من الأمور التي تستدعي وقفة قول أمين تشخيص مصلحة النظام الإيراني الجنرال محسن رضائي خلال المقابلة التي أجرتها معه قناة «الميادين» أخيراً «إن إيران كانت تنتظر أن يقوم الأمريكان بالرد على إطلاق الصواريخ على قاعدة عين الأسد في العراق.. لتتوفر لها الذريعة لإبادة إسرائيل».. «لأنه كان لإسرائيل دور في تسهيل عملية اغتيال سليماني».بعد ذلك التصريح بيوم واحد فقط قالت الولايات المتحدة وإسرائيل إنهما اتفقتا على تنسيق جهودهما والتعاون لضرب إيران في العراق وسوريا. هذا يعني أن «الذريعة» التي تريدها إيران لضرب إسرائيل توفرت، فهل سيقدم النظام الإيراني على ضرب إسرائيل كما قال رضائي في تلك المقابلة؟من يقول نعم يغالط نفسه، ذلك أن العالم كله يعرف أن النظام الإيراني لا يستطيع أن «يداقل» إسرائيل ولا يريد أن يورط نفسه معها لأنه يعلم جيداً أنها لن تتردد عن قصف طهران لو أنه «داس لها على طرف»، وهذا يعني أن ما قاله رضائي كان كلاماً للبيع داخل إيران وعلى المهووسين بهذا النظام، والأكيد أن تلك القناة أجرت معه المقابلة ليقول ما قال رغم قناعتها بأنه مجرد كلام.الحقيقة التي لا يختلف عليها هي أنه لا مقارنة بين قوة إسرائيل وقوة إيران، يكفي تذكر أن إسرائيل تعني الولايات المتحدة ليختل الميزان ويميل إليها لو كان متساوياً، حيث الحقيقة الأخرى هي أن واشنطن لن تترك تل أبيب وحدها في المواجهة لو أن «الشيطان» ضحك على طهران وأغواها وزين لها ذلك.ملخص الكلام هو أن النظام الإيراني دون القدرة على مواجهة إسرائيل وأنه لا يريد من الأساس مواجهتها لأنه يعرف جيداً قوتها وقوة من يقف خلفها ويعرف قوته هو ويدرك أن أي مواجهة ولو عابرة لن تنتهي لصالحه، أي أنه في كل الأحوال مهزوم.أربعون عاماً وعاماً فوقها تمكن فيها النظام الإيراني من بيع مثل هذه الادعاءات على الشعب الإيراني والمهووسين بالنظام خارج إيران، لهذا فإن أياً من مسؤوليه لا يتردد عن قول مثل ما قال رضائي في تلك المقابلة، فهم يعلمون أن هناك من يشتري مثل هذه البضاعة ويعلمون أيضاً أن إسرائيل لن تؤاخذهم على ما يقولون لأنها تعلم جيداً أنه مجرد كلام وأن النظام الإيراني لا يجرؤ على الدخول في مثل هذا الأمر الذي لو حصل لبدأ العد التنازلي لزواله.كثيرة هي التصريحات الفارغة التي يدلي بها مسؤولو النظام الإيراني، ليس فيما يخص إسرائيل والولايات المتحدة فقط ولكن في كل مجال. قبل أيام امتلأت الفضائيات السوسة، الإيرانية وغير الإيرانية المدعومة والممولة منها بالتصريحات عن استعداد إيران لإطلاق قمر صناعي جديد بعد إخفاقها مرتين، لكن لأن العملية فشلت حيث لم يصل القمر إلى مداره لذا فإنها لم تتطرق إلى موضوع الفشل واهتمت بالتركيز على موضوع نجاحها في إطلاق الصاروخ.التلفزيون الإيراني نقل من وحدة الفضاء في وزارة الدفاع أنه «أطلق بنجاح القمر الصناعي «ظفر» في الفضاء... إلا أنه لم يصل إلى السرعة المطلوبة لوضع القمر الصناعي في المدار المقرر له». لا يقولون إنه فشل في ذلك رغم أن الخطوتين متكاملتين ولا يمكن فصلهما عن بعضهما، فالغاية ليست إطلاق الصاروخ ليقال إنه حصل النجاح وإنما هي وضع القمر الصناعي في مداره، وهكذا هو الأمر مع كل فشل «يحققه» هذا النظام المتخلف.بناء على ذلك ينبغي التشكيك في قدرة الأسلحة التي ملأ النظام الإيراني الدنيا ضجيجاً وهو يتحدث عنها و»يتفشخر»، والظاهر أنه لهذا يحجم هذا النظام عن إطلاق رصاصة واحدة على «العدو الصهيوني»!