتنا.
فالبحريني عزيز نفس.. ولا يقبل الإهانة في مختلف الظروف..