بمناسبة ذكرى سيطرة النظام الإيراني على الحكم والحياة في إيران وقرب الانتخابات البرلمانية خصصت قناة «الميادين» التي تعمل من بيروت مساحة كبيرة من وقت بثها منذ حلول شهر فبراير للإشادة بالنظام وأربابه وللترويج له ولهم، بل وأرسلت إلى طهران بعض مذيعيها لإنتاج البرامج الخاصة بهاتين المناسبتين، بينما أجرى رئيسها غسان بن جدو العديد من المقابلات «الرنانة» مع المسؤولين مثل وزير الخارجية محمد جواد ظريف وأمين مجمع تشخيص مصلحة النظام الجنرال محسن رضائي اللذين تحدثا طويلاً وعمدا إلى الإعلاء من شأن قاسم سليماني الذي اغتالته القوات الأمريكية وامتداحه بطريقة تجعل حتى ترامب يأسف على اتخاذه قرار اغتياله!
وإذا كان بالإمكان قبول ما قيل في المقابلة مع ظريف، لأنه كدبلوماسي يمتلك الخبرة الكافية التي تمنعه من التورط في تصريحات فالتة تحسب عليه، فإن المقابلة مع رضائي كانت كلها فالتة، فكثير من الذي قاله لا يمكن تصديقه، وواضح أن الغاية منه ومن المقابلة كلها هو القول بأن النظام الإيراني قوي وغير متأثر بالعقوبات الاقتصادية ومستعد لكل الاحتمالات وأنه يعمل من أجل الشعب الإيراني وشعوب المنطقة والدفاع عن العالم الإسلامي، وبالطبع الإساءة إلى السعودية وتوجيه الاتهامات لها بغية التقليل من وزنها ومكانتها.
من التصريحات الفالتة التي صدرت عن رضائي قوله «إن هدفنا هو إخراج الولايات المتحدة من المنطقة.. ونحن جادون للغاية»، و»جميع القواعد الأمريكية في المنطقة تحت مراقبة إيران.. وحاملات الطائرات تحت سيطرتنا.. ونعلم كم سفينة يمتلكون» و»معلوماتنا عن الجنود الأمريكيين في المنطقة دقيقة للغاية».
عن الرد على مقتل سليماني قال رضائي «إننا انتظرنا أن ترد الولايات المتحدة على قصف قاعدة عين الأسد في العراق لتتوفر لنا... الذريعة لإبادة إسرائيل»! لكن رضائي تهرب من الإجابة عن سؤال بدا واضحاً تردد بن جدو نفسه في توجيهه وهو عن السبب وراء تأخر النظام الإيراني الإعلان عن مسؤوليته عن إسقاط طائرة الركاب الأوكرانية، حيث لف ودار وتحدث بدلاً عن ذلك عن سقوط طائرة ركاب إيرانية في إحدى السنوات!
المعلومة الوحيدة التي يشكر رضائي على توفيرها خلال تلك المقابلة الدعائية هي عن دعم النظام الإيراني لبعض دول المنطقة حيث قال «تمكنت طهران من نقل تقنياتها العسكرية إلى لبنان وفلسطين.. واليمن عبر سليماني» وهو ما ظل النظام الإيراني ينكره ويقسم بأغلظ الأيمان بأنه غير صحيح. بناء على هذه المعلومة يمكن القول بأن كل ما ظل النظام الإيراني ينفيه يعني أنه صحيح، ومن ذلك نفيه الإعداد لمحاولة الانقلاب التي تم تنفيذها في البحرين في 14 فبراير 2011 خصوصاً وأن تاريخها متقارب مع تاريخ سيطرة الملالي على الحكم في إيران.
كان الأولى أن تهتم قناة «الميادين» بمحاورة مسؤولي النظام الإيراني عن الذي يجري في العراق والهتافات المرفوعة ضدهم ومطالبة الشعب العراقي إيران بالخروج من العراق، وعن التناقض بين الشعارات التي يرفعها النظام وممارساته على أرض الواقع وعن تصريحاته الكاذبة، وكان الأولى أن يجيب أرباب النظام الإيراني عن أسئلة الشعب الإيراني حول دور النظام في مختلف الحروب التي تم إشعالها في المنطقة وعن ثروات إيران التي يقوم بتبديدها وعن الطرق التي يمكن بها انتشال إيران من الذي هي فيه اليوم بسبب العقوبات الأمريكية وعن حاضر الشعب الإيراني الذي عانى طويلاً وذاق الويل وعن مستقبله.
ما ظلت تفعله «الميادين» منذ دخول فبراير لا ينفع الشعب الإيراني ولا يخرج النظام من مآزقه الكثيرة والصعبة. الفائدة الوحيدة منه هو تأكد أرباب النظام من إخلاص القائمين على هذه القناة لهم، وتأكد أرباب القناة من أنهم خارج التأثر بأوضاع لبنان.
وإذا كان بالإمكان قبول ما قيل في المقابلة مع ظريف، لأنه كدبلوماسي يمتلك الخبرة الكافية التي تمنعه من التورط في تصريحات فالتة تحسب عليه، فإن المقابلة مع رضائي كانت كلها فالتة، فكثير من الذي قاله لا يمكن تصديقه، وواضح أن الغاية منه ومن المقابلة كلها هو القول بأن النظام الإيراني قوي وغير متأثر بالعقوبات الاقتصادية ومستعد لكل الاحتمالات وأنه يعمل من أجل الشعب الإيراني وشعوب المنطقة والدفاع عن العالم الإسلامي، وبالطبع الإساءة إلى السعودية وتوجيه الاتهامات لها بغية التقليل من وزنها ومكانتها.
من التصريحات الفالتة التي صدرت عن رضائي قوله «إن هدفنا هو إخراج الولايات المتحدة من المنطقة.. ونحن جادون للغاية»، و»جميع القواعد الأمريكية في المنطقة تحت مراقبة إيران.. وحاملات الطائرات تحت سيطرتنا.. ونعلم كم سفينة يمتلكون» و»معلوماتنا عن الجنود الأمريكيين في المنطقة دقيقة للغاية».
عن الرد على مقتل سليماني قال رضائي «إننا انتظرنا أن ترد الولايات المتحدة على قصف قاعدة عين الأسد في العراق لتتوفر لنا... الذريعة لإبادة إسرائيل»! لكن رضائي تهرب من الإجابة عن سؤال بدا واضحاً تردد بن جدو نفسه في توجيهه وهو عن السبب وراء تأخر النظام الإيراني الإعلان عن مسؤوليته عن إسقاط طائرة الركاب الأوكرانية، حيث لف ودار وتحدث بدلاً عن ذلك عن سقوط طائرة ركاب إيرانية في إحدى السنوات!
المعلومة الوحيدة التي يشكر رضائي على توفيرها خلال تلك المقابلة الدعائية هي عن دعم النظام الإيراني لبعض دول المنطقة حيث قال «تمكنت طهران من نقل تقنياتها العسكرية إلى لبنان وفلسطين.. واليمن عبر سليماني» وهو ما ظل النظام الإيراني ينكره ويقسم بأغلظ الأيمان بأنه غير صحيح. بناء على هذه المعلومة يمكن القول بأن كل ما ظل النظام الإيراني ينفيه يعني أنه صحيح، ومن ذلك نفيه الإعداد لمحاولة الانقلاب التي تم تنفيذها في البحرين في 14 فبراير 2011 خصوصاً وأن تاريخها متقارب مع تاريخ سيطرة الملالي على الحكم في إيران.
كان الأولى أن تهتم قناة «الميادين» بمحاورة مسؤولي النظام الإيراني عن الذي يجري في العراق والهتافات المرفوعة ضدهم ومطالبة الشعب العراقي إيران بالخروج من العراق، وعن التناقض بين الشعارات التي يرفعها النظام وممارساته على أرض الواقع وعن تصريحاته الكاذبة، وكان الأولى أن يجيب أرباب النظام الإيراني عن أسئلة الشعب الإيراني حول دور النظام في مختلف الحروب التي تم إشعالها في المنطقة وعن ثروات إيران التي يقوم بتبديدها وعن الطرق التي يمكن بها انتشال إيران من الذي هي فيه اليوم بسبب العقوبات الأمريكية وعن حاضر الشعب الإيراني الذي عانى طويلاً وذاق الويل وعن مستقبله.
ما ظلت تفعله «الميادين» منذ دخول فبراير لا ينفع الشعب الإيراني ولا يخرج النظام من مآزقه الكثيرة والصعبة. الفائدة الوحيدة منه هو تأكد أرباب النظام من إخلاص القائمين على هذه القناة لهم، وتأكد أرباب القناة من أنهم خارج التأثر بأوضاع لبنان.