على عكس ما كان متوقعاً بعد مقتل قاسم سليماني عمد الحوثيون إلى التهدئة وآثروا عدم التصعيد، الأمر الذي يدفع إلى التساؤل عن دور سليماني في اليمن وما إذا كانت خططه تعطلت بعد مقتله أو أن الحوثيين وجدوها فرصة للإفلات من ربقة النظام الإيراني؟
مع استبعاد الفرضية الأخيرة لأسباب كثيرة منها تمكن النظام الإيراني من الحوثي ومن قراره وتيقن الحوثي من عدم تمكنه من الحصول على ما «يشتي» من أسلحة وأموال من مصدر آخر غير إيران، يمكن القول بأن أحد أمرين قد حصلا أديا إلى اتخاذ قرار التهدئة وعدم التصعيد وعدم التورط في الرد الانتقامي الذي توعد به النظام الإيراني، الأول هو خشية قادة الحوثيين من تعرضهم إلى مثل ما تعرض له سليماني فهم يدركون اليوم أكثر من أي وقت آخر بأن الولايات المتحدة قادرة على تصفية من تريد وأنها لا تتردد في ذلك لو اتخذت القرار ولا تدير بالا لردات الفعل، والثاني هو عدم وصول التوجيهات والأوامر الواضحة من المرشد الإيراني. والغالب أن الأمر الثاني صحيح أيضاً مثلما هو الأمر الأول.
مقتل سليماني أوجد خللاً في تحركات الحوثي ولعله المتضرر الأكبر من تصفيته، وهذا يعني أن سليماني كان يمارس دوراً كبيراً في اليمن وأنه كان وراء الكثير من الذي يحدث في هذا البلد العربي، ويعني أيضاً أن الفرصة صارت مواتية الآن لإنهاء أزمة اليمن وتحريرها من ربقة الحوثي وصار على التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات الاستفادة من هذا الأمر فلعله يسرع بنهاية هذه الأزمة ويخلص اليمن من الذي صار فيه بسبب ضيق أفق الحوثي ووقوعه في شراك النظام الإيراني واعتقاده بأنه متمكن من حمايته مدى الدهر.
احتمالات استغلال النظام الإيراني للحوثي في مثل هذه الظروف واردة بقوة، فقد يدفعه إلى القيام بفعل ما يشعر المرشد الإيراني بأنه انتقم من الأمريكان فتأتي ردة الفعل الأمريكية بعيداً عن إيران، ولا بأس لو تسبب ذلك في أذى اليمن والحوثيين وأذى المنطقة برمتها، فالنظام الإيراني الذي لا يرى في الدائرة سوى نفسه ليس مهماً عنده من عاش ومن مات، فهو المهم وهو الأهم وهو الاكثر أهمية.
لو كانت للنظام الإيراني مصلحة آنية في دفع الحوثيين للقيام بعملية ما ينتقم بها من الولايات المتحدة ما تأخر عن إصدار أوامره للحوثي لتنفيذ المطلوب، فالحوثي كما الخاتم في يده يديره كيفما شاء ووقت ما شاء، لكن هذا لا يعني أنه سيعفيه من القيام بذلك، فهو سيفعل ذلك كي يتلقى اليمن الضربة بدلا عنه، فهذا هو أسلوبه.
لعل من أسباب هدوء الحوثيين هذه الأيام وعدم قيامهم بأي عمل استفزازي يمكن أن يغضب الولايات المتحدة هو المأزق الذي صار فيه النظام الإيراني بعد إسقاطه طائرة الركاب الأوكرانية، فالنظام مشغول بالإفلات من هذا المأزق الذي يهدد وجوده، والأكيد أنه لن يتمكن من «إغاثة» الحوثيين لو تعرضوا للغضب الأمريكي، لهذا جاءت الأوامر بالتهدئة. ولهذا أيضاً ينبغي من دول التحالف العربي استغلال الفرصة لتخليص اليمن وتحريره، فالنظام الإيراني مشغول بنفسه ولا يستطيع أن يفعل شيئا للحوثي وليس هذا من مصلحته في هذه الفترة.
إسقاط النظام الإيراني للطائرة الأوكرانية وإنكاره ذلك لثلاثة أيام ثم اضطراره للاعتراف ومن ثم ظهوره أمام العالم كله كاذبا جعله محصورا في زاوية ضيقة، وليس أفضل من هكذا وضع وهكذا فرصة لضربه على رأسه وإنقاذ اليمن من براثنه وبراثن الحوثي، فبعض الفرص قد لا تتكرر خصوصاً وأن الولايات المتحدة لن تسكت عن الاعتداء الإيراني على قواعدها العسكرية في العراق.
مع استبعاد الفرضية الأخيرة لأسباب كثيرة منها تمكن النظام الإيراني من الحوثي ومن قراره وتيقن الحوثي من عدم تمكنه من الحصول على ما «يشتي» من أسلحة وأموال من مصدر آخر غير إيران، يمكن القول بأن أحد أمرين قد حصلا أديا إلى اتخاذ قرار التهدئة وعدم التصعيد وعدم التورط في الرد الانتقامي الذي توعد به النظام الإيراني، الأول هو خشية قادة الحوثيين من تعرضهم إلى مثل ما تعرض له سليماني فهم يدركون اليوم أكثر من أي وقت آخر بأن الولايات المتحدة قادرة على تصفية من تريد وأنها لا تتردد في ذلك لو اتخذت القرار ولا تدير بالا لردات الفعل، والثاني هو عدم وصول التوجيهات والأوامر الواضحة من المرشد الإيراني. والغالب أن الأمر الثاني صحيح أيضاً مثلما هو الأمر الأول.
مقتل سليماني أوجد خللاً في تحركات الحوثي ولعله المتضرر الأكبر من تصفيته، وهذا يعني أن سليماني كان يمارس دوراً كبيراً في اليمن وأنه كان وراء الكثير من الذي يحدث في هذا البلد العربي، ويعني أيضاً أن الفرصة صارت مواتية الآن لإنهاء أزمة اليمن وتحريرها من ربقة الحوثي وصار على التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات الاستفادة من هذا الأمر فلعله يسرع بنهاية هذه الأزمة ويخلص اليمن من الذي صار فيه بسبب ضيق أفق الحوثي ووقوعه في شراك النظام الإيراني واعتقاده بأنه متمكن من حمايته مدى الدهر.
احتمالات استغلال النظام الإيراني للحوثي في مثل هذه الظروف واردة بقوة، فقد يدفعه إلى القيام بفعل ما يشعر المرشد الإيراني بأنه انتقم من الأمريكان فتأتي ردة الفعل الأمريكية بعيداً عن إيران، ولا بأس لو تسبب ذلك في أذى اليمن والحوثيين وأذى المنطقة برمتها، فالنظام الإيراني الذي لا يرى في الدائرة سوى نفسه ليس مهماً عنده من عاش ومن مات، فهو المهم وهو الأهم وهو الاكثر أهمية.
لو كانت للنظام الإيراني مصلحة آنية في دفع الحوثيين للقيام بعملية ما ينتقم بها من الولايات المتحدة ما تأخر عن إصدار أوامره للحوثي لتنفيذ المطلوب، فالحوثي كما الخاتم في يده يديره كيفما شاء ووقت ما شاء، لكن هذا لا يعني أنه سيعفيه من القيام بذلك، فهو سيفعل ذلك كي يتلقى اليمن الضربة بدلا عنه، فهذا هو أسلوبه.
لعل من أسباب هدوء الحوثيين هذه الأيام وعدم قيامهم بأي عمل استفزازي يمكن أن يغضب الولايات المتحدة هو المأزق الذي صار فيه النظام الإيراني بعد إسقاطه طائرة الركاب الأوكرانية، فالنظام مشغول بالإفلات من هذا المأزق الذي يهدد وجوده، والأكيد أنه لن يتمكن من «إغاثة» الحوثيين لو تعرضوا للغضب الأمريكي، لهذا جاءت الأوامر بالتهدئة. ولهذا أيضاً ينبغي من دول التحالف العربي استغلال الفرصة لتخليص اليمن وتحريره، فالنظام الإيراني مشغول بنفسه ولا يستطيع أن يفعل شيئا للحوثي وليس هذا من مصلحته في هذه الفترة.
إسقاط النظام الإيراني للطائرة الأوكرانية وإنكاره ذلك لثلاثة أيام ثم اضطراره للاعتراف ومن ثم ظهوره أمام العالم كله كاذبا جعله محصورا في زاوية ضيقة، وليس أفضل من هكذا وضع وهكذا فرصة لضربه على رأسه وإنقاذ اليمن من براثنه وبراثن الحوثي، فبعض الفرص قد لا تتكرر خصوصاً وأن الولايات المتحدة لن تسكت عن الاعتداء الإيراني على قواعدها العسكرية في العراق.