منذ طفولتنا تقاس قوة تفوقنا على أقراننا من خلال سرعتنا في الكلام وجودة اختيار كلماتنا، بل وعلى نضج مخارج حروفنا، منذ أن كنا صغاراً ونحن نتدرب في عملية اجتماعية متكاملة على الكلام أكثر، والتعبير عن أفكارنا وآرائنا بالكلمات، نلتحق بالمنظومات التعليمية ليكون الكلام لغة الاتصال الرئيسية في عملية التعليم، ومثلها في بناء العلاقات الاجتماعية المختلفة، بل حتى في برامج التنمية البشرية والتطور التي تقوم على تبادل الأفكار عبر الكلام، بل والتدرب على اختيار الكلمات المناسبة لإعادة ضبط عقلنا اللاواعي سواء من خلال برامج البرمجة اللغوية العصبية أو من خلال برامج النوايا والتوكيدات أو غيرها من البرامج والخطط التي تستهدف إعادة ضبط أفكارنا التي تصنع بالتالي حياتنا وخياراتنا في الحياة.
الشيء الذي لم نتدرب عليه بما يكفي في هذه الحياة هو الصمت، وربما تعلمنا في بعض الأحيان أن الصمت شكل من أشكال الإقصاء التي نتعرض إليها اجتماعياً كونك مجبراً على الصمت في بعض الأحيان في حضرة الكبار أو المعلمين وغيرهم، ما يعني أن المسألة لا تقوم على الصمت بذاته وإنما على مبدأ اجتماعي طبقي بغض النظر عن أساساته. أما الصمت الذي نريد الوقوف عليه اليوم هو الصمت القيّم، وقد تناوله كثير من الأساتذة في أطروحاتهم، وقد لفتني أمر الصمت من خلال بودكاست لـ«اللايف كوتش» دلال الجناعي، إذ أشارت إلى أهمية الصمت، وإلى تمرين تلقته في إحدى الدورات التي شاركت فيها تضمن الصمت لمدة يومين متواصلين، حتى أن تمرين الصمت امتد لمنع استخدام أجهزة الموبايلات ومواقع التواصل الاجتماعي، بل ومنع تبادل النظرات والابتسامات بين المشاركين باعتبارها لغة تواصل هي الأخرى، وبينت في هذا البودكاست كيف أن الصمت يحفز ظهور الأفكار وتجليها بسهولة وكيف أن الصفاء الذهني يحدث بعد هدوء الأفكار.
د. محمد حبيب الفندي، وقف على أمثلة الصمت في القرآن الكريم مستشهداً بقصة السيدة مريم «عليها السلام» قبل إنجابها نبي الله عيسى، وقصة صمت نبي الله زكريا لثلاث ليالٍ أعطاه الله عقبها سيدنا يحيى. وكان من اللافت أن فند في طرحه هذا أن لكل منا بصمة صوت خاصة به لا تتكرر أبداً، وأن الكون يميز بصمة الصوت ويجذب لكل منا ما يقول، ما يجعل للصمت قيمة عظيمة في اتقاء كثير من أمور الحياة السلبية التي قد نقود إلينا انفسنا بحصاد ألسنتنا. بل وأشار إلى أنه قيل في الأثر أن كل الجوارح تخاطب اللسان كل صباح قائلة: «يا لسان اتقِ الله فينا، فإنما نحن بك، فإذا استقمت استقمنا وإذا اعوججت اعوججنا»..!!
* اختلاج النبض:
للصمت طاقة، وقد تزايدت الدعوات إليها، فمن الدعوات الإلهية إلى العلمية إلى الطاقية وغيرها، يبدو الموضوع مثيراً للتجربة، وحصاداً كثيراً من الفوائد.
الشيء الذي لم نتدرب عليه بما يكفي في هذه الحياة هو الصمت، وربما تعلمنا في بعض الأحيان أن الصمت شكل من أشكال الإقصاء التي نتعرض إليها اجتماعياً كونك مجبراً على الصمت في بعض الأحيان في حضرة الكبار أو المعلمين وغيرهم، ما يعني أن المسألة لا تقوم على الصمت بذاته وإنما على مبدأ اجتماعي طبقي بغض النظر عن أساساته. أما الصمت الذي نريد الوقوف عليه اليوم هو الصمت القيّم، وقد تناوله كثير من الأساتذة في أطروحاتهم، وقد لفتني أمر الصمت من خلال بودكاست لـ«اللايف كوتش» دلال الجناعي، إذ أشارت إلى أهمية الصمت، وإلى تمرين تلقته في إحدى الدورات التي شاركت فيها تضمن الصمت لمدة يومين متواصلين، حتى أن تمرين الصمت امتد لمنع استخدام أجهزة الموبايلات ومواقع التواصل الاجتماعي، بل ومنع تبادل النظرات والابتسامات بين المشاركين باعتبارها لغة تواصل هي الأخرى، وبينت في هذا البودكاست كيف أن الصمت يحفز ظهور الأفكار وتجليها بسهولة وكيف أن الصفاء الذهني يحدث بعد هدوء الأفكار.
د. محمد حبيب الفندي، وقف على أمثلة الصمت في القرآن الكريم مستشهداً بقصة السيدة مريم «عليها السلام» قبل إنجابها نبي الله عيسى، وقصة صمت نبي الله زكريا لثلاث ليالٍ أعطاه الله عقبها سيدنا يحيى. وكان من اللافت أن فند في طرحه هذا أن لكل منا بصمة صوت خاصة به لا تتكرر أبداً، وأن الكون يميز بصمة الصوت ويجذب لكل منا ما يقول، ما يجعل للصمت قيمة عظيمة في اتقاء كثير من أمور الحياة السلبية التي قد نقود إلينا انفسنا بحصاد ألسنتنا. بل وأشار إلى أنه قيل في الأثر أن كل الجوارح تخاطب اللسان كل صباح قائلة: «يا لسان اتقِ الله فينا، فإنما نحن بك، فإذا استقمت استقمنا وإذا اعوججت اعوججنا»..!!
* اختلاج النبض:
للصمت طاقة، وقد تزايدت الدعوات إليها، فمن الدعوات الإلهية إلى العلمية إلى الطاقية وغيرها، يبدو الموضوع مثيراً للتجربة، وحصاداً كثيراً من الفوائد.