بعض النواب يسألوني حينما يلتقوني مصادفة: «لماذا الناس متحاملون علينا؟!». وبدوري أعدل لهم صيغة السؤال، حين أرد عليهم: «تقصدون، لماذا الناس ينتقدونكم؟! لأن هناك فرقاً بين التحامل والانتقاد، وهو فرق كبير جداً».
أما في الإجابة على السؤال، فإن الناس لا يتحاملون عليكم، إلا في حالة واحدة، وهي حين يرون بأن بعض النواب نسوا الناس، وأخذوا يمارسون سلوكيات فيها «فلسفة» واضحة على البشر، وكأن هؤلاء البشر ليسوا هم السبب أو أصحاب الفضل بأصواتهم على كل نائب، هنا سيتحاملون عليكم ولن يترددوا في ممارسة «منة» مبررة عليكم، إذ أولم ينتخبوكم بناء على وعود انتخابية، ومقترحات ومشاريع عديدة طرحتموها كبرنامج عمل إما في مقاركم الانتخابية أو منشوراتكم الدعائية؟! وعليه إن لم تحققوها، أوضعفتم في عملية تمثيلهم، فلا تظنوا بأن الناخبين سيجدون هم المبررات والأعذار لكم، بل ولن يقبلوا بما تقدموه لهم.
بالتالي النواب قد لا يجوز لهم الاستياء من انتقادات الناخبين لهم، إلا في حالة واحدة، تتمثل بأن النقد ليس في موضعه، بمعنى أن هذا النائب أو ذاك قد قاموا بأدوارهم وتمثلوا بمواقف تتوافق مع مواقف الناس، ثم يتم انتقادهم بسبب «جهل» الناخب الناتج عن «عدم اطلاع» أو متابعة لعملهم، هنا يحق للنائب الزعل من النقد، لأنه لم يكن نقداً مبنياً على عدالة أو موضوعية.
لكنّ هناك نوعاً آخر لا يدخل في إطار النقد إطلاقاً، ولا حتى التحامل، بل هو استهداف وتحقير، عبر كيل الشتائم والسباب للنائب، وهذا خطأ جسيم، إذ حتى لو خذلك النائب، حتى لو تنصل من وعوده، حتى لو فعل ما فعل، فإن السباب والشتائم والدخول في الشخص عبر سمعته وعرضه وغيرها من أساليب، كلها أمور «تنسف» الموضوعية والمنطق وتحول صاحب الحق إلى مرتكب لجنحة أو جريمة.
وبالعودة لسؤال أولئك النواب بشأن «الانتقادات»، فإن الناخب من حقه المطلق التعبير عن رأيه في أدائك، ومن واجبك أن تستمع له، لو كان يتحدث بالاحترام والمنطق والحقيقة، وحتى لو كانت لهجته حادة وقوية، فهو لا يلام، لأنك أنت في الأساس الملام يا نائب، باعتبار أنك المسبب لرد الفعل.
طيب، ما الحل حتى تتجنب الانتقاد يا نائب؟!
لا توجد وصفة سحرية، بل يكذب عليك من يقول بأن الإنسان يمكنه الوصول لدرجة مطلقة من القبول لدى مختلف شرائح المجتمع، وأنه قد يصل لمرحلة لا يوجد منتقد واحد له، فالانتقاد يمكن صدوره حتى بحق من يعمل وينجز ويجتهد، إذ باعتبار أن الكمال مستحيل الوصول إليه، فإنك ستجد بالضرورة من يجد في عملك نقصاً، أو أخطاء قد لا تبدو لك ظاهرة.
تقبل النقد أمر لازم بالنسبة للنواب، خاصة إن كان نقداً محترماً لا يتجاوز محددات الأدب، وهنا إن كان من تقصير أو أخطاء، فإن النصيحة تكون بعدم المكابرة أو الرد بتبريرات وأعذار، بل بالاعتراف بالقصور والعمل على معالجة الأخطاء بشكل عملي لا بالاقتصار على الكلام، وهنا تكسب احترام الناس والناخبين، وينقلب النقد إلى ثناء وتقدير.
أما في الإجابة على السؤال، فإن الناس لا يتحاملون عليكم، إلا في حالة واحدة، وهي حين يرون بأن بعض النواب نسوا الناس، وأخذوا يمارسون سلوكيات فيها «فلسفة» واضحة على البشر، وكأن هؤلاء البشر ليسوا هم السبب أو أصحاب الفضل بأصواتهم على كل نائب، هنا سيتحاملون عليكم ولن يترددوا في ممارسة «منة» مبررة عليكم، إذ أولم ينتخبوكم بناء على وعود انتخابية، ومقترحات ومشاريع عديدة طرحتموها كبرنامج عمل إما في مقاركم الانتخابية أو منشوراتكم الدعائية؟! وعليه إن لم تحققوها، أوضعفتم في عملية تمثيلهم، فلا تظنوا بأن الناخبين سيجدون هم المبررات والأعذار لكم، بل ولن يقبلوا بما تقدموه لهم.
بالتالي النواب قد لا يجوز لهم الاستياء من انتقادات الناخبين لهم، إلا في حالة واحدة، تتمثل بأن النقد ليس في موضعه، بمعنى أن هذا النائب أو ذاك قد قاموا بأدوارهم وتمثلوا بمواقف تتوافق مع مواقف الناس، ثم يتم انتقادهم بسبب «جهل» الناخب الناتج عن «عدم اطلاع» أو متابعة لعملهم، هنا يحق للنائب الزعل من النقد، لأنه لم يكن نقداً مبنياً على عدالة أو موضوعية.
لكنّ هناك نوعاً آخر لا يدخل في إطار النقد إطلاقاً، ولا حتى التحامل، بل هو استهداف وتحقير، عبر كيل الشتائم والسباب للنائب، وهذا خطأ جسيم، إذ حتى لو خذلك النائب، حتى لو تنصل من وعوده، حتى لو فعل ما فعل، فإن السباب والشتائم والدخول في الشخص عبر سمعته وعرضه وغيرها من أساليب، كلها أمور «تنسف» الموضوعية والمنطق وتحول صاحب الحق إلى مرتكب لجنحة أو جريمة.
وبالعودة لسؤال أولئك النواب بشأن «الانتقادات»، فإن الناخب من حقه المطلق التعبير عن رأيه في أدائك، ومن واجبك أن تستمع له، لو كان يتحدث بالاحترام والمنطق والحقيقة، وحتى لو كانت لهجته حادة وقوية، فهو لا يلام، لأنك أنت في الأساس الملام يا نائب، باعتبار أنك المسبب لرد الفعل.
طيب، ما الحل حتى تتجنب الانتقاد يا نائب؟!
لا توجد وصفة سحرية، بل يكذب عليك من يقول بأن الإنسان يمكنه الوصول لدرجة مطلقة من القبول لدى مختلف شرائح المجتمع، وأنه قد يصل لمرحلة لا يوجد منتقد واحد له، فالانتقاد يمكن صدوره حتى بحق من يعمل وينجز ويجتهد، إذ باعتبار أن الكمال مستحيل الوصول إليه، فإنك ستجد بالضرورة من يجد في عملك نقصاً، أو أخطاء قد لا تبدو لك ظاهرة.
تقبل النقد أمر لازم بالنسبة للنواب، خاصة إن كان نقداً محترماً لا يتجاوز محددات الأدب، وهنا إن كان من تقصير أو أخطاء، فإن النصيحة تكون بعدم المكابرة أو الرد بتبريرات وأعذار، بل بالاعتراف بالقصور والعمل على معالجة الأخطاء بشكل عملي لا بالاقتصار على الكلام، وهنا تكسب احترام الناس والناخبين، وينقلب النقد إلى ثناء وتقدير.