بعد كل الأخطاء التي ارتكبها وبعد أن وجد نفسه محصوراً في زاوية لا يستطيع الإفلات منها، وبعد أن وصل إلى مرحلة لم يعد فيها مفر من الاعتراف بالصعوبات وبالضعف، دعا النظام الإيراني الشعب الإيراني إلى الصبر، الرئيس حسن روحاني قال إن إيران «تعيش أقسى ظروف سياسية واقتصادية في تاريخها... لكنها لن تقبل بالذل والاستسلام» بينما صور دهقان مستشار المرشد الإيراني للشؤون الدفاعية ما يجري بأنه نتاج طبيعي للصراع بين الحق والباطل ودعا إلى مواجهة العقوبات الأمريكية بالصيام، ولم ينس دغدغة مشاعر البسطاء بالقول بأن هذا الأسلوب كان متوافراً في مدرسة الخميني.
يعيش النظام الإيراني اليوم ورطة كبيرة لكنه سيستمر في المكابرة، وهو يعرف جيداً أن المخرج ليس في دعوة الشعب الإيراني إلى الصيام ولكن في تراجع النظام عن أفكاره التي لا مكان لها من الإعراب في هذا الزمان. يكفي التوقف عن دعم وتمويل الميليشيات التي تتوفر حالياً في العديد من الدول وعلى رأسها ميليشيا «حزب الله» في لبنان ليجد النظام ما يملأ به بطون الإيرانيين فلا يثورون عليه. يكفيه التوقف عن التدخل في شؤون الدول الأخرى ليجد التعاطف منها والدعم والمساندة. يكفي إلغاء أو حتى تجميد مشروع القنبلة النووية التي يسعى إليها النظام ليجد ما يبني به إيران فتتحول ببساطة من حال إلى حال.
إخراج إيران من الضائقة التي صارت فيها بسبب حماقة النظام المستولي على الحكم فيها لا يتحقق بالمقاومة ولا بالصيام ولا بدغدغة المشاعر. إخراجها من الذي صارت تعاني منه يتحقق بالتوقف عن الاستمرار في محاولات تحقيق ذلك الحلم الذي لا يمكن أن يتحقق في هذا العصر خصوصاً وأن النظام لم يوفر النموذج الذي يمكن أن تفكر الدول الأخرى في حذوه ولم يعد يمتلك ما يعينه على إخضاعها بالقوة فتعود الإمبراطورية الفارسية.
كل ما على أرباب النظام الإيراني -إن أرادوا الإفلات من الوضع الذي صار فيه نظامهم- هو التعامل مع الواقع بواقعية ومواجهة الحقيقة، فإيران اليوم لا تستطيع تنفيذ مشاريعها المرفوضة أصلاً من دول المنطقة ومن العالم، وهذا يعني أن إصرارها على مواصلة السير في هذا الطريق سيوردها الفشل وأن الجهد الذي ستبذله في المقاومة لن يوصلها إلى مفيد، وبالتأكيد لن ينفعها أن يصوم الشعب الإيراني النهار والليل.
اليوم لا مفر من إغلاق النظام الإيراني لبعض الملفات والتوقف عن التفكير في تنفيذ المشاريع غير القابلة أساساً للتحقق، فكل طريق آخر لن يوصله إلا إلى التهلكة. ولأنه لم يعمد طوال الأربعين سنة التي هي عمره إلى تكوين أصدقاء له يسندونه «عند العوزة» لذا فإنه سيكون الوحيد الذي يتلقى الضربات الأمريكية ومن كل حدب وصوب وسيزول سريعاً.
ما يحتاجه النظام الإيراني وقد صار محصوراً في زاوية ضيقة هو التفكير بعقلانية وتحرير عقله من تلك الأفكار التي لا تتلاءم مع العصر ولا يقبل بها العالم واستبدالها بأفكار أخرى يكسب بها التعاطف وتتوفر له بسببها ما يحتاجه من دعم ومساندة، فدول العالم وخصوصاً دول المنطقة لا يمكن أن تتعامل وتثق في نظام تتوقع منه الشر في كل حين، لكنها بالتأكيد يمكن أن تقدم له الكثير لو أنها اطمأنت له ووثقت فيه وتأكدت أنه يعمل من أجل صالح كل دول المنطقة وليس من أجل تحقيق فكرة غير قابلة للتحقق.
الضيق الذي فيه إيران اليوم سيزداد إن استمر النظام الإيراني في عناده وفي أحلامه، فالنظام المسيطر على الحكم فيها صار مؤهلاً للتفتت بل التفتت السريع وليس لأحد أن ينقذه مما صار فيه سوى أربابه لو أنهم غيروا نظرتهم إلى الحياة.
يعيش النظام الإيراني اليوم ورطة كبيرة لكنه سيستمر في المكابرة، وهو يعرف جيداً أن المخرج ليس في دعوة الشعب الإيراني إلى الصيام ولكن في تراجع النظام عن أفكاره التي لا مكان لها من الإعراب في هذا الزمان. يكفي التوقف عن دعم وتمويل الميليشيات التي تتوفر حالياً في العديد من الدول وعلى رأسها ميليشيا «حزب الله» في لبنان ليجد النظام ما يملأ به بطون الإيرانيين فلا يثورون عليه. يكفيه التوقف عن التدخل في شؤون الدول الأخرى ليجد التعاطف منها والدعم والمساندة. يكفي إلغاء أو حتى تجميد مشروع القنبلة النووية التي يسعى إليها النظام ليجد ما يبني به إيران فتتحول ببساطة من حال إلى حال.
إخراج إيران من الضائقة التي صارت فيها بسبب حماقة النظام المستولي على الحكم فيها لا يتحقق بالمقاومة ولا بالصيام ولا بدغدغة المشاعر. إخراجها من الذي صارت تعاني منه يتحقق بالتوقف عن الاستمرار في محاولات تحقيق ذلك الحلم الذي لا يمكن أن يتحقق في هذا العصر خصوصاً وأن النظام لم يوفر النموذج الذي يمكن أن تفكر الدول الأخرى في حذوه ولم يعد يمتلك ما يعينه على إخضاعها بالقوة فتعود الإمبراطورية الفارسية.
كل ما على أرباب النظام الإيراني -إن أرادوا الإفلات من الوضع الذي صار فيه نظامهم- هو التعامل مع الواقع بواقعية ومواجهة الحقيقة، فإيران اليوم لا تستطيع تنفيذ مشاريعها المرفوضة أصلاً من دول المنطقة ومن العالم، وهذا يعني أن إصرارها على مواصلة السير في هذا الطريق سيوردها الفشل وأن الجهد الذي ستبذله في المقاومة لن يوصلها إلى مفيد، وبالتأكيد لن ينفعها أن يصوم الشعب الإيراني النهار والليل.
اليوم لا مفر من إغلاق النظام الإيراني لبعض الملفات والتوقف عن التفكير في تنفيذ المشاريع غير القابلة أساساً للتحقق، فكل طريق آخر لن يوصله إلا إلى التهلكة. ولأنه لم يعمد طوال الأربعين سنة التي هي عمره إلى تكوين أصدقاء له يسندونه «عند العوزة» لذا فإنه سيكون الوحيد الذي يتلقى الضربات الأمريكية ومن كل حدب وصوب وسيزول سريعاً.
ما يحتاجه النظام الإيراني وقد صار محصوراً في زاوية ضيقة هو التفكير بعقلانية وتحرير عقله من تلك الأفكار التي لا تتلاءم مع العصر ولا يقبل بها العالم واستبدالها بأفكار أخرى يكسب بها التعاطف وتتوفر له بسببها ما يحتاجه من دعم ومساندة، فدول العالم وخصوصاً دول المنطقة لا يمكن أن تتعامل وتثق في نظام تتوقع منه الشر في كل حين، لكنها بالتأكيد يمكن أن تقدم له الكثير لو أنها اطمأنت له ووثقت فيه وتأكدت أنه يعمل من أجل صالح كل دول المنطقة وليس من أجل تحقيق فكرة غير قابلة للتحقق.
الضيق الذي فيه إيران اليوم سيزداد إن استمر النظام الإيراني في عناده وفي أحلامه، فالنظام المسيطر على الحكم فيها صار مؤهلاً للتفتت بل التفتت السريع وليس لأحد أن ينقذه مما صار فيه سوى أربابه لو أنهم غيروا نظرتهم إلى الحياة.