هناك مسلسل أمريكي يعرض حالياً على القنوات العالمية، ويمكن مشاهدته عبر تطبيقات «نيتفلكس»، تحت اسم «لوسيفر».
البعض قد يعرف بأن «لوسيفر» هو اسم من أسماء الشيطان، وتحديداً «إبليس» الرجيم، وهو اسم لاتيني يعني «حامل الضوء»، وكذلك هو مصطلح فلكي روماني يرمز إلى كوكب «الزهرة».
الفكرة هنا تتمثل بأن «لوسيفر» قد مل من مهمته الأبدية في إغواء البشر، وفي الوسوسة وحرفهم عن الطريق القويم، فقرر النزول للأرض والعيش فيها كشخص عادي، واختار إحدى الولايات الأمريكية، وبخلاف مهمته الأصلية، تجدونه يتحول لشخص يبحث عن الخير والعدالة ويحارب المجرمين!
هل يمكنكم تخيل أن إبليس يتحول لشخص صالح في المجتمع؟! أو أن الشيطان الذي يتعوذ الجميع منه، هو من يهب لنجدتهم وينقذهم؟!
طبعاً الفكرة غير واقعية، بل مستحيلة، لكن هناك فكرة ذكية من كتاب المسلسل، لعلهم يقصدونها، أو لربما هي مجرد تتعلق بتقديم فكرة جديدة مغايرة تكسر الصورة النمطية الرتيبة لأي شيء، لكنني سأمضي لتصديق الفكرة التي تولدت لدي عبر ربط الشيطان ودوره بالواقع المعاش حالياً، وهي التي تقول بأن الشيطان أو «لوسيفر» أو إبليس، أو الملاك حامل الضوء «عزازيل» الذي خالف أوامر الله ليتحول إلى مخلد مطرود من الجنة، بأن خدماته لم تعد مطلوبة في هذا الزمن، إذ لماذا نحتاج للشيطان وهناك من البشر منهم أسوأ من إبليس نفسه؟!
المسلسل يصور لك هذا، لكن الواقع المعاش يعزز لك القناعة بأن هناك من هو أسوأ في الشيطان في المجتمعات، من خلال أساليبه مع البشر، أو من خلال تعاملاته في مواقع العمل أو في الأوساط الاجتماعية.
أذكر أنني كتبت ذات يوم مقالاً بعنوان «إبليس يقرر مغادرة البلد»، وتضمن حواراً بين إنسان والشيطان نفسه، يسأله الأول عن السبب وراء رحيله، ليجيب بأنه اقتنع بعدم الحاجة له، فكل ما كان يصوره للبشر من شنائع وسلبيات ورذائل، البشر يقومون بها دون الحاجة إليه ليوسوس لهم، بل بعضهم يقوم بها بطرائق وأساليب «تبهر» الشيطان نفسه، بل تحوله إلى تلميذ مبتدئ في مدارسهم!
هل نبالغ، أم أن هناك بشراً بالفعل في مجتمعاتنا باتت تتفوق على «لوسيفر» في أداء عمله؟!
إنها «المأساة الملهاة»، تلك التي تجعلنا نتخيل الشيطان «فاشل» في عمله، متدن المستوى في جودة مخططاته، فقط لأن الإنسان تفوق عليه، وتقدم عليه بمراحل.
حينما تسود المجتمعات حالة من سطوع نجم أفراد لا علاقة لهم بالمبادئ ولا القيم ولا الأعراف ولا الخوف من الله، فإنك لا تحتاج لأصغر شيطان في هذا المجتمع، لأن وجوده أصلاً سيكون مجرد «ترف»، إذ المهمة الأكبر والأهم تتمثل بالسيطرة على «شياطين الإنس» والقضاء عليهم.
كم من بشر نعرفهم، لم يضرهم الشيطان بقدر ما أضرهم بشري آخر؟! وكم من بشري أفسد في المجتمع ونشر الرذائل فيه، وداس على القيم، بشكل قد يعجز الشيطان عن مقارعته فيه؟!
لذلك بات طبيعياً أن نرى أعمالاً تصور المجرم على أنه صاحب قيم، والسارق على أنه رجل مبادئ، والشيطان على أنه مصدر للخير ولديه حربه ضد الشر الصادر عن البشر، في محاولة لـ«أنسنة الشيطان» لأن كثيراً من البشر «تشيطنوا» بملء إرادتهم!
{{ article.visit_count }}
البعض قد يعرف بأن «لوسيفر» هو اسم من أسماء الشيطان، وتحديداً «إبليس» الرجيم، وهو اسم لاتيني يعني «حامل الضوء»، وكذلك هو مصطلح فلكي روماني يرمز إلى كوكب «الزهرة».
الفكرة هنا تتمثل بأن «لوسيفر» قد مل من مهمته الأبدية في إغواء البشر، وفي الوسوسة وحرفهم عن الطريق القويم، فقرر النزول للأرض والعيش فيها كشخص عادي، واختار إحدى الولايات الأمريكية، وبخلاف مهمته الأصلية، تجدونه يتحول لشخص يبحث عن الخير والعدالة ويحارب المجرمين!
هل يمكنكم تخيل أن إبليس يتحول لشخص صالح في المجتمع؟! أو أن الشيطان الذي يتعوذ الجميع منه، هو من يهب لنجدتهم وينقذهم؟!
طبعاً الفكرة غير واقعية، بل مستحيلة، لكن هناك فكرة ذكية من كتاب المسلسل، لعلهم يقصدونها، أو لربما هي مجرد تتعلق بتقديم فكرة جديدة مغايرة تكسر الصورة النمطية الرتيبة لأي شيء، لكنني سأمضي لتصديق الفكرة التي تولدت لدي عبر ربط الشيطان ودوره بالواقع المعاش حالياً، وهي التي تقول بأن الشيطان أو «لوسيفر» أو إبليس، أو الملاك حامل الضوء «عزازيل» الذي خالف أوامر الله ليتحول إلى مخلد مطرود من الجنة، بأن خدماته لم تعد مطلوبة في هذا الزمن، إذ لماذا نحتاج للشيطان وهناك من البشر منهم أسوأ من إبليس نفسه؟!
المسلسل يصور لك هذا، لكن الواقع المعاش يعزز لك القناعة بأن هناك من هو أسوأ في الشيطان في المجتمعات، من خلال أساليبه مع البشر، أو من خلال تعاملاته في مواقع العمل أو في الأوساط الاجتماعية.
أذكر أنني كتبت ذات يوم مقالاً بعنوان «إبليس يقرر مغادرة البلد»، وتضمن حواراً بين إنسان والشيطان نفسه، يسأله الأول عن السبب وراء رحيله، ليجيب بأنه اقتنع بعدم الحاجة له، فكل ما كان يصوره للبشر من شنائع وسلبيات ورذائل، البشر يقومون بها دون الحاجة إليه ليوسوس لهم، بل بعضهم يقوم بها بطرائق وأساليب «تبهر» الشيطان نفسه، بل تحوله إلى تلميذ مبتدئ في مدارسهم!
هل نبالغ، أم أن هناك بشراً بالفعل في مجتمعاتنا باتت تتفوق على «لوسيفر» في أداء عمله؟!
إنها «المأساة الملهاة»، تلك التي تجعلنا نتخيل الشيطان «فاشل» في عمله، متدن المستوى في جودة مخططاته، فقط لأن الإنسان تفوق عليه، وتقدم عليه بمراحل.
حينما تسود المجتمعات حالة من سطوع نجم أفراد لا علاقة لهم بالمبادئ ولا القيم ولا الأعراف ولا الخوف من الله، فإنك لا تحتاج لأصغر شيطان في هذا المجتمع، لأن وجوده أصلاً سيكون مجرد «ترف»، إذ المهمة الأكبر والأهم تتمثل بالسيطرة على «شياطين الإنس» والقضاء عليهم.
كم من بشر نعرفهم، لم يضرهم الشيطان بقدر ما أضرهم بشري آخر؟! وكم من بشري أفسد في المجتمع ونشر الرذائل فيه، وداس على القيم، بشكل قد يعجز الشيطان عن مقارعته فيه؟!
لذلك بات طبيعياً أن نرى أعمالاً تصور المجرم على أنه صاحب قيم، والسارق على أنه رجل مبادئ، والشيطان على أنه مصدر للخير ولديه حربه ضد الشر الصادر عن البشر، في محاولة لـ«أنسنة الشيطان» لأن كثيراً من البشر «تشيطنوا» بملء إرادتهم!