الأحداث التي جرت مؤخراً من إسقاط طائرة أوكرانية في الأجواء الإيرانية إثر استهدافها من قبل الحرس الثوري عن طريق الخطأ حسب قول السلطات الإيرانية، وتضارب التصريحات المتعلقة بشأنها ومستوى الرد الهزيل على أمريكا بمقتل قائد فيلق القدس بالحرس الثوري قاسم سليماني، دليل على أن الإدارة الإيرانية فقدت البوصلة في إدارة شؤونها الداخلية والخارجية.
الأمر ليس بالسهل لنا نحن كدول خليج عربي أن نجاور دولة لا تعرف أين تذهب؟، ولا كيف تدار الأمور والأحداث؟ فهي على مدار 40 عاماً وهي لا تعترف بأي معاهدات أو بروتوكولات دولية، فهي فقط تطبق ما جاء به النظام من تعليمات في تصدير ثورة خمينية مريضة، قد جاءت بتسهيلات غربية وبالتحديد بعد وصول الخميني لإيران عبر الخطوط الجوية الفرنسية، هكذا هو التعبير الصحيح لحالة إيران اليوم.
وفي الحقيقة الخطر الذي يحدق بنا كدول خليج هي أن إيران الجار المعادي والذي يتدخل في شؤوننا قد ضاع الاتجاه، وأن مهمته التي أوكلت إليه قد قاربت على الانتهاء، وبات الأمر واضحاً بأنه حان الوقت للتخلص من بعض الوجوه، سواء بواسطة قوى غربية كالولايات المتحدة الأمريكية أو من خلال التصفية الداخلية، فكل ذلك يؤثر بشكل مباشر على السياسات الخارجية لإيران كون أن النظام لا يجد أي منفذ للعبث الذي يقوم فيه من دون تخطيط أو إدراك لنتائج هذه الفوضى الذي خلقها.
إن العمل القادم لإيران ليس بالسهل، فهي تواجه أكبر أزمة في تاريخها، وخاصة أن الدول الأوروبية والمؤثرة في القرار الدولي قد أيقنت أن هذا النظام بدأ يشيخ، ويتعب ولا يلبي الأهداف التي جاء من أجلها، فاستهداف طائرة مدنية في الأجواء الإيرانية يعتبر جريمة، وحتى لو اعترفت إيران بالخطأ، أليس من حق أوكرانيا أن تتخذ إجراءاتها القانونية عبر المؤسسات الدولية لضمان حق الضحايا، فماذا ينتظر الاتحاد الأوروبي من أجل أن يفرض العقوبات على طهران ويجرد النظام حتى ينصاع إلى الواقع ويعرف قدر نفسه؟ ألم تتكلم دول الخليج العربي لسنوات حول الخطر الإيراني والتهديدات التي تمس سيادة الدول والشعوب، وحركة الملاحة البحرية والآن أصبحت جوية؟ تساؤلات كثيرة نطرحها ويجب أن نحصل على إجابة من الساسة الأوروبيين بالتحديد.
كما إن التساؤلات لا تنتهي عند هذا الحد، أين الرأي العام الأوروبي من هذه الفوضى؟ وأين الديمقراطيات الكبرى التي تتحدثون عنها في منظمات حقوق الإنسان؟ أليس ضحايا الطائرة الأوكرانية هم من الشعب الأوروبي وجزء من الاتحاد؟ أو تناسيتم ذلك مقابل مصالح اقتصادية مع إيران لنشر الفوضى بالمنطقة؟ الوضع انتقل إلى مراحل متقدمة والسكوت وطبطبة سقوط الطائرة الأوكرانية دليل على تخاذل الأوروبيين بحق شعوبهم؟
من جهة أخرى، تحدثنا عن إيران في مجلدات ومقالات ولقاءات متعددة بأن المرحلة القادمة ستكون أصعب والمشهد السياسي سيكون معقدا أكثر من السابق، فاليوم تنكشف خيوط الدعم الخفي لإيران، وهذا ما تخاف منه الكثير من الدول التي ساندت النظام الإيراني الذي بغبائه فقد ثقتهم بشكل كبير، فالدولة الوحيدة في المنطقة التي لا تكترث بالتقارير الدولية ولا بالقرارات الصادرة بحقها في الأمم المتحدة متمثلة بمجلس الأمن هي إيران، والسؤال الذي يجب أن نحصل على إجابة عليه لدى الرأي العام الأوروبي بالتحديد بملف العبث الإيراني الذي وصل لهم، هل الحكومات الأوروبية فاسدة أم أن أنظمتكم الديمقراطية التي تتفاخرون بها هي الفاسدة فاسترخصتكم وجعلتكم تتنازلون عن دماء شعوبكم مقابل مصالح اقتصادية؟
{{ article.visit_count }}
الأمر ليس بالسهل لنا نحن كدول خليج عربي أن نجاور دولة لا تعرف أين تذهب؟، ولا كيف تدار الأمور والأحداث؟ فهي على مدار 40 عاماً وهي لا تعترف بأي معاهدات أو بروتوكولات دولية، فهي فقط تطبق ما جاء به النظام من تعليمات في تصدير ثورة خمينية مريضة، قد جاءت بتسهيلات غربية وبالتحديد بعد وصول الخميني لإيران عبر الخطوط الجوية الفرنسية، هكذا هو التعبير الصحيح لحالة إيران اليوم.
وفي الحقيقة الخطر الذي يحدق بنا كدول خليج هي أن إيران الجار المعادي والذي يتدخل في شؤوننا قد ضاع الاتجاه، وأن مهمته التي أوكلت إليه قد قاربت على الانتهاء، وبات الأمر واضحاً بأنه حان الوقت للتخلص من بعض الوجوه، سواء بواسطة قوى غربية كالولايات المتحدة الأمريكية أو من خلال التصفية الداخلية، فكل ذلك يؤثر بشكل مباشر على السياسات الخارجية لإيران كون أن النظام لا يجد أي منفذ للعبث الذي يقوم فيه من دون تخطيط أو إدراك لنتائج هذه الفوضى الذي خلقها.
إن العمل القادم لإيران ليس بالسهل، فهي تواجه أكبر أزمة في تاريخها، وخاصة أن الدول الأوروبية والمؤثرة في القرار الدولي قد أيقنت أن هذا النظام بدأ يشيخ، ويتعب ولا يلبي الأهداف التي جاء من أجلها، فاستهداف طائرة مدنية في الأجواء الإيرانية يعتبر جريمة، وحتى لو اعترفت إيران بالخطأ، أليس من حق أوكرانيا أن تتخذ إجراءاتها القانونية عبر المؤسسات الدولية لضمان حق الضحايا، فماذا ينتظر الاتحاد الأوروبي من أجل أن يفرض العقوبات على طهران ويجرد النظام حتى ينصاع إلى الواقع ويعرف قدر نفسه؟ ألم تتكلم دول الخليج العربي لسنوات حول الخطر الإيراني والتهديدات التي تمس سيادة الدول والشعوب، وحركة الملاحة البحرية والآن أصبحت جوية؟ تساؤلات كثيرة نطرحها ويجب أن نحصل على إجابة من الساسة الأوروبيين بالتحديد.
كما إن التساؤلات لا تنتهي عند هذا الحد، أين الرأي العام الأوروبي من هذه الفوضى؟ وأين الديمقراطيات الكبرى التي تتحدثون عنها في منظمات حقوق الإنسان؟ أليس ضحايا الطائرة الأوكرانية هم من الشعب الأوروبي وجزء من الاتحاد؟ أو تناسيتم ذلك مقابل مصالح اقتصادية مع إيران لنشر الفوضى بالمنطقة؟ الوضع انتقل إلى مراحل متقدمة والسكوت وطبطبة سقوط الطائرة الأوكرانية دليل على تخاذل الأوروبيين بحق شعوبهم؟
من جهة أخرى، تحدثنا عن إيران في مجلدات ومقالات ولقاءات متعددة بأن المرحلة القادمة ستكون أصعب والمشهد السياسي سيكون معقدا أكثر من السابق، فاليوم تنكشف خيوط الدعم الخفي لإيران، وهذا ما تخاف منه الكثير من الدول التي ساندت النظام الإيراني الذي بغبائه فقد ثقتهم بشكل كبير، فالدولة الوحيدة في المنطقة التي لا تكترث بالتقارير الدولية ولا بالقرارات الصادرة بحقها في الأمم المتحدة متمثلة بمجلس الأمن هي إيران، والسؤال الذي يجب أن نحصل على إجابة عليه لدى الرأي العام الأوروبي بالتحديد بملف العبث الإيراني الذي وصل لهم، هل الحكومات الأوروبية فاسدة أم أن أنظمتكم الديمقراطية التي تتفاخرون بها هي الفاسدة فاسترخصتكم وجعلتكم تتنازلون عن دماء شعوبكم مقابل مصالح اقتصادية؟