«مهدي» الشاب البحراني بلهجته المميزة المحببة الذي فتح أبواب منزله ليؤوي وجدته الكفيفة صديقيه «سعدون» و«جسمان»، ثم «طفاش» الذي أضحك مع رفيقه «جسوم» الكبار والصغار ردحاً من الزمن حتى بات الأطفال يفرحون بلقائهما في كل مكان يكونان فيه وصار اسمهما مقترناً بأغلب الفعاليات الجماهيرية التي كانا يدعيان لها من أجل إنجاحها.
وقبل ذلك كله هو «علي الغرير» الذي كان ملح المائدة الرمضانية حيث كان الكثيرون ينتظرون بث مسلسله «طفاش» على أحر من الجمر، حيث تمكن بعفويته وبساطته وببسمته التي لا تفارق محياه من امتلاك قلوب الكبار والصغار الذين بكوه ألماً وحزناً بعد أن فاجأهم قبل أيام برحيل بارد مفاجئ مباغت دون سابق إنذار.
علي الغرير.. هذه الشخصية الفنية الخلوقة المحبوبة التي لا يختلف اثنان على ذوبانه في البحرين الواحدة المتعايشة المتحابة التي خلقت لتكون بحريناً للتسامح والتعايش منذ الأزل، وهو ما كرسه مرة تلو المرة من خلال رسائل عديدة مبطنة أو معلنة في أعماله الفنية وفي تواصله المجتمعي الذي لا يكاد يميز فيه بين قرية أو مدينة وفي ارتباطه وعلاقاته المتشعبة مع الكثيرين من داخل البحرين وخارجها.
شكل الغرير حالة غير معتادة في المجتمع البحريني حيث قلما نجد الجمهور هنا -وبخاصة فئة الأطفال منه- يتلهفون لرؤية فنان وطلب التصوير معه، ما عدا «طفاش» -كما يحلو للكثيرين هنا تسميته- وقد يعزى ذلك إلى التواضع والتبسط مع الناس الذي كان سمة الغرير التي جعلته يدخل قلوب الكثيرين دون استئذان. أضف إلى ذلك حرصه على المشاركة في الفعاليات الإنسانية وبخاصة زياراته المتكررة للأطفال مرضى السرطان خصوصاً، وما أسهمت به تلك الزيارات من رفع الروح المعنوية لديهم ورسم البسمة على محياهم وإدخال السرور على قلوبهم.
تغريدات الرثاء.. رسائل التعزية.. عبارات الصدمة والدهشة والحزن والمواساة.. فيديوهات وصور عديدة انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي ووصلتنا على هواتفنا النقالة، أجمعت كلها على حقيقة واحدة.. وهي أن «الغرير» كان فعلاً شخصية وطنية مميزة.
هو ليس مجرد مواطن فطن عرف حقوقه وواجباته وأدّاها كما أي شخص آخر، بل هو إنسان صاحب رسالة مدرك لأهمية دوره.. واعٍ بمسؤولياته.. ماهر في استخدام أدواته.. ومتيقن بحقيقة قدرة «البساطة والعفوية» على ترميم الجسور وتعبيد الطرق والتعبير عن الصورة الحقيقية لمكونات الوطن المتآلف.
لذلك لم يكن الغرير مجرد محترف في التمثيل بل هو محترف في «الوطنية» ومنصهر في بوتقة «المواطنة الجامعة» التي أبدع من خلالها في رسم أجمل أدواره الفنية التي تربو على الـ50 مسلسلاً و13 عملاً مسرحياً وبضعة أفلام سينمائية.
لذلك، فإن أبسط حقوقه على هذا المجتمع الذي كرّس حياته لخدمته أن يبّره في أطفاله الذين تركهم، وأن يخصص منزلاً لائقاً كريماً لأسرته التي أيتمها وأثكلها فقده. وفي هذا السياق، نحن ننتظر رؤية التنفيذ الفعلي والحرفي لتوجيهات صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، وسمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الخيرية وشؤون الشباب رئيس مجلس الأمناء للمؤسسة الخيرية الملكية.
* سانحة:
رحل الغرير فجأة، ليدعونا هذا الرحيل إلى مزيد من التأمل في حال هذه الدنيا الفانية التي لا تعدل عند الله جناح بعوضة..
فلنعفُ عن بعضنا البعض.. فلنغفر زلات بعضنا البعض.. فلننقِّ قلوبنا..
إذ لا يدري امرؤ متى يحين دوره؟ متى تسقط ورقته؟ فهنيئاً لمن ترك وراءه ذكرى طيبة في قلوب الناس، وهنيئاً لمن ترك الناس وهم يدعون له.. لا عليه!
وقبل ذلك كله هو «علي الغرير» الذي كان ملح المائدة الرمضانية حيث كان الكثيرون ينتظرون بث مسلسله «طفاش» على أحر من الجمر، حيث تمكن بعفويته وبساطته وببسمته التي لا تفارق محياه من امتلاك قلوب الكبار والصغار الذين بكوه ألماً وحزناً بعد أن فاجأهم قبل أيام برحيل بارد مفاجئ مباغت دون سابق إنذار.
علي الغرير.. هذه الشخصية الفنية الخلوقة المحبوبة التي لا يختلف اثنان على ذوبانه في البحرين الواحدة المتعايشة المتحابة التي خلقت لتكون بحريناً للتسامح والتعايش منذ الأزل، وهو ما كرسه مرة تلو المرة من خلال رسائل عديدة مبطنة أو معلنة في أعماله الفنية وفي تواصله المجتمعي الذي لا يكاد يميز فيه بين قرية أو مدينة وفي ارتباطه وعلاقاته المتشعبة مع الكثيرين من داخل البحرين وخارجها.
شكل الغرير حالة غير معتادة في المجتمع البحريني حيث قلما نجد الجمهور هنا -وبخاصة فئة الأطفال منه- يتلهفون لرؤية فنان وطلب التصوير معه، ما عدا «طفاش» -كما يحلو للكثيرين هنا تسميته- وقد يعزى ذلك إلى التواضع والتبسط مع الناس الذي كان سمة الغرير التي جعلته يدخل قلوب الكثيرين دون استئذان. أضف إلى ذلك حرصه على المشاركة في الفعاليات الإنسانية وبخاصة زياراته المتكررة للأطفال مرضى السرطان خصوصاً، وما أسهمت به تلك الزيارات من رفع الروح المعنوية لديهم ورسم البسمة على محياهم وإدخال السرور على قلوبهم.
تغريدات الرثاء.. رسائل التعزية.. عبارات الصدمة والدهشة والحزن والمواساة.. فيديوهات وصور عديدة انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي ووصلتنا على هواتفنا النقالة، أجمعت كلها على حقيقة واحدة.. وهي أن «الغرير» كان فعلاً شخصية وطنية مميزة.
هو ليس مجرد مواطن فطن عرف حقوقه وواجباته وأدّاها كما أي شخص آخر، بل هو إنسان صاحب رسالة مدرك لأهمية دوره.. واعٍ بمسؤولياته.. ماهر في استخدام أدواته.. ومتيقن بحقيقة قدرة «البساطة والعفوية» على ترميم الجسور وتعبيد الطرق والتعبير عن الصورة الحقيقية لمكونات الوطن المتآلف.
لذلك لم يكن الغرير مجرد محترف في التمثيل بل هو محترف في «الوطنية» ومنصهر في بوتقة «المواطنة الجامعة» التي أبدع من خلالها في رسم أجمل أدواره الفنية التي تربو على الـ50 مسلسلاً و13 عملاً مسرحياً وبضعة أفلام سينمائية.
لذلك، فإن أبسط حقوقه على هذا المجتمع الذي كرّس حياته لخدمته أن يبّره في أطفاله الذين تركهم، وأن يخصص منزلاً لائقاً كريماً لأسرته التي أيتمها وأثكلها فقده. وفي هذا السياق، نحن ننتظر رؤية التنفيذ الفعلي والحرفي لتوجيهات صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، وسمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الخيرية وشؤون الشباب رئيس مجلس الأمناء للمؤسسة الخيرية الملكية.
* سانحة:
رحل الغرير فجأة، ليدعونا هذا الرحيل إلى مزيد من التأمل في حال هذه الدنيا الفانية التي لا تعدل عند الله جناح بعوضة..
فلنعفُ عن بعضنا البعض.. فلنغفر زلات بعضنا البعض.. فلننقِّ قلوبنا..
إذ لا يدري امرؤ متى يحين دوره؟ متى تسقط ورقته؟ فهنيئاً لمن ترك وراءه ذكرى طيبة في قلوب الناس، وهنيئاً لمن ترك الناس وهم يدعون له.. لا عليه!