لا يمكن لك إصلاح أي وضع في حياتك والارتقاء به، إلا حينما تقضي على الأخطاء السابقة. وبنفس الآلية لا يمكن لك تعزيز مفهوم الإصلاح وتثبيت دعائمه في أي منظومة إلا حين تقضي على الفساد والمفسدين.
والواقع يقدم لك شواهد عديدة على منظومات جميلة في خططها واستراتيجيتها، رائعة في أهدافها، مشرقة في مستقبلها، لكنها تتردى وتتراجع، ويموت فيها كل جميل، فقط لأن الفساد بدأ فيها عبر بذرة، ثم تفشى ليصيب المنظومة كلها بسرطان الدمار.
حينما نذكر مصطلح «الفساد»، البعض يظن «أتوماتيكياً» بأننا نقصد مد اليد إلى «المال الحرام» أي المال العام، يظن بأننا نقصد «فقط» السرقة بطريقة مباشرة لهذا المال، والذي هو ملك للدولة وحق لي ولك مواطنينَ يفترض أن يستخدم لتحقيق أهداف المنظومة التي تصب في تحقيق أهداف الدولة العليا.
لكن أبداً ليس هذا المقصود «قصراً» على مصطلح الفساد، وذلك لقناعتي بأن الفساد الإداري أخطر وأشنع من المالي، لأن الأول وبكل بساطة يقود للثاني، إذ من يفسد إدارياً هو من لا يمتلك وازعاً أخلاقياً وقيمياً ولا حتى دينياً، وبالتالي، هل يستبعد من شخص كهذا أن يصل لمرحلة الفساد الإداري؟!
هناك منظومات وقطاعات استثمرت فيها الدولة أموالاً كبيرة، وكذلك استثمرت في طاقاتها البشرية الكثير، عبر تعليمهم وتدريسهم وابتعاثهم، راسمة - أي الدولة - خططاً طموحة لهذه القطاعات حتى تعمل وتنجز، لكن فجأة تبرز لك شخصيات لا تكون أهلاً للثقة، فتلعب في مقدرات القطاعات، وتلعب في مصائر البشر، بمعنى أنها تفسد في أموال الدولة وثروتها البشرية، لتحول هذا القطاع أو ذاك لعزب شخصية، يسود فيها الفساد الإداري، والظلم البشري، ولتعج باللوبيات والشلليات والبطانات الفاسدة، والموجع إن استمر وضعها على ما هي عليه دون تدخل حازم وصارم لإنقاذ هذا القطاع أو ذاك من وحش الفساد الذي ابتلعه.
أقول إنه وضع موجع، لأن الحال يكون مشابهاً لشخص ينصحه الأطباء بترك عادات معينة قد تضر بصحته، لكنه لا يستمع لنصح الخبراء، فيتمادى ليسقط بعدها ضحية مرض خطير، لأجل علاجه حينها ستنفق الأموال الكثيرة، وستبذل الجهود الغفيرة، وغالباً لن تتمكن من إنقاذه أو أقلها إعادة صحته لما كانت عليه.
إن وجدنا قطاعات هنا وهناك وفيها ظواهر وممارسات فساد، فإن النجاعة في التصدي لها على الفور، ومحاسبة المفسدين المسؤولين عنها، لأن تركهم ومنحهم مساحة وقت ليوغلوا في الفساد والغطرسة، سيعني مجيء وقت يزالون فيه قسراً، لكن المعالجة بعدها ستكون صعبة ومكلفة، كحال المريض الذي ستقاتل المرض الخطير المتفشي فيه عل وعسى يمكنك أن تنقذه.
تريدون الإصلاح؟! تريدون الارتقاء للممارسات المثالية القائمة على مبادئ النزاهة والعدالة؟! تريدون معالجة الوطن من الأمراض التي ترهقه وتعطل نماءه؟! اقضوا على الفساد والمفسدين، تعاملوا معهم بسرعة قبل أن يتفشى شرهم في جسد الوطن كالسرطان.
والواقع يقدم لك شواهد عديدة على منظومات جميلة في خططها واستراتيجيتها، رائعة في أهدافها، مشرقة في مستقبلها، لكنها تتردى وتتراجع، ويموت فيها كل جميل، فقط لأن الفساد بدأ فيها عبر بذرة، ثم تفشى ليصيب المنظومة كلها بسرطان الدمار.
حينما نذكر مصطلح «الفساد»، البعض يظن «أتوماتيكياً» بأننا نقصد مد اليد إلى «المال الحرام» أي المال العام، يظن بأننا نقصد «فقط» السرقة بطريقة مباشرة لهذا المال، والذي هو ملك للدولة وحق لي ولك مواطنينَ يفترض أن يستخدم لتحقيق أهداف المنظومة التي تصب في تحقيق أهداف الدولة العليا.
لكن أبداً ليس هذا المقصود «قصراً» على مصطلح الفساد، وذلك لقناعتي بأن الفساد الإداري أخطر وأشنع من المالي، لأن الأول وبكل بساطة يقود للثاني، إذ من يفسد إدارياً هو من لا يمتلك وازعاً أخلاقياً وقيمياً ولا حتى دينياً، وبالتالي، هل يستبعد من شخص كهذا أن يصل لمرحلة الفساد الإداري؟!
هناك منظومات وقطاعات استثمرت فيها الدولة أموالاً كبيرة، وكذلك استثمرت في طاقاتها البشرية الكثير، عبر تعليمهم وتدريسهم وابتعاثهم، راسمة - أي الدولة - خططاً طموحة لهذه القطاعات حتى تعمل وتنجز، لكن فجأة تبرز لك شخصيات لا تكون أهلاً للثقة، فتلعب في مقدرات القطاعات، وتلعب في مصائر البشر، بمعنى أنها تفسد في أموال الدولة وثروتها البشرية، لتحول هذا القطاع أو ذاك لعزب شخصية، يسود فيها الفساد الإداري، والظلم البشري، ولتعج باللوبيات والشلليات والبطانات الفاسدة، والموجع إن استمر وضعها على ما هي عليه دون تدخل حازم وصارم لإنقاذ هذا القطاع أو ذاك من وحش الفساد الذي ابتلعه.
أقول إنه وضع موجع، لأن الحال يكون مشابهاً لشخص ينصحه الأطباء بترك عادات معينة قد تضر بصحته، لكنه لا يستمع لنصح الخبراء، فيتمادى ليسقط بعدها ضحية مرض خطير، لأجل علاجه حينها ستنفق الأموال الكثيرة، وستبذل الجهود الغفيرة، وغالباً لن تتمكن من إنقاذه أو أقلها إعادة صحته لما كانت عليه.
إن وجدنا قطاعات هنا وهناك وفيها ظواهر وممارسات فساد، فإن النجاعة في التصدي لها على الفور، ومحاسبة المفسدين المسؤولين عنها، لأن تركهم ومنحهم مساحة وقت ليوغلوا في الفساد والغطرسة، سيعني مجيء وقت يزالون فيه قسراً، لكن المعالجة بعدها ستكون صعبة ومكلفة، كحال المريض الذي ستقاتل المرض الخطير المتفشي فيه عل وعسى يمكنك أن تنقذه.
تريدون الإصلاح؟! تريدون الارتقاء للممارسات المثالية القائمة على مبادئ النزاهة والعدالة؟! تريدون معالجة الوطن من الأمراض التي ترهقه وتعطل نماءه؟! اقضوا على الفساد والمفسدين، تعاملوا معهم بسرعة قبل أن يتفشى شرهم في جسد الوطن كالسرطان.