في كل مرة ينتشر فيها فيروس أو وباء في عدد من الدول، تحدث ضجة كبير وحالة استنفار في الأمن الصحي في العالم، ويحدث أن تتهافت الدول على البحث عن علاجات ومضادات تحول دون الإصابة، وفي حالة مثل فيروس كورونا في الصين بات الوضع سيئاً جداً من حيث نسبة الإصابات العالية والآخذة في التزايد، إلى جانب ما ألقى به هذا الفيروس من ظلال ونتائج وخيمة على كثير من المفاصل الهامة في الصين وجوارها الإقليمي، بل وفي دول متفرقة من العالم.إن ما تسبب فيه فيروس كورونا لم يقتصر على الجانب الصحي والخسائر البشرية وإن كانت تلك القيمة الإنسانية الأعلى، ولكن بالقياس على مصالح الدول والأفراد كذلك، فإن فيروس كورونا قد تسبب في شلّ حركة الاقتصاد العالمي مع الصين نسبياً، مؤثراً على الوضع الاقتصادي العام للصين الذي باتت محركاً وعصباً هاماً في الاقتصاد العالمي ككل، بل وأن كثير من التجار حول العالم قد ارتبطت تجاراتهم على اختلاف مجالاتهم بالصين، ما يعني إلحاق خسائر فادحة ليس بالصين كدولة وحسب بل حتى مع المتعاملين معها من المستثمرين والشركات ورجال الأعمال حول العالم. هذا فضلاً عن تأثير الفيروس على شلّ حركة السياحة في الصين، ويقاس الأمر نفسه على بقية الدول المتضررة والتي وصل إليها الفايروس منتشراً بكثافة فيها.ورغم أنه تم التوصل لعلاج فيروس كورونا إلاّ أن سرعة انتشاره جعلت من الصعب السيطرة عليه أو تحقيق نتائج متقدمة في العلاج. ما يجعل الوضع مضطرباً على كافة الأصعدة في هذه الدول وكل الجهات المرتبطة فيها. ولعل مع تكرار حدوث أزمات كهذه يتسبب فيها فيروس ما، كان من المنطقي أن يتم التعاطي مع المؤشرات التي تنذر من ظهور مرض جديد أو فيروس سيتسبب بخسائر كارثية كهذه وينتشر فيما يجاوز 20 بلداً حول العالم أو يزيد.المثير في الأمر أن منصة الصحة الكندية «BlueDot» والمعنية بمراقبة الأمراض المعدية، كانت قد تفوقت بسبق الإبلاغ والتحذير من المخاطر الوشيكة لفيروس كورونا في وقت سبق الأنباء الصينية عن انتشار الفيروس بعشرة أيام، وأحسبها كانت مهلة كافية للتعاطي مع الأمر بجدية لدرء الأخطار المحتملة والمترتبة على انتشار الفيروس. والمثير للدهشة في هذا السياق أن منصة الصحة الكندية قد جاءت بتحذيرها هذا من خلال خوارزمية من خوارزميات الذكاء الاصطناعي التي تتبعت بدورها جملة من المعلومات والبيانات مؤخراً من بينها التقارير الإخبارية بما يربو على 60 لغة وبيانات رحلات الطيران العالمية والإعلانات الرسمية وكذلك شبكات الأمراض الحيوانية والنباتية. ما منح تلك المنصة فرصة التنبؤ وعلى نحو صحيح بانتشار الفايروس ومناطق انتشاره.* اختلاج النبض:هل تسبب في تأخر تعاطي الصين مع تلك التنبؤات عدم ثقتها بالذكاء الاصطناعي وهي بلد ضليع في هذا المجال وحقق إنجازات مذهلة فيه؟ وإلى أي مدى كانت ستتجنب الصين الخسائر الفادحة تلك لو استجابت لذلك التحذير في وقته؟
{{ article.visit_count }}
970x90
{{ article.article_title }}
970x90