عندما كتبت مقال «طاقة الصمت» قبل أيام، لم أتوقع أن يجد تفاعلاً من بعض الأصدقاء من حولي، ولكن ما حدث أنني تلقيت جملة من التعليقات حول الموضوع من بينها مقترح لتسويق الفكرة بين مجموعة من الرفاق والبحث في طرق تطبيق التجربة كجماعة في مكان واحد، لعل واحدة من معيقات تطبيقات الفكرة ارتبطت بامتداد الزمان والبحث عن مكان لائق اجتماعياً يليق بتطبيق التجربة لأيام متواصلة. وقد لفتني أن أشار بعضهم إلى أهمية الصمت على المستوى الديني وكيف أنه لا يلقي بالنار في جهنم إلاّ حصاد ألسنتهم، وأن آخرين تحدثوا في الطاقة وكيف أننا نعيش فيما يمكن تسميته فوضى الكلمات أو إن صحت لي تسميته التلوث البيئي الكلامي.
ما أود الوقوف عليه اليوم لا يتعلق بالصمت عن الكلام وحسب، وإن كان هذا ما تناولته في المقال السابق، ولكني وددت التعرض لصمت الأفكار..!! نعم، أعلم أنها فكرة قد تبدو غريبة، وربما غير ممكنة الحدوث، فمن منا لا يفكر، ومن منا يستطيع وقف تفكيره، وربما من المثير في الأمر أن المسألة عكسية تماماً، فإننا متى ما قررنا الصمت وعدم مشاركة الآخرين في حديثهم فإننا إما قد بدأنا مرحلة معالجة وتحليل لما يقال وهذا بلا شك نوع من التفكير، وإما أننا نكون قد سرحنا بخيالنا في أمور أخرى، وهذا ضرب آخر من التفكير. إذاً كيف عسانا أن نصمت بأفكارنا، نصمت بعقولنا وليس بألسنتنا فقط؟
إن الإجابة عن هذا السؤال قد ارتبطت في النصوص الشرعية الإسلامية بممارسات المحراب ودور العبادة، تلك التي يعكف فيها الأفراد على ممارسة العبادات دون الاتصال بالبشر، بل وفي أحيان كثيرة تكون العبادة التي يمارسها المسلم ممارسة تأملية لتدبر آيات القرآن الكريم وفهم معانيها، أو قضاء الوقت في تسبيح وتهليل. قد يشير أحدكم الآن إلى أن تلك العبادات ومن بينها الصلاة تتضمن جانباً قولياً، ما يعني أن مسألة الصمت غير واردة أو متحققة من خلال التجربة، وأن الحاجة لممارسة الصمت التام قد تحول دون أداء العبادات التي هي أولى بالتأكيد من ممارسات أشكال مختلفة من التطبيقات والتمارين المختلفة. ولكن الصمت عن الكلام مختلف عن الصمت عن الأفكار، وقد يمكن التسديد والمقاربة بين الأمرين ببساطة.
يمكننا أن نصمت عن كلامنا مع استثناءات محدودة لأداء العبادات وفق النصوص الشرعية المعروفة وحسب، ولكن أفكارنا ستمارس حديثها باستمرار وإن صمتت ألسنتنا، أما إن أردنا الصمت الأعظم وهو صمت الأفكار، فلعل المثال الأبرز هو مثال النبي زكريا الذي اعتكف لثلاث ليالٍ لم يكلم فيها الناس واتجه بصمت الأفكار مكتفياً بالتسبيح والتهليل وباقي الذكر الذي يشغل عقله من الكلام في أمور أخرى، وهو الصمت الأفضل والأكثر تأثيراً في الطاقة والدماغ.
* اختلاج النبض:
قد تبدو تجربة هذا الصمت أسهل من سابقتها، فمن سيجربها يا ترى؟
ما أود الوقوف عليه اليوم لا يتعلق بالصمت عن الكلام وحسب، وإن كان هذا ما تناولته في المقال السابق، ولكني وددت التعرض لصمت الأفكار..!! نعم، أعلم أنها فكرة قد تبدو غريبة، وربما غير ممكنة الحدوث، فمن منا لا يفكر، ومن منا يستطيع وقف تفكيره، وربما من المثير في الأمر أن المسألة عكسية تماماً، فإننا متى ما قررنا الصمت وعدم مشاركة الآخرين في حديثهم فإننا إما قد بدأنا مرحلة معالجة وتحليل لما يقال وهذا بلا شك نوع من التفكير، وإما أننا نكون قد سرحنا بخيالنا في أمور أخرى، وهذا ضرب آخر من التفكير. إذاً كيف عسانا أن نصمت بأفكارنا، نصمت بعقولنا وليس بألسنتنا فقط؟
إن الإجابة عن هذا السؤال قد ارتبطت في النصوص الشرعية الإسلامية بممارسات المحراب ودور العبادة، تلك التي يعكف فيها الأفراد على ممارسة العبادات دون الاتصال بالبشر، بل وفي أحيان كثيرة تكون العبادة التي يمارسها المسلم ممارسة تأملية لتدبر آيات القرآن الكريم وفهم معانيها، أو قضاء الوقت في تسبيح وتهليل. قد يشير أحدكم الآن إلى أن تلك العبادات ومن بينها الصلاة تتضمن جانباً قولياً، ما يعني أن مسألة الصمت غير واردة أو متحققة من خلال التجربة، وأن الحاجة لممارسة الصمت التام قد تحول دون أداء العبادات التي هي أولى بالتأكيد من ممارسات أشكال مختلفة من التطبيقات والتمارين المختلفة. ولكن الصمت عن الكلام مختلف عن الصمت عن الأفكار، وقد يمكن التسديد والمقاربة بين الأمرين ببساطة.
يمكننا أن نصمت عن كلامنا مع استثناءات محدودة لأداء العبادات وفق النصوص الشرعية المعروفة وحسب، ولكن أفكارنا ستمارس حديثها باستمرار وإن صمتت ألسنتنا، أما إن أردنا الصمت الأعظم وهو صمت الأفكار، فلعل المثال الأبرز هو مثال النبي زكريا الذي اعتكف لثلاث ليالٍ لم يكلم فيها الناس واتجه بصمت الأفكار مكتفياً بالتسبيح والتهليل وباقي الذكر الذي يشغل عقله من الكلام في أمور أخرى، وهو الصمت الأفضل والأكثر تأثيراً في الطاقة والدماغ.
* اختلاج النبض:
قد تبدو تجربة هذا الصمت أسهل من سابقتها، فمن سيجربها يا ترى؟