بالأمس تحدثنا في إشارات مقتضبة حول «الحور العين في الجنة» والرؤية المعاصرة الصادمة لتفسير الحور العين، واليوم سنستعرض الفكرة التي طرحها العالم المصري الشاب أمين صبري، إذ تقوم فكرته على أن الصفات الجسدية في العالم الآخر من النشور إلى الجنة ستكون مغايرة لما هي عليه في الدنيا، بحيث لا يميزها جنس ذكري أو أنثوي، وأن مرافقة كل منا لزوجه في الدنيا ليكون زوجه في الآخرة، سيكون على شكل علاقة زوجية راقية وسامية جداً من العلاقات الروحية التي لا تشملها العلاقة الجسدية/الجنسية، مشيراً إلى أن الثواب سيكون للنفس البشرية والعقاب للجسد البشري، وأن النفس ليس لها جنس بالأساس، أي لا هي مذكرة ولا مؤنثة، وإنما اكتسبت بعض الصفات عندما دخلت الجسد البشري بعملية يمكن تسميتها مزاوجة أيضاً «مزاوجة النفس بالجسم»، وبالتالي فتفسير حور العين هو الجسد المتجدد الطاقة والذي سيزوج لكل النفوس المؤمنة سواء من زوجت في الدنيا بجسد ذكر أو بجسد أنثى، وأجساد الحور تلك لا يميزها جنس بل هي أجساد أهل الجنة. بمعنى أن المرأة والرجل من أهل الدنيا، سيكونون حوراً عيناً في الجنة..!!!
قد تبدو الفكرة في أول الأمر صادمة، ولكني سأقف عليها معكم للتأمل والتفكر من زاويتين اثنتين، الأولى تتعلق بوجهة نظر قد تبدو إلحادية طرحها أحدهم منذ زمن، يقول فيها إنه إذا كان الجنس والنوم من حياة البهائم التي حثنا الدين الإسلامي على تجنبهم ووضع لهم القوانين بين حلال مقنن وحرام على نحو أوسع، هل يعد الله عباده متجنبي حياة البهائم في الدنيا بمكافآتهم بصفات البهائم في الآخرة؟!! قد يبدو هذا الطرح مستفزاً ولكنه يدعو فعلياً إلى التأمل، هل حرّم الله الزنا وقيد علاقاتنا الجنسية في أطر محددة جداً «زوج واحد في الزمن الواحد للمرأة وأربع نساء فقط كحد أقصى للرجل في الزمن الواحد»، ليبيحه لنا كمكافأة في الجنة؟!! إذاً ما الغاية من دعوتنا للتسامي على الشهوات والغرائز؟ وإن قسنا الأمر على النوم: فإن إباحة الراحة والنوم والتي يقلص من مساحتها الدعوة إلى قيام الليل وعظم فضله والدعوة إلى العمل وكراهة نوم العصر مثلاً ومثله نوم ما بعد صلاة الفجر، يقابلها أن أهل الجنة لا ينامون. فهل يمكن القول أن أهل الجنة لن يمارسوا الجنس أيضاً؟!! قد تحقق رؤية صبري وتفسيره هذا الوجه. أما الزاوية الثانية التي قد تجعل من الفكرة منطقية أيضاً، أنه في ضوء التفسير الذكوري السابق للحور العين، يكون للرجال زوجات من الحور العين بينما النساء ليس لهن إلاّ زوج واحد من أهل الدنيا، وقد يخالج ذلك نوعاً من الأسئلة بشأن العدل الإلهي الذي يجب أن يقام في الآخرة، والذي يجب ألا يميز بين ذكر وأنثى. وهو ما يجعل من فكرة الحور العين جسداً لكل الأنفس هناك مسألة أكثر قبولاً وعدلاً.
* اختلاج النبض:
بعض الناس يبهرهم الفكر المعاصر ولكنهم يحافظون على الإيمان بمعتقداتهم المغروسة القديمة، وبعضهم من يرفض الفكر المعاصر جملة وتفصيلاً وقد يكفره، أما النوع الذي ندعو إليه هو من يوازن بين موروثاته الثقافية والفكر المعاصر ويضع كل منهما في ميزان ليرى أي الكفتين ترجح ليتبناها، وفي بعض الأحيان ربما من الممكن المزاوجة بين الرأيين للخروج برأيي ثالث أكثر اتزاناً واستقلالاً.
قد تبدو الفكرة في أول الأمر صادمة، ولكني سأقف عليها معكم للتأمل والتفكر من زاويتين اثنتين، الأولى تتعلق بوجهة نظر قد تبدو إلحادية طرحها أحدهم منذ زمن، يقول فيها إنه إذا كان الجنس والنوم من حياة البهائم التي حثنا الدين الإسلامي على تجنبهم ووضع لهم القوانين بين حلال مقنن وحرام على نحو أوسع، هل يعد الله عباده متجنبي حياة البهائم في الدنيا بمكافآتهم بصفات البهائم في الآخرة؟!! قد يبدو هذا الطرح مستفزاً ولكنه يدعو فعلياً إلى التأمل، هل حرّم الله الزنا وقيد علاقاتنا الجنسية في أطر محددة جداً «زوج واحد في الزمن الواحد للمرأة وأربع نساء فقط كحد أقصى للرجل في الزمن الواحد»، ليبيحه لنا كمكافأة في الجنة؟!! إذاً ما الغاية من دعوتنا للتسامي على الشهوات والغرائز؟ وإن قسنا الأمر على النوم: فإن إباحة الراحة والنوم والتي يقلص من مساحتها الدعوة إلى قيام الليل وعظم فضله والدعوة إلى العمل وكراهة نوم العصر مثلاً ومثله نوم ما بعد صلاة الفجر، يقابلها أن أهل الجنة لا ينامون. فهل يمكن القول أن أهل الجنة لن يمارسوا الجنس أيضاً؟!! قد تحقق رؤية صبري وتفسيره هذا الوجه. أما الزاوية الثانية التي قد تجعل من الفكرة منطقية أيضاً، أنه في ضوء التفسير الذكوري السابق للحور العين، يكون للرجال زوجات من الحور العين بينما النساء ليس لهن إلاّ زوج واحد من أهل الدنيا، وقد يخالج ذلك نوعاً من الأسئلة بشأن العدل الإلهي الذي يجب أن يقام في الآخرة، والذي يجب ألا يميز بين ذكر وأنثى. وهو ما يجعل من فكرة الحور العين جسداً لكل الأنفس هناك مسألة أكثر قبولاً وعدلاً.
* اختلاج النبض:
بعض الناس يبهرهم الفكر المعاصر ولكنهم يحافظون على الإيمان بمعتقداتهم المغروسة القديمة، وبعضهم من يرفض الفكر المعاصر جملة وتفصيلاً وقد يكفره، أما النوع الذي ندعو إليه هو من يوازن بين موروثاته الثقافية والفكر المعاصر ويضع كل منهما في ميزان ليرى أي الكفتين ترجح ليتبناها، وفي بعض الأحيان ربما من الممكن المزاوجة بين الرأيين للخروج برأيي ثالث أكثر اتزاناً واستقلالاً.