وسط فورة الغضب الناتجة عن مقتل قاسم سليماني في العراق بصاروخ أمريكي، ووسط ذهول مسؤولي النظام الإيراني وحيرتهم قال قائد الحرس الثوري الإيراني «اغتيال سليماني سيتبعه انتقام استراتيجي سينهي الوجود الأمريكي في المنطقة»، وهو تصريح يستحق التأمل!
استخدام عبارة «انتقام استراتيجي» التي كررها مسؤولو النظام الإيراني في تصريحاتهم الكثيرة التي تلت مقتل سليماني لا معنى لها سوى أن النظام يريد أن يعطي نفسه مساحة زمنية يضمن بها امتصاص غضبة الناس في إيران والناس في الخارج الذين اعتقدوا لأسباب مختلفة بأن النظام الإيراني قادر على الرد في أية لحظة والسيطرة على كل موقف، فهذه العبارة تعني باختصار أن الرد لن يكون فورياً.. وأنه قد لا يكون، فقد يقرر سادة إيران بعد قليل بأن «التفكير الاستراتيجي» يفرض عليهم مزيداً من التريث ومزيداً من الدراسة ويفرض تأجيل الضربة الانتقامية إلى أجل غير مسمى! وهو موقف من الواضح أنهم تعلموه من بشار الأسد الذي كلما تعرض لضربة قال نحتفظ بحق الرد وسنرد في الزمان والمكان المناسبين!
أما عبارة أن الرد الإيراني «سينهي الوجود الأمريكي في المنطقة» فيصنف في باب الضحك على الذقون، ذلك أن النظام الإيراني قبل غيره يعرف بأن هذا الأمر غير ممكن لسببين على الأقل، الأول هو أن الولايات المتحدة قوة عظمى ولا يمكن لإيران أن تناطحها ولا يمكن أن تخرج من المنطقة أو تتركها للنظام الإيراني، والثاني هو أن دول المنطقة لن تقبل بأن تخلو المنطقة من وجود قوي كوجود الولايات المتحدة التي بين دولها وبينها اتفاقات وعهود ليتحكم فيها نظام متخلف كالنظام الإيراني.
هذا لا يعني أن النظام الإيراني لن يرد على الضربة الأمريكية، فقد يرد بعد حين.. في المكان والزمان المناسبين كما قال، على الأقل ليقول للمخدوعين به بأنه أوفى بوعده ولم يخف وأنه انتقم لسليماني، ولكن الأكيد هو أن الولايات المتحدة لن تتأثر بذلك وسترد عليه بضربتين تجعله ينتبه إلى واقعه وحقيقته ويتأكد بأنه اختار الخصم الخطأ.
من الأمور التي يعمل النظام الإيراني على نشرها حالياً وبقوة أكبر من ذي قبل هي أن وجود الولايات المتحدة في المنطقة يزيد من التوتر وينشر الإرهاب، لكن هذا الأمر غير صحيح، فالصحيح الذي تعرفه كل دول المنطقة هو أن وجود النظام الإيراني هو الذي يزيد من التوتر وينشر الإرهاب في المنطقة، فالمنطقة قبل هذا النظام كانت مستقرة وفي أمان، والأكيد أن الاستقرار سيعود إليها وتصير في أمان بغياب النظام الإيراني.
الفارق بين وجود الولايات المتحدة في المنطقة ووجود النظام الإيراني هو أن الولايات المتحدة تعمل لمصلحتها ولا يهمها غير ذلك، أما النظام الإيراني فلا يبحث عن مصلحة مشابهة وإنما عن ظروف يتسيد فيها المنطقة ويتحكم فيها ويفرض عليها ما يريد فرضه من أفكار وتوجهات لا تناسب الحياة في القرن الحادي والعشرين على الأقل. النظام الإيراني يهمه الأيديولوجيا قبل كل شيء، وهذا أمر غير مقبول من دول المنطقة وهو غير مقبول اليوم على وجه الخصوص.
تواجد قاسم سليماني في العراق وسوريا ولبنان لم يكن بريئاً، وتعرضه لما تعرض له أمر متوقع في كل حين، فهذه الدول بالنسبة له ساحات للمعارك، ومن غير المنطقي الاعتقاد بأنه فوق التعرض للخطر. نشاطه هناك أدى إلى تضرر الكثيرين وأولهم الولايات المتحدة، والطبيعي هو أن يترصد له كل من تضرر منه وخصوصاً الولايات المتحدة.
في كل الأحوال العالم في انتظار «الانتقام الاستراتيجي» الذي هدد به النظام الإيراني وقال واثقاً بأنه «سينهي الوجود الأمريكي في المنطقة»!
استخدام عبارة «انتقام استراتيجي» التي كررها مسؤولو النظام الإيراني في تصريحاتهم الكثيرة التي تلت مقتل سليماني لا معنى لها سوى أن النظام يريد أن يعطي نفسه مساحة زمنية يضمن بها امتصاص غضبة الناس في إيران والناس في الخارج الذين اعتقدوا لأسباب مختلفة بأن النظام الإيراني قادر على الرد في أية لحظة والسيطرة على كل موقف، فهذه العبارة تعني باختصار أن الرد لن يكون فورياً.. وأنه قد لا يكون، فقد يقرر سادة إيران بعد قليل بأن «التفكير الاستراتيجي» يفرض عليهم مزيداً من التريث ومزيداً من الدراسة ويفرض تأجيل الضربة الانتقامية إلى أجل غير مسمى! وهو موقف من الواضح أنهم تعلموه من بشار الأسد الذي كلما تعرض لضربة قال نحتفظ بحق الرد وسنرد في الزمان والمكان المناسبين!
أما عبارة أن الرد الإيراني «سينهي الوجود الأمريكي في المنطقة» فيصنف في باب الضحك على الذقون، ذلك أن النظام الإيراني قبل غيره يعرف بأن هذا الأمر غير ممكن لسببين على الأقل، الأول هو أن الولايات المتحدة قوة عظمى ولا يمكن لإيران أن تناطحها ولا يمكن أن تخرج من المنطقة أو تتركها للنظام الإيراني، والثاني هو أن دول المنطقة لن تقبل بأن تخلو المنطقة من وجود قوي كوجود الولايات المتحدة التي بين دولها وبينها اتفاقات وعهود ليتحكم فيها نظام متخلف كالنظام الإيراني.
هذا لا يعني أن النظام الإيراني لن يرد على الضربة الأمريكية، فقد يرد بعد حين.. في المكان والزمان المناسبين كما قال، على الأقل ليقول للمخدوعين به بأنه أوفى بوعده ولم يخف وأنه انتقم لسليماني، ولكن الأكيد هو أن الولايات المتحدة لن تتأثر بذلك وسترد عليه بضربتين تجعله ينتبه إلى واقعه وحقيقته ويتأكد بأنه اختار الخصم الخطأ.
من الأمور التي يعمل النظام الإيراني على نشرها حالياً وبقوة أكبر من ذي قبل هي أن وجود الولايات المتحدة في المنطقة يزيد من التوتر وينشر الإرهاب، لكن هذا الأمر غير صحيح، فالصحيح الذي تعرفه كل دول المنطقة هو أن وجود النظام الإيراني هو الذي يزيد من التوتر وينشر الإرهاب في المنطقة، فالمنطقة قبل هذا النظام كانت مستقرة وفي أمان، والأكيد أن الاستقرار سيعود إليها وتصير في أمان بغياب النظام الإيراني.
الفارق بين وجود الولايات المتحدة في المنطقة ووجود النظام الإيراني هو أن الولايات المتحدة تعمل لمصلحتها ولا يهمها غير ذلك، أما النظام الإيراني فلا يبحث عن مصلحة مشابهة وإنما عن ظروف يتسيد فيها المنطقة ويتحكم فيها ويفرض عليها ما يريد فرضه من أفكار وتوجهات لا تناسب الحياة في القرن الحادي والعشرين على الأقل. النظام الإيراني يهمه الأيديولوجيا قبل كل شيء، وهذا أمر غير مقبول من دول المنطقة وهو غير مقبول اليوم على وجه الخصوص.
تواجد قاسم سليماني في العراق وسوريا ولبنان لم يكن بريئاً، وتعرضه لما تعرض له أمر متوقع في كل حين، فهذه الدول بالنسبة له ساحات للمعارك، ومن غير المنطقي الاعتقاد بأنه فوق التعرض للخطر. نشاطه هناك أدى إلى تضرر الكثيرين وأولهم الولايات المتحدة، والطبيعي هو أن يترصد له كل من تضرر منه وخصوصاً الولايات المتحدة.
في كل الأحوال العالم في انتظار «الانتقام الاستراتيجي» الذي هدد به النظام الإيراني وقال واثقاً بأنه «سينهي الوجود الأمريكي في المنطقة»!