هنا صورتان للتأمل، الأولى حصول كوارث طبيعية في إيران كالزلازل والفيضانات وهي لاتزال متمسكة بمواقفها السالبة من دول مجلس التعاون ومصرة على مواصلة أخطائها التي منها التدخل في الشؤون الداخلية لجيرانها و»تصدير الثورة» ودعم كل من يتخذ من أبناء إحداها موقفاً سالباً، والثانية حصول تلك الكوارث وإيران تعيش حالة موجبة مع كل دول المجلس ولا تتدخل في شؤونها الداخلية ولا تعمل على «تصدير الثورة» ولا تدعم مريدي السوء بذريعة مناصرة المظلومين والانتصار للحريات.
لو أن مثل تلك الكوارث تحصل في الحالة الثانية فالأكيد هو أن كل دول مجلس التعاون -الحكومات والشعوب- ستشارك في عمليات الإنقاذ وستعمل معاً على إعادة إيران وجعلها قادرة على الوقوف على قدميها أياً كان حجم الخسائر. أما لو أنها تحصل وإيران في الحالة الأولى فالأكيد أن الأمر لن يعدو التعبير عن التعاطف بإرسال البرقيات ونثر التصريحات وإرسال البطانيات!
هذا فارق مهم ينبغي أن يلتفت إليه النظام الإيراني ويدرسه جيداً، فعند حصول الكوارث لن يجد الدعم من الدول التي أساء إليها، فهذا أمر طبيعي، وإن كان الأمر لا يخلو من ردة الفعل الإنسانية وما يدعو إليه الإسلام في مثل هذه الحالات، لكن وقفة هذه الدول لن تكون كوقفتها لو أن هذا النظام لا يتدخل في شؤونها ولا يعمل على الإساءة إليها.
لو كان لدى أرباب النظام الإيراني ذرة عقل لانتبهوا إلى مثل هذا الأمر مبكراً ولعملوا على جعل دول مجلس التعاون عضيداً ومعيناً منذ اليوم الأول الذي سيطروا فيه على السلطة في إيران، ولو أن لديهم ذرة عقل الآن لعملوا على تدارك الأمر ولعمدوا إلى إلغاء تلك المواد السالبة من دستورهم والتي تورطوا بها فصارت تلزمهم بالتدخل في شؤون الآخرين والوقوف إلى جانب كل من يدعي المظلومية ولتواصلوا مع المسؤولين في هذه الدول وطلبوا التجاوز عما مضى وعبروا عن رغبتهم في ذلك ووفروا الدليل عليه، فالباب -هكذا هو المتوقع- لايزال مفتوحاً، ودول مجلس التعاون كلها من دون استثناء تعرف كيف تصفح وتسامح وتؤسس لمرحلة موجبة في المنطقة لو أن النظام الإيراني كان جاداً في هذا الأمر.
أن يعادي النظام الإيراني جيرانه -كلهم أو بعضهم- ويتوقع أن يحصل من الجميع على ما يفترض أن يحصل عليه في الظروف غير العادية فهذا يعني أنه يعاني من نقص في فهم طبيعة العلاقة مع الدول. وأن يواصل هذا النظام أخطاءه ويتوقع أن يتخذ الآخرون منه موقفاً موجباً ويسكتون فإن هذا يعني أنه دون القدرة على فهم طبيعة البشر.
من الأمور التي ينبغي أن يدركها النظام الإيراني جيداً هي أن الجغرافيا تفرض أموراً لا يمكن الإفلات منها، ومثلما أن قدر دول مجلس التعاون أن تكون إيران جارتها فإن قدر إيران أن تكون هذه الدول جارة لها، والعاقل يدرك أنه ليس للجار إلا الجار. لكن بالتأكيد لا يمكن لدول مجلس التعاون قبول هذا الذي يمارسه هذا الجار ويصر عليه، لهذا فإنها تتخذ منه موقفاً ولا تتردد عن تصنيفه في خانة الأعداء بسبب ممارساته السالبة، فما ظل النظام الإيراني يمارسه منذ أربعين سنة يجعل من السهل بل من الواجب تصنيفه هكذا وإطلاق هذه الصفة عليه والتعامل معه من هذا الباب.
لكن كل هذا قابل للتغيير لو أن أرباب النظام الإيراني غيروا نظرتهم للأمور ونهجوا الواقعية، ولكن الأكيد أيضاً هو أنه لا يمكن أن يحدث أي تغيير طالما استمر النظام الإيراني في نظرته وسلوكياته، وطالما ظل معتقداً بأنه قادر على تخليص نفسه بنفسه في الظروف غير العادية.
{{ article.visit_count }}
لو أن مثل تلك الكوارث تحصل في الحالة الثانية فالأكيد هو أن كل دول مجلس التعاون -الحكومات والشعوب- ستشارك في عمليات الإنقاذ وستعمل معاً على إعادة إيران وجعلها قادرة على الوقوف على قدميها أياً كان حجم الخسائر. أما لو أنها تحصل وإيران في الحالة الأولى فالأكيد أن الأمر لن يعدو التعبير عن التعاطف بإرسال البرقيات ونثر التصريحات وإرسال البطانيات!
هذا فارق مهم ينبغي أن يلتفت إليه النظام الإيراني ويدرسه جيداً، فعند حصول الكوارث لن يجد الدعم من الدول التي أساء إليها، فهذا أمر طبيعي، وإن كان الأمر لا يخلو من ردة الفعل الإنسانية وما يدعو إليه الإسلام في مثل هذه الحالات، لكن وقفة هذه الدول لن تكون كوقفتها لو أن هذا النظام لا يتدخل في شؤونها ولا يعمل على الإساءة إليها.
لو كان لدى أرباب النظام الإيراني ذرة عقل لانتبهوا إلى مثل هذا الأمر مبكراً ولعملوا على جعل دول مجلس التعاون عضيداً ومعيناً منذ اليوم الأول الذي سيطروا فيه على السلطة في إيران، ولو أن لديهم ذرة عقل الآن لعملوا على تدارك الأمر ولعمدوا إلى إلغاء تلك المواد السالبة من دستورهم والتي تورطوا بها فصارت تلزمهم بالتدخل في شؤون الآخرين والوقوف إلى جانب كل من يدعي المظلومية ولتواصلوا مع المسؤولين في هذه الدول وطلبوا التجاوز عما مضى وعبروا عن رغبتهم في ذلك ووفروا الدليل عليه، فالباب -هكذا هو المتوقع- لايزال مفتوحاً، ودول مجلس التعاون كلها من دون استثناء تعرف كيف تصفح وتسامح وتؤسس لمرحلة موجبة في المنطقة لو أن النظام الإيراني كان جاداً في هذا الأمر.
أن يعادي النظام الإيراني جيرانه -كلهم أو بعضهم- ويتوقع أن يحصل من الجميع على ما يفترض أن يحصل عليه في الظروف غير العادية فهذا يعني أنه يعاني من نقص في فهم طبيعة العلاقة مع الدول. وأن يواصل هذا النظام أخطاءه ويتوقع أن يتخذ الآخرون منه موقفاً موجباً ويسكتون فإن هذا يعني أنه دون القدرة على فهم طبيعة البشر.
من الأمور التي ينبغي أن يدركها النظام الإيراني جيداً هي أن الجغرافيا تفرض أموراً لا يمكن الإفلات منها، ومثلما أن قدر دول مجلس التعاون أن تكون إيران جارتها فإن قدر إيران أن تكون هذه الدول جارة لها، والعاقل يدرك أنه ليس للجار إلا الجار. لكن بالتأكيد لا يمكن لدول مجلس التعاون قبول هذا الذي يمارسه هذا الجار ويصر عليه، لهذا فإنها تتخذ منه موقفاً ولا تتردد عن تصنيفه في خانة الأعداء بسبب ممارساته السالبة، فما ظل النظام الإيراني يمارسه منذ أربعين سنة يجعل من السهل بل من الواجب تصنيفه هكذا وإطلاق هذه الصفة عليه والتعامل معه من هذا الباب.
لكن كل هذا قابل للتغيير لو أن أرباب النظام الإيراني غيروا نظرتهم للأمور ونهجوا الواقعية، ولكن الأكيد أيضاً هو أنه لا يمكن أن يحدث أي تغيير طالما استمر النظام الإيراني في نظرته وسلوكياته، وطالما ظل معتقداً بأنه قادر على تخليص نفسه بنفسه في الظروف غير العادية.