كثير من المتعلمين ومحبي القراءة يرون أنهم من خلال ما يملكون من معلومات جمة أنهم على مستوى عالٍ من الثقافة، وأنهم على قدر من الوعي، ولكن في مسيرة تعلمنا الطويلة في الحياة، نكتشف أحياناً أن ما نعتقد أننا نعرفه من معلومات لا يكفي، وأن سبل الاستفادة منها تبقى محدودة جداً. لطالما تساءلنا في المدارس ما جدوى دراستنا للتاريخ، ما شأننا بتاريخ الدولة السلجوقية؟ وما جدوى معرفتنا بالدول تحت خط الفقر؟ ما أهمية تعليمنا خطوط الطول والعرض وخصائص الدول الواقعة على كل منها؟ ما شأننا بطريقة معرفة الوقت الآن في لندن أو غيرها؟ ما الفكرة المراد إيصالها لها من قانون الاحتمالات؟ وما الذي سيتغير إن علمنا بالجاذبية الأرضية لطالما أنها جزء من واقعنا اليوم الذي نعيشه؟ ولماذا عساي أتعلم أي دولة تنتج الموز وأيها تنتج الشاي وأي دولة لا يزرع فيها الأرز؟ بل ما شأننا بتربة كل بلد والحيوانات التي تعيش في كل إقليم أو طبيعة مغايرة؟ السؤال الأهم من ذلك كان ما ارتبط بعلم الإحصاء والجبر وعموم علوم الرياضيات وكذلك الكيمياء.. فماذا سأستفيد إن علمت أن الصيغة العلمية لتركيبة الماء H2O؟!! أو إذا تعلمت قيمة «س» و»ص» في معادلة معقدة؟ كلها أسئلة مشروعة.
تكمن مشروعية تلك الأسئلة في أن ما نتلقاه في المدارس معلومات ولا يتم ربطها بما يكفي بالواقع، فما نتلقاه لا يرقى لمستوى تسميته بالمعرفة، رغم أننا في حقيقة الأمر نحتاج إلى المعرفة أكثر من كل تلك الأشياء، ولعل بعد تعليمنا هذا كله، وبذل كل تلك الجهود طوال هذه السنوات، جل ما كنا نحتاج إليه منذ الصف الأول بعض الدروس أو مقرر واحد يساعدنا على ربط العناصر والمعلومات ببعضها، وتطبيقها فعلياً على الاحتياجات الحياتية لها، وتقديمها في أمثلة حقيقية معاشة أو قد تمارس من خلال ما ستشغله من وظائف وما تتطلبه تلك الوظائف من مهارات ومهام. لعلنا فقط كنا بحاجة لمن يعلمنا أن دراسة التاريخ والتعرف على الشخصيات التاريخية ليس أمراً غير مجدٍ بل سيكون نافعاً جداً للمشتغلين في الآثار وفي السياسة وفي الإعلام مثلاً، وأن الرياضيات والكيمياء والفيزياء ستكون ذات أهمية عالية لمعرفة كثير من الأمور المتعلقة بالاستخدامات التكنولوجية مثلاً فضلاً عن تصنيعها والابتكار في هذا المجال، وأن العمل في التجارة سيتطلب تعلمنا للغات وتعلمنا الدول المنتجة للأغذية والبضائع المختلفة والظروف التي تنتج فيها كل بضاعة أو طعام. وقتها كان دافعنا للدراسة سيكون أكبر، وسيكون اهتمامنا بالمواد حقيقياً ونابعاً من غايات مستقبلية نتعاطى معها بوعي منذ بداية تعليمنا.
* اختلاج النبض:
لكي لا تكون المدرسة مرتعاً للحماقة الطلابية، نحتاج فقط أن نمنح الطالب فرصته الحقيقية لفهم جدوى بذل 12 سنة من عمره في تلقي معلومات هو على يقين أنها لن تفيده في حياته المستقبلية، فيهدر فرصة التعلم أحياناً لا مبالياً بها، ويهدر أثمن سنوات عمره، لقصور تبيان الغاية من تلك الدراسة التي باتت تشكل هماً كبيراً للطلبة في ظل مغريات الحياة المتزايدة.
تكمن مشروعية تلك الأسئلة في أن ما نتلقاه في المدارس معلومات ولا يتم ربطها بما يكفي بالواقع، فما نتلقاه لا يرقى لمستوى تسميته بالمعرفة، رغم أننا في حقيقة الأمر نحتاج إلى المعرفة أكثر من كل تلك الأشياء، ولعل بعد تعليمنا هذا كله، وبذل كل تلك الجهود طوال هذه السنوات، جل ما كنا نحتاج إليه منذ الصف الأول بعض الدروس أو مقرر واحد يساعدنا على ربط العناصر والمعلومات ببعضها، وتطبيقها فعلياً على الاحتياجات الحياتية لها، وتقديمها في أمثلة حقيقية معاشة أو قد تمارس من خلال ما ستشغله من وظائف وما تتطلبه تلك الوظائف من مهارات ومهام. لعلنا فقط كنا بحاجة لمن يعلمنا أن دراسة التاريخ والتعرف على الشخصيات التاريخية ليس أمراً غير مجدٍ بل سيكون نافعاً جداً للمشتغلين في الآثار وفي السياسة وفي الإعلام مثلاً، وأن الرياضيات والكيمياء والفيزياء ستكون ذات أهمية عالية لمعرفة كثير من الأمور المتعلقة بالاستخدامات التكنولوجية مثلاً فضلاً عن تصنيعها والابتكار في هذا المجال، وأن العمل في التجارة سيتطلب تعلمنا للغات وتعلمنا الدول المنتجة للأغذية والبضائع المختلفة والظروف التي تنتج فيها كل بضاعة أو طعام. وقتها كان دافعنا للدراسة سيكون أكبر، وسيكون اهتمامنا بالمواد حقيقياً ونابعاً من غايات مستقبلية نتعاطى معها بوعي منذ بداية تعليمنا.
* اختلاج النبض:
لكي لا تكون المدرسة مرتعاً للحماقة الطلابية، نحتاج فقط أن نمنح الطالب فرصته الحقيقية لفهم جدوى بذل 12 سنة من عمره في تلقي معلومات هو على يقين أنها لن تفيده في حياته المستقبلية، فيهدر فرصة التعلم أحياناً لا مبالياً بها، ويهدر أثمن سنوات عمره، لقصور تبيان الغاية من تلك الدراسة التي باتت تشكل هماً كبيراً للطلبة في ظل مغريات الحياة المتزايدة.