لطالما كانت البحرين بلد الريادات الأول، تلك الريادات التي انطلقنا بها في الخليج العربي ولكننا ولأسباب مختلفة –لا يتسع المجال لذكرها هنا- خرجنا من السرب، ولم نحافظ على بقائنا في مقدمة بعض المجالات ومراكزها الأولى. وعندما بدأت الدول الخليجية تلتفت في مرحلة لاحقة للتطور العلمي والتقني وتوليه اهتماماً عالياً –لاسيما في السنوات الأخيرة- اجتاحنا كمواطنين شغف الريادات من جديد، وطموح التميز، والرغبة في المواكبة على أقل تقدير من باب ألاّ يفوتنا شيء في ذلك العالم الواسع المثير.
صحيح أننا ندرك حجم التحديات، ولكن الطموح لا يوقفه سقف إن كان خالصاً وحقيقياً ومبني على الشغف. دعانا ذلك ذات وقت مضى -ونحن نرقب الريادة الإماراتية والسعودية في مجال التقنيات وعلوم المستقبل- لمحاولة المشاركة من خلال ما تم تحقيقه من إنجازات هناك، حيث لم نشعر بالغربة في بلادنا الخليجية ولا بالفرق يوماً، لطالما نظرنا لأنفسنا كخليجيين، أننا ننضوي تحت راية الاتحاد الخليجي بمنظوره الشعبي وإن لم يتحقق رسمياً، الأمر الذي يفسر إقبال كثير من البحرينيين ورغبتهم في المشاركة بالتجربة الإماراتية وربما السعودية أكثر لاعتبارات عدة من بينها الالتصاق الجغرافي.
في مقال سابق نشرته هنا عنوانه «»نيوم» تغري البحرينيين لتأسيس نهضتهم»، تناولت أهمية الالتفات الجاد للتعليم في مجال علوم المستقبل ومنها الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة المختلفة، وأن التعليم في البحرين قد بدأ يخطو أولى خطواته في هذا المجال سواء في التعليم العالي من خلال التأسيس لجامعة متخصصة، فضلاً عن الكلية الحالية المضطلعة بهذا المجال في بوليتيكنك، أو في التعليم النظامي الأساسي حيث باتت الجهود أكثر جدية، ونعلق الآمال على جودة المحتوى التعليمي إن شاء الله، وكنت قد تناولت في المقال المذكور، أن التعليم في هكذا مجالات يحتاج بالضرورة إلى التدريبات العملية في حقول تتلاءم مع طبيعة التخصص وتسهم في إثراء التجربة التعليمية من خلال الممارسة التي بدورها تكسب الطالب الخبرة في المجال، وفي ظل غياب تلك الفرص في البحرين، فقد كانت «نيوم» السعودية الفرصة الأكثر ملاءمة للتنسيق أو لتوجيه الخريجين في المجال للتدريب هناك.
اليوم، يبدو أن الخطى التي ستتجه نحوها البحرين أكثر طموحاً ورصانة وتنظيماً، حيث من المتوقع أن يجري الإعداد لتجهيز مدينة تتلاءم مع الاحتياجات التدريبية والمهنية للخريجين الجدد، بل ولتشبع احتياجات السوق البحريني في المجال بطريقة أو بأخرى. وذلك من خلال الخبر الذي طالعتنا به الصحف مؤخراً بشأن موافقة لجنة الشؤون المالية والاقتصادية بمجلس النواب على الاقتراح برغبة بشأن «إنشاء مركز وطني لدعم مشاريع الابتكار في الذكاء الاصطناعي وعلى الاقتراح برغبة بشأن إنشاء مدينة للذكاء الاصطناعي».
* اختلاج النبض:
لا شك أن الخطوات البحرينية الجديدة الطموحة لإنشاء مدينة للذكاء الاصطناعي ومركز لدعم مشاريع الابتكار في المجال، ستفضي إلى تحقيق قفزة نوعية للبحرين تتيح لها فرصة اللحاق بالركب ومن ثم المنافسة، لما تتمتع به المملكة من طاقات وموارد بشرية يعتد بها، لاسيما إذا ما حصلت على الفرص التي تستحقها من جودة التعليم والتدريب. يحدونا الأمل، ونرجو أن يكون المنجز على قدر التطلعات بما يمكن من تحقيق رؤية البحرين 2030.
{{ article.visit_count }}
صحيح أننا ندرك حجم التحديات، ولكن الطموح لا يوقفه سقف إن كان خالصاً وحقيقياً ومبني على الشغف. دعانا ذلك ذات وقت مضى -ونحن نرقب الريادة الإماراتية والسعودية في مجال التقنيات وعلوم المستقبل- لمحاولة المشاركة من خلال ما تم تحقيقه من إنجازات هناك، حيث لم نشعر بالغربة في بلادنا الخليجية ولا بالفرق يوماً، لطالما نظرنا لأنفسنا كخليجيين، أننا ننضوي تحت راية الاتحاد الخليجي بمنظوره الشعبي وإن لم يتحقق رسمياً، الأمر الذي يفسر إقبال كثير من البحرينيين ورغبتهم في المشاركة بالتجربة الإماراتية وربما السعودية أكثر لاعتبارات عدة من بينها الالتصاق الجغرافي.
في مقال سابق نشرته هنا عنوانه «»نيوم» تغري البحرينيين لتأسيس نهضتهم»، تناولت أهمية الالتفات الجاد للتعليم في مجال علوم المستقبل ومنها الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة المختلفة، وأن التعليم في البحرين قد بدأ يخطو أولى خطواته في هذا المجال سواء في التعليم العالي من خلال التأسيس لجامعة متخصصة، فضلاً عن الكلية الحالية المضطلعة بهذا المجال في بوليتيكنك، أو في التعليم النظامي الأساسي حيث باتت الجهود أكثر جدية، ونعلق الآمال على جودة المحتوى التعليمي إن شاء الله، وكنت قد تناولت في المقال المذكور، أن التعليم في هكذا مجالات يحتاج بالضرورة إلى التدريبات العملية في حقول تتلاءم مع طبيعة التخصص وتسهم في إثراء التجربة التعليمية من خلال الممارسة التي بدورها تكسب الطالب الخبرة في المجال، وفي ظل غياب تلك الفرص في البحرين، فقد كانت «نيوم» السعودية الفرصة الأكثر ملاءمة للتنسيق أو لتوجيه الخريجين في المجال للتدريب هناك.
اليوم، يبدو أن الخطى التي ستتجه نحوها البحرين أكثر طموحاً ورصانة وتنظيماً، حيث من المتوقع أن يجري الإعداد لتجهيز مدينة تتلاءم مع الاحتياجات التدريبية والمهنية للخريجين الجدد، بل ولتشبع احتياجات السوق البحريني في المجال بطريقة أو بأخرى. وذلك من خلال الخبر الذي طالعتنا به الصحف مؤخراً بشأن موافقة لجنة الشؤون المالية والاقتصادية بمجلس النواب على الاقتراح برغبة بشأن «إنشاء مركز وطني لدعم مشاريع الابتكار في الذكاء الاصطناعي وعلى الاقتراح برغبة بشأن إنشاء مدينة للذكاء الاصطناعي».
* اختلاج النبض:
لا شك أن الخطوات البحرينية الجديدة الطموحة لإنشاء مدينة للذكاء الاصطناعي ومركز لدعم مشاريع الابتكار في المجال، ستفضي إلى تحقيق قفزة نوعية للبحرين تتيح لها فرصة اللحاق بالركب ومن ثم المنافسة، لما تتمتع به المملكة من طاقات وموارد بشرية يعتد بها، لاسيما إذا ما حصلت على الفرص التي تستحقها من جودة التعليم والتدريب. يحدونا الأمل، ونرجو أن يكون المنجز على قدر التطلعات بما يمكن من تحقيق رؤية البحرين 2030.