احتفينا قبل عامين بمرور نصف قرن على تأسيس قوة دفاع البحرين، هذه المنظومة العسكرية التي نفخر بها، ونعتز بها، والتي أنشأها قائدنا وملكنا الحبيب، الملك حمد حفظه الله، وبذل فيها من فكره وتخطيطه وجهده، لنصل اليوم لعيد تأسيسها الثاني والخمسين، لنراها منظومة هائلة وقوية وصلبة بقيادتها المحنكة ورجالها البواسل.

قوة دفاع البحرين، نردد اسمها فتغلي الدماء في العروق، فالاسم وحده يحمل الفخامة والعزة، هي قوة وجدت لتحمي هذا البلد الطيب، قوة وجدت لتصون ترابه، وتدافع عن حياضه، وتضمن أن يعيش الناس فيه بسلام وأمن.

معالي المشير الركن الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة، رجل اسمه يكفي لنعرف كيف تترجم الطموحات إلى واقع مؤثر وملموس، رفيق درب جلالة الملك في بناء هذه المنظومة، والرجل الذي يحظى بالحب والاحترام والتقدير من جموع البحرينيين المخلصين، رجل تمثل لنا قيادته لقوة دفاع البحرين بتوجيهات سديدة من ملكنا، رجل يمثل لنا «صمام أمان» في البحرين، عمل بجد واجتهاد وعزيمة وجسارة لتطوير كافة منظومات هذه القوة، لصقل جنودها وضباطها وكافة منتسبيها ليكونوا على أهبة الاستعداد لأجل البحرين وأهلها.

تأتي ذكراكم السنوية يا معالي المشير، لنفاخر بكم، وبإنجازاتكم، وبدفاعكم وتضحياتكم، فقوة دفاع البحرين تعني للمواطن البحريني الشيء الكثير، تعني له الأمن والسلام، وتعني له القوة والعزة، وتعني له الانتماء والولاء، وتعني له الشموخ بشموخ راية البحرين عالية لا تنزل، وبرفعة وارتقاء ملكها «ملك القلوب» الذي لا يتعب في حمله للبحرين وأهلها في قلبه وعينيه.

جنودنا البواسل، خط دفاعنا ضد أية أخطار، ورجال هم على أهبة الاستعداد، البحرين بهم قوية وعزيزة، منيعة وراسخة أوتادها، هؤلاء الجنود لهم التحية والتقدير، ولهم دعواتنا بأن يحفظهم الله في كل مهامهم، منهم شجعان مغاوير لهم صولاتهم وجولاتهم دفاعاً عن قضايا الأمة، منهم شهداء ضحوا بأرواحهم لاهجين بشهادة الإسلام ومرتدين علم بلادهم، وما التضحيات وصور البسالة في الشقيقة اليمن إلا واحدة من ملاحم عديدة تضع لهؤلاء الأبطال مكانة راسخة في القلوب.

في وسط عالم يعج بالمتغيرات، ووسط تهديدات وأطماع لا تتوقف ممن يستهدف أمن بلادنا، تأتي قوة دفاع البحرين بجميع المنتسبين إليها لتكون «السد المنيع» و»الحصن الحصين» الذي يحمي ثرى بلادنا، والذي نحتمي فيه ونعتمد عليه، فدعواتنا لكم بمزيد من النجاحات والتوفيق، دعواتنا للمشير القوي الشيخ خليفة بن أحمد بأن يواصل نهجه السديد في تعزيز هذه المنظومة وتقويتها وتطويرها بشكل دائم، بما يترجم رؤية «عرابها» و»مؤسسها» و»قائدها الأعلى» الملك حمد حفظه الله.

وللملك حمد، القائد العسكري الوالد الإنسان الحاني، نقول: هذا غرسك الذي غرسته بكل حب وولاء لأرضك وترابها الطاهر، هذا عملك الذي به أسست «مصنعاً للرجال»، ووضعت فيه الأقوياء المخلصين حولك ليعملوا ويدهم بيدك الكريمة، هذا جهدك الممتد عبر العقود، هذا الإنجاز الذي لا يتوقف مداده، قوة عسكرية تحمل اسم البحرين ورايتها عزيزة شامخة، فهنيئاً لك هذه الذكرى، ودمتم سالماً محفوظاً برعاية المولى عز وجل لتشهد سنوياً علوها وألقها ونماءها.

عاشت البحرين حرة أبية، عاشت البحرين برجالها وأبطالها البواسل.