حتى كتابة هذا المقال والساعة تشير إلى الثانية ظهراً بتوقيت دبي، أربع قصص حدثت لي خلال الأربع والعشرون ساعة الماضية، الأولى أنني كنت أعتقد أن سفري سيكون يوم الأربعاء واتضح أنه يوم الثلاثاء، واكتشفت هذا الخطأ حين تفقدني نادي دبي للصحافة الجهة المضيفة مستفسرين عن عدم وصولي في الوقت المحدد، وحينها كنت جالسة ألعب مع حفيدتي في البيت والطائرة قد وصلت لدبي، فتم الحجز لي على الطائرة التي تليها وكان موعد إقلاعها الساعة الثالثة والخمسين دقيقة فجراً!! حضرت قبل الموعد بساعتين تحاشياً لأي تأخير، لأفاجأ أن الطائرة هي التي ستتأخر حتى الخامسة صباحاً!!
وصلت دبي الساعة السابعة والنصف صباحاً ولم ننزل عبر الخرطوم، ركبنا حافلة اصطدمت بقاطرة عربات في المطار وبقينا قرابة الخمس والأربعين دقيقة أو أكثر داخل الباص حتى حلت المشكلة.
خرجت من المطار في طريقي للفندق في سيارة ليموزين تابعة لأسطول طيران الإمارات وأنا لا أستطيع أن أفتح عيني، لكن السائق حرص حرصاً شديداً طول الطريق أن يحكي لي كيف نجا من الغرق والموت يوم الجمعة الماضي وكيف بقي ست عشرة ساعة على سطح السيارة الغارقة بلا ماء أو طعام لأن كمية الأمطار التي نزلت على دبي ذاك اليوم كانت غير مسبوقة، وأصر السائق أن يريني صور الماء وهو داخل السيارة وصورته وهو جالس على سطحها!
وصلت الفندق، وربك ستر، كدت أنهش بأسناني موظف الاستقبال حين أخبرني أن الغرفة غير جاهزة، وخلال ثوانٍ «أجدع» غرفة كانت تحت إمرتي، لم يكن هناك وقت للراحة، أخذت حماماً سريعاً ونزلت للذهاب للاحتفالية ولتبدأ الملحمة الرابعة!!
ركبنا السيارة أنا والأستاذ جورج سمعان الصحفي اللبناني الغني عن التعريف في الخلف والدكتور حسين شبكشي الكاتب في الشرق الأوسط وسعودي جازيت، في المقعد الأمامي ونحن في الطريق وإذ بذاك الشيء المفر المكر المقبل المدبر معاً كجلمود صخر حطه السيل من علِ، يمشي على رجلي فاتلاً لي شنباته الطويلة بكل فخر واعتزاز، سألت الأستاذ جورج هامسة و«حصمت عيني»، كادت أن تخرج من محجرها، هل هذا الذي على رجلي صرصور؟ قال نعم، وبس... عينك ما تشوف إلا النور..
أختكم فتحت باب السيارة، لم أفكر إذا كانت السيارة تسير أم واقفة، وخرجت في وسط شوارع دبي أولول مع الصراخ والعويل وأنطر كالمجنونة، والأستاذ جورج بجلالة قدره وتاريخه السياسي «يدبك» داخل السيارة بعملية استشهادية وببطولة خارقة دعس على عاقد الحاجبين وأودى به ميتاً في ثوانٍ، فكان الأستاذ جورج مبعوث العناية الإلهية بالنسبة لي وسفير النوايا الحسنة، فقد تطوع وقام بما تقوم به كتيبة مقاتلة، طبعاً طابور السيارات واقف والكل يتفرج على هذه السيدة «الكاشخة» لكنها تقفز كـ«أبوفخيذ» في الشارع، ولم أهدأ حتى نزل السائق وأخذه في ورقة كلينكس وعاد لمقعده، وظل رافعاً يده سائقاً السيارة بيد واحدة طول الطريق حتى أتأكد بأنه لم يخرج منها!!
المهم أننا في هذه المعمعة والصراخ والعويل، الدكتور شبكشي ظل هادئاً طوال الوقت ثم سأل ماذا حدث؟ وحين عاتبته أسأله عن الشهامة والمروءة، فقال أصلاً أنا لم أسمع الحوار الذي دار بينك وبين جورج، أنا شاهدت سيدة وقوراً كانت تجلس خلفي، وإذ بها ترقص الدبكة في الشارع بلا مقدمات، فانعقد لساني لأني لم أعرف السبب.
الشاهد حين استرجعت أنفاسي وعدت للسيارة وأنا ألتفت يميناً يساراً في محاولة لترقيع الموقف والحفاظ على هيبتنا ووقارنا اللذين مسحهما «أبوشنب» في الأرض، قلت لهما أصلاً حتى هيلاري كلينتون صعدت على طاولة الاجتماع حين رأت الصرصور!
بعض الأيام ليست يومك، وتتوالى عليك البلاوي، بعضها مضحك وبعضها مرعب، وبالنسبة لي كانت الرابعة هي القاضية حتى كتابة هذه السطور، وهابي ويكند.
وصلت دبي الساعة السابعة والنصف صباحاً ولم ننزل عبر الخرطوم، ركبنا حافلة اصطدمت بقاطرة عربات في المطار وبقينا قرابة الخمس والأربعين دقيقة أو أكثر داخل الباص حتى حلت المشكلة.
خرجت من المطار في طريقي للفندق في سيارة ليموزين تابعة لأسطول طيران الإمارات وأنا لا أستطيع أن أفتح عيني، لكن السائق حرص حرصاً شديداً طول الطريق أن يحكي لي كيف نجا من الغرق والموت يوم الجمعة الماضي وكيف بقي ست عشرة ساعة على سطح السيارة الغارقة بلا ماء أو طعام لأن كمية الأمطار التي نزلت على دبي ذاك اليوم كانت غير مسبوقة، وأصر السائق أن يريني صور الماء وهو داخل السيارة وصورته وهو جالس على سطحها!
وصلت الفندق، وربك ستر، كدت أنهش بأسناني موظف الاستقبال حين أخبرني أن الغرفة غير جاهزة، وخلال ثوانٍ «أجدع» غرفة كانت تحت إمرتي، لم يكن هناك وقت للراحة، أخذت حماماً سريعاً ونزلت للذهاب للاحتفالية ولتبدأ الملحمة الرابعة!!
ركبنا السيارة أنا والأستاذ جورج سمعان الصحفي اللبناني الغني عن التعريف في الخلف والدكتور حسين شبكشي الكاتب في الشرق الأوسط وسعودي جازيت، في المقعد الأمامي ونحن في الطريق وإذ بذاك الشيء المفر المكر المقبل المدبر معاً كجلمود صخر حطه السيل من علِ، يمشي على رجلي فاتلاً لي شنباته الطويلة بكل فخر واعتزاز، سألت الأستاذ جورج هامسة و«حصمت عيني»، كادت أن تخرج من محجرها، هل هذا الذي على رجلي صرصور؟ قال نعم، وبس... عينك ما تشوف إلا النور..
أختكم فتحت باب السيارة، لم أفكر إذا كانت السيارة تسير أم واقفة، وخرجت في وسط شوارع دبي أولول مع الصراخ والعويل وأنطر كالمجنونة، والأستاذ جورج بجلالة قدره وتاريخه السياسي «يدبك» داخل السيارة بعملية استشهادية وببطولة خارقة دعس على عاقد الحاجبين وأودى به ميتاً في ثوانٍ، فكان الأستاذ جورج مبعوث العناية الإلهية بالنسبة لي وسفير النوايا الحسنة، فقد تطوع وقام بما تقوم به كتيبة مقاتلة، طبعاً طابور السيارات واقف والكل يتفرج على هذه السيدة «الكاشخة» لكنها تقفز كـ«أبوفخيذ» في الشارع، ولم أهدأ حتى نزل السائق وأخذه في ورقة كلينكس وعاد لمقعده، وظل رافعاً يده سائقاً السيارة بيد واحدة طول الطريق حتى أتأكد بأنه لم يخرج منها!!
المهم أننا في هذه المعمعة والصراخ والعويل، الدكتور شبكشي ظل هادئاً طوال الوقت ثم سأل ماذا حدث؟ وحين عاتبته أسأله عن الشهامة والمروءة، فقال أصلاً أنا لم أسمع الحوار الذي دار بينك وبين جورج، أنا شاهدت سيدة وقوراً كانت تجلس خلفي، وإذ بها ترقص الدبكة في الشارع بلا مقدمات، فانعقد لساني لأني لم أعرف السبب.
الشاهد حين استرجعت أنفاسي وعدت للسيارة وأنا ألتفت يميناً يساراً في محاولة لترقيع الموقف والحفاظ على هيبتنا ووقارنا اللذين مسحهما «أبوشنب» في الأرض، قلت لهما أصلاً حتى هيلاري كلينتون صعدت على طاولة الاجتماع حين رأت الصرصور!
بعض الأيام ليست يومك، وتتوالى عليك البلاوي، بعضها مضحك وبعضها مرعب، وبالنسبة لي كانت الرابعة هي القاضية حتى كتابة هذه السطور، وهابي ويكند.