«بعد عدة أيام من سقوط الطائرة الأوكرانية، وبعد النفي والنفي الشديد من القيادة الإيرانية بأنها سقطت نتيجة استهدافها بصاروخ إيراني، اعترف النظام الإيراني بأنه هو الذي أسقط الطائرة وعزا ذلك إلى خطأ بشري غير مقصود وأن المتورطين أخفوا هذه المعلومة عن القيادة وأن القيادة فور أن علمت اعترفت وأسفت واعتذرت وأمرت بالتحقيق. هل يعقل أن القيادة لم تعرف بالأمر إلا اليوم؟ لايزال النظام الإيراني يعتقد أن الناس أغبياء وأنهم يمكن أن يصدقوا هذا الفيلم. تقديري أن النظام اعترف بسبب توفير أمريكا ما يثبت تورطه في إسقاط الطائرة وتهديده بفضحه».
هذه الفقرة كتبتها في يوم اعتراف النظام الإيراني بفعلته وأرسلتها إلى بعض الأصدقاء، الذين وصلتني تعليقاتهم كلهم أجمعوا على أن هذا الأمر ليس بمستغرب من نظام تعود الكذب، وكلهم قالوا إن أمراً ما قد حصل جعل «الملالي» يقدرون أن اعترافهم اليوم أفضل لهم من الاستمرار في النفي والكذب، والغالب هو أن الولايات المتحدة وكندا وأوكرانيا توفرت لديهم أدلة من شأنها أن تفضح النظام الإيراني فتتسارع نهايته، وإلا ما الذي يجعل من ظل ينفي وينفي بشدة ويوظف ترسانته الإعلامية لدعم هذا النفي ثم فجأة يعترف ويقول إنه هو الذي أسقطها بصاروخ أطلقه في لحظة ارتباك ظناً منه أن الطائرة صاروخ أمريكي اخترق تحصينات النظام؟!
النظام الإيراني بدأ الموضوع بكذبة ثم أتبعها بأخرى ثم عندما وجد نفسه محاصراً اعترف وأطلق سلسلة كذب جديدة فقال إن ما حصل كان نتيجة «خطأ بشري» غير مقصود وأن المخطئين أخفوا الأمر عن القيادة، ولأنه مرتبك ويكذب قال إن المعنيين بإطلاق الصاروخ لم يعرفوا ما إذا كان ذلك الجسم الذي رصدوه طائرة أم صاروخاً، رغم أنهم يعلمون جيداً أن سرعة الصاروخ تختلف عن سرعة الطائرة ويعلمون أن الطائرة لم تخرج عن مسارها وأن التشكيك أمر غير ممكن حيث الطائرات لا تقلع من المطارات من دون تنسيق وعلم كل الجهات ذات العلاقة.
ما حدث قبل الاعتراف هو أن أبواق الملالي خرجوا عبر الفضائيات ليؤكدوا أن النظام لا يمكن أن يكون قد تورط في إسقاط الطائرة وأنه لا يمكن أن يكذب، بل إن بعضهم نسي نفسه وبالغ فقال إنه لا يشك أبداً في أن الذي أسقط الطائرة «داخل إيران» هي أمريكا! أما ما حدث بعد الاعتراف فهو أن نفس الأشخاص خرجوا عبر الفضائيات ليمتدحوا النظام ووصفوه بالجريء وقالوا إن اعترافه بالخطأ أمر سيدونه التاريخ! وأضافوا أن طائرات أخرى مدنية سقطت من قبل ولم يعترف مسقطوها بفعلتهم رغم مرور سنين على تلك الحوادث ورغم التأكد من تورطهم في ذلك!
طبعاً هؤلاء لا يفرقون بين نظام يحكمه بشر عاديون ونظام يحكمه ملالي يدعون أنهم يمتلكون مفتاح الجنة وبطاقات دخولها. هؤلاء يتركون الموضوع الأهم وهو الكذب الذي تعوده النظام الإيراني ويركزون على موضوعات أخرى، فالمهم عندهم والأهم هو الدفاع عن هذا النظام وإخراجه من ورطته لعلهم يحظون برضاه فيغدق عليهم شيئاً من تلك البطاقات.
الرد عليهم وعلى النظام ورموزه جاء بعد الفضيحة من الشعب الإيراني الذي خرج إلى الشوارع غاضباً وهاتفاً ضد خامنئي وروحاني و»الملالي» ومطالباً إياهم بالاستقالة، فالخطأ فادح ولا يمكن إصلاحه بتصريحات يطلقونها ولا بأموال يعوضون بها أهالي الضحايا الذين ذهبوا نتيجة «خطأ بشري» كما يدعي النظام.
لو أن النظام صادق بالفعل ويحترم نفسه لأقال على الفور كل المتورطين في الموضوع وأولهم وزير الدفاع والمعنيون بشؤون الطيران، ولما تأخر مرشده ورئيسه و»خبراؤه» عن تقديم استقالتهم، فاعتذارهم لا قيمة له، وهذا تحديداً ما قاله المتظاهرون.
هذه الفقرة كتبتها في يوم اعتراف النظام الإيراني بفعلته وأرسلتها إلى بعض الأصدقاء، الذين وصلتني تعليقاتهم كلهم أجمعوا على أن هذا الأمر ليس بمستغرب من نظام تعود الكذب، وكلهم قالوا إن أمراً ما قد حصل جعل «الملالي» يقدرون أن اعترافهم اليوم أفضل لهم من الاستمرار في النفي والكذب، والغالب هو أن الولايات المتحدة وكندا وأوكرانيا توفرت لديهم أدلة من شأنها أن تفضح النظام الإيراني فتتسارع نهايته، وإلا ما الذي يجعل من ظل ينفي وينفي بشدة ويوظف ترسانته الإعلامية لدعم هذا النفي ثم فجأة يعترف ويقول إنه هو الذي أسقطها بصاروخ أطلقه في لحظة ارتباك ظناً منه أن الطائرة صاروخ أمريكي اخترق تحصينات النظام؟!
النظام الإيراني بدأ الموضوع بكذبة ثم أتبعها بأخرى ثم عندما وجد نفسه محاصراً اعترف وأطلق سلسلة كذب جديدة فقال إن ما حصل كان نتيجة «خطأ بشري» غير مقصود وأن المخطئين أخفوا الأمر عن القيادة، ولأنه مرتبك ويكذب قال إن المعنيين بإطلاق الصاروخ لم يعرفوا ما إذا كان ذلك الجسم الذي رصدوه طائرة أم صاروخاً، رغم أنهم يعلمون جيداً أن سرعة الصاروخ تختلف عن سرعة الطائرة ويعلمون أن الطائرة لم تخرج عن مسارها وأن التشكيك أمر غير ممكن حيث الطائرات لا تقلع من المطارات من دون تنسيق وعلم كل الجهات ذات العلاقة.
ما حدث قبل الاعتراف هو أن أبواق الملالي خرجوا عبر الفضائيات ليؤكدوا أن النظام لا يمكن أن يكون قد تورط في إسقاط الطائرة وأنه لا يمكن أن يكذب، بل إن بعضهم نسي نفسه وبالغ فقال إنه لا يشك أبداً في أن الذي أسقط الطائرة «داخل إيران» هي أمريكا! أما ما حدث بعد الاعتراف فهو أن نفس الأشخاص خرجوا عبر الفضائيات ليمتدحوا النظام ووصفوه بالجريء وقالوا إن اعترافه بالخطأ أمر سيدونه التاريخ! وأضافوا أن طائرات أخرى مدنية سقطت من قبل ولم يعترف مسقطوها بفعلتهم رغم مرور سنين على تلك الحوادث ورغم التأكد من تورطهم في ذلك!
طبعاً هؤلاء لا يفرقون بين نظام يحكمه بشر عاديون ونظام يحكمه ملالي يدعون أنهم يمتلكون مفتاح الجنة وبطاقات دخولها. هؤلاء يتركون الموضوع الأهم وهو الكذب الذي تعوده النظام الإيراني ويركزون على موضوعات أخرى، فالمهم عندهم والأهم هو الدفاع عن هذا النظام وإخراجه من ورطته لعلهم يحظون برضاه فيغدق عليهم شيئاً من تلك البطاقات.
الرد عليهم وعلى النظام ورموزه جاء بعد الفضيحة من الشعب الإيراني الذي خرج إلى الشوارع غاضباً وهاتفاً ضد خامنئي وروحاني و»الملالي» ومطالباً إياهم بالاستقالة، فالخطأ فادح ولا يمكن إصلاحه بتصريحات يطلقونها ولا بأموال يعوضون بها أهالي الضحايا الذين ذهبوا نتيجة «خطأ بشري» كما يدعي النظام.
لو أن النظام صادق بالفعل ويحترم نفسه لأقال على الفور كل المتورطين في الموضوع وأولهم وزير الدفاع والمعنيون بشؤون الطيران، ولما تأخر مرشده ورئيسه و»خبراؤه» عن تقديم استقالتهم، فاعتذارهم لا قيمة له، وهذا تحديداً ما قاله المتظاهرون.