في برنامج بثته فضائية «سكاي نيوز عربية» على الهواء مباشرة وشارك فيها الكاتب والمحلل السياسي البحريني عبد الله الجنيد قال الضيف الآخر الذي تحدث من طهران رداً على مجموعة الملاحظات التي أبداها الجنيد ما معناه إنكم تجاهلتم الملايين التي خرجت في تشييع قاسم سليماني وركزتم على «عشرات الطلبة» الذين خرجوا تعبيراً عن غضبهم من «سقوط» الطائرة الأوكرانية، واعتبر أن خروج تلك «العشرات» أمر طبيعي لأن من بين الضحايا زملاء لهم.
ولأن الذين خرجوا إلى شوارع طهران في الأيام التي تلت اعتراف النظام الإيراني بتورطه في عملية إسقاط الطائرة بإطلاق صاروخ عليها «بخطأ بشري» محتجين ومطالبين خامنئي وروحاني بالاستقالة لم يكونوا بالعشرات كما قال ذاك الذي صار يتوفر على الفضائيات العربية في كل حين وإنما كانوا ألوفاً مؤلفة ووصلت أصواتهم كل العالم لذا لم يكن من الجنيد ومقدم البرنامج سوى التعبير بابتسامة ساخرة، فما قاله المحلل السياسي الإيراني يبعث على السخرية بالفعل والأكيد أن كل من سمعه يقول ذلك ضحك وسخر من قوله.
المثير أن ذلك الشخص وضع بكلامه عن أعداد الذين تظاهروا وأعداد الذين خرجوا في تشييع سليماني، وضع سليماني في كفة ووضع في الأخرى كل ضحايا الطائرة المنكوبة والتي ادعى أرباب النظام أنهم لم ينتبهوا إلى أنها أسقطت بصاروخ أطلقه الحرس الثوري إلا بعد ثلاثة أيام وأنه تم التكتم على الخبر وظل محصورا في الدائرة الضيقة بسبب حيرة الحرس الثوري!
لم ينتبه ذلك الشخص الذي هو مع النظام الإيراني ظالما ومظلوما إلى أن أغلب الذين خرجوا إلى تشييع سليماني خرجوا بإيعاز من النظام وربما انصياعا بسبب تهديداته لهم وخوفا منه، ولم ينتبه إلى أن الذين خرجوا ولا يزالون يخرجون هذه الأيام محتجين على ممارسة «الملالي» للكذب واستهانتهم بأرواح الأبرياء ألوف وأن هذه الألوف في ازدياد وأن الأكيد أنهم لم يخرجوا بتحريض من الولايات المتحدة كما صار يشيع إعلام النظام.
أن يدافع ذلك الشخص عن النظام الذي ينتمي إليه فهذا حقه، لكن أن يبرر ما لا يمكن تبريره ويمارس الكذب علنا فيقول عن الألوف عشرات ويقارن بين مشهدين ليس من المنطق المقارنة بينهما فهذا تطاول على المشاهد، ولهذا عمد مقدم البرنامج إلى مناقشته ولفت انتباهه مرات وطالبه بعدم حرف الموضوع وعدم المبالغة في التقليل من شأن وتأثير الذين يتظاهرون ضد النظام بسبب ممارسته الكذب علناً.
ما قاله ذلك الشخص مثال على ما تمارسه الترسانة الإعلامية الإيرانية في هذه الأيام، والواضح أن التعليمات صدرت بالتبرير لتأخر النظام عن الاعتراف بالجريمة التي ارتكبها وبالترويج لفكرة أن هذا الاعتراف نادر الحدوث على اعتبار أن طائرات سقطت في ظروف مشابهة لا تزال الدول المتورطة في إسقاطها ترفض الاعتراف رغم مرور سنين طويلة. والأكيد أن تعليمات صدرت من قيادة النظام للقول بأن الذين يتظاهرون هذه الأيام مجرد «عشرات» وأنهم «مغرر» بهم وأن بينهم «مندسين» وأن الشعارات التي يرفعونها ويطالبون بها لا تعبر عنهم وإنما هي من فعل الولايات المتحدة التي تريد أن تنتقم لـ«الصفعة الأولى» التي تلقتها قواعدها العسكرية في العراق رداً على اغتيالها لسليماني والمهندس والتي «هزت كيانها»!
ما قاله ضيف «سكاي نيوز عربية» من طهران يقوله كل أبواق النظام الإيراني، كلهم يقولون إن المواطنين الإيرانيين الذين خرجوا يهتفون ضد النظام ويصفونه بالكاذب ويطالبون خامنئي وروحاني بالاستقالة مجرد «عشرات» لا يعتد بهم ولا تأثير لهم، وبالطبع فإنهم ينكرون أن النظام يتعامل معهم بقسوة وأنه يستخدم الرصاص الحي لتفريقهم ويعتقل منهم ما يشاء ليفعل بهم ما يشاء. يقولون ذلك رغم أن العالم كله شاهد ما ينكرونه ويستنكره.
ولأن الذين خرجوا إلى شوارع طهران في الأيام التي تلت اعتراف النظام الإيراني بتورطه في عملية إسقاط الطائرة بإطلاق صاروخ عليها «بخطأ بشري» محتجين ومطالبين خامنئي وروحاني بالاستقالة لم يكونوا بالعشرات كما قال ذاك الذي صار يتوفر على الفضائيات العربية في كل حين وإنما كانوا ألوفاً مؤلفة ووصلت أصواتهم كل العالم لذا لم يكن من الجنيد ومقدم البرنامج سوى التعبير بابتسامة ساخرة، فما قاله المحلل السياسي الإيراني يبعث على السخرية بالفعل والأكيد أن كل من سمعه يقول ذلك ضحك وسخر من قوله.
المثير أن ذلك الشخص وضع بكلامه عن أعداد الذين تظاهروا وأعداد الذين خرجوا في تشييع سليماني، وضع سليماني في كفة ووضع في الأخرى كل ضحايا الطائرة المنكوبة والتي ادعى أرباب النظام أنهم لم ينتبهوا إلى أنها أسقطت بصاروخ أطلقه الحرس الثوري إلا بعد ثلاثة أيام وأنه تم التكتم على الخبر وظل محصورا في الدائرة الضيقة بسبب حيرة الحرس الثوري!
لم ينتبه ذلك الشخص الذي هو مع النظام الإيراني ظالما ومظلوما إلى أن أغلب الذين خرجوا إلى تشييع سليماني خرجوا بإيعاز من النظام وربما انصياعا بسبب تهديداته لهم وخوفا منه، ولم ينتبه إلى أن الذين خرجوا ولا يزالون يخرجون هذه الأيام محتجين على ممارسة «الملالي» للكذب واستهانتهم بأرواح الأبرياء ألوف وأن هذه الألوف في ازدياد وأن الأكيد أنهم لم يخرجوا بتحريض من الولايات المتحدة كما صار يشيع إعلام النظام.
أن يدافع ذلك الشخص عن النظام الذي ينتمي إليه فهذا حقه، لكن أن يبرر ما لا يمكن تبريره ويمارس الكذب علنا فيقول عن الألوف عشرات ويقارن بين مشهدين ليس من المنطق المقارنة بينهما فهذا تطاول على المشاهد، ولهذا عمد مقدم البرنامج إلى مناقشته ولفت انتباهه مرات وطالبه بعدم حرف الموضوع وعدم المبالغة في التقليل من شأن وتأثير الذين يتظاهرون ضد النظام بسبب ممارسته الكذب علناً.
ما قاله ذلك الشخص مثال على ما تمارسه الترسانة الإعلامية الإيرانية في هذه الأيام، والواضح أن التعليمات صدرت بالتبرير لتأخر النظام عن الاعتراف بالجريمة التي ارتكبها وبالترويج لفكرة أن هذا الاعتراف نادر الحدوث على اعتبار أن طائرات سقطت في ظروف مشابهة لا تزال الدول المتورطة في إسقاطها ترفض الاعتراف رغم مرور سنين طويلة. والأكيد أن تعليمات صدرت من قيادة النظام للقول بأن الذين يتظاهرون هذه الأيام مجرد «عشرات» وأنهم «مغرر» بهم وأن بينهم «مندسين» وأن الشعارات التي يرفعونها ويطالبون بها لا تعبر عنهم وإنما هي من فعل الولايات المتحدة التي تريد أن تنتقم لـ«الصفعة الأولى» التي تلقتها قواعدها العسكرية في العراق رداً على اغتيالها لسليماني والمهندس والتي «هزت كيانها»!
ما قاله ضيف «سكاي نيوز عربية» من طهران يقوله كل أبواق النظام الإيراني، كلهم يقولون إن المواطنين الإيرانيين الذين خرجوا يهتفون ضد النظام ويصفونه بالكاذب ويطالبون خامنئي وروحاني بالاستقالة مجرد «عشرات» لا يعتد بهم ولا تأثير لهم، وبالطبع فإنهم ينكرون أن النظام يتعامل معهم بقسوة وأنه يستخدم الرصاص الحي لتفريقهم ويعتقل منهم ما يشاء ليفعل بهم ما يشاء. يقولون ذلك رغم أن العالم كله شاهد ما ينكرونه ويستنكره.